مقدمة
هاري ميلنر ويتينغتون (3 مارس 1927 – 4 فبراير 2023) كان محاميًا ومستثمرًا عقاريًا وشخصية سياسية أمريكية. اشتهر بدوره في حادث إطلاق النار الذي تورط فيه نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ديك تشيني في عام 2006.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد هاري ويتينغتون في أوستن، تكساس. حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تكساس في أوستن عام 1949، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة تكساس عام 1950. خلال فترة دراسته، كان عضوًا في أخوية فاي دلتا فاي.
حياته المهنية
بعد تخرجه من كلية الحقوق، بدأ ويتينغتون مسيرته المهنية كمحامٍ في أوستن. عمل لاحقًا في مجال الاستثمار العقاري وأصبح من رجال الأعمال الناجحين. شغل أيضًا مناصب سياسية مختلفة طوال حياته.
- عمل كمساعد تشريعي للسيناتور الأمريكي ليندون جونسون في الخمسينيات من القرن الماضي.
- شغل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة السجون في تكساس في الستينيات.
- كان عضوًا في مجلس إدارة هيئة الموانئ في تكساس.
كان ويتينغتون من الداعمين الماليين للحزب الجمهوري وساهم في العديد من الحملات السياسية.
حادثة إطلاق النار عام 2006
في 11 فبراير 2006، بينما كان ويتينغتون يشارك في رحلة صيد طيور السمان مع نائب الرئيس ديك تشيني في مزرعة كاثرين أرمسترونج في ريفي مقاطعة كينغسفيل، تكساس، أصيب ويتينغتون عن طريق الخطأ بطلقات نارية أطلقها تشيني. كان ويتينغتون، البالغ من العمر 78 عامًا في ذلك الوقت، على بعد حوالي 30 ياردة (27 مترًا) من تشيني عندما أطلق تشيني النار على سرب من طيور السمان. أصابت الطلقات ويتينغتون في وجهه ورقبته وصدره.
تم نقل ويتينغتون على الفور إلى مستشفى كوربوس كريستي ميموريال حيث تم إدخاله وحدة العناية المركزة. تم إزالة بعض الطلقات، لكن الأطباء قرروا ترك البعض الآخر في مكانه لتجنب المزيد من الضرر. عانى ويتينغتون لاحقًا من نوبة قلبية صغيرة بسبب أحد الطلقات التي استقرت بالقرب من قلبه.
أثار الحادث جدلاً واسع النطاق في وسائل الإعلام. تم انتقاد تشيني بسبب تأخره في الإعلان عن الحادث، ولأن أرمسترونج، صاحبة المزرعة، هي من اتصلت بوسائل الإعلام وليس مكتب نائب الرئيس. كما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان تشيني قد تصرف بإهمال أثناء الصيد.
اعتذر تشيني لاحقًا عن الحادث وقال إنه “حزين للغاية” لإصابة ويتينغتون. من جانبه، صرح ويتينغتون بأنه يتحمل جزءًا من المسؤولية عن الحادث وأنه لم يلوم تشيني. وقال في بيان: “الحوادث تحدث، وهذا حادث لا أحد يتحمل مسؤوليته فيه غيري.”
تداعيات الحادث
على الرغم من الحادث، حافظ ويتينغتون وتشيني على علاقة ودية. زار تشيني ويتينغتون في المستشفى بعد الحادث، وتحدث الاثنان عدة مرات بعد ذلك. في مقابلة عام 2010، قال ويتينغتون إنه يعتبر تشيني صديقًا وإنه لا يحمل أي ضغينة تجاهه.
أدى الحادث إلى زيادة التدقيق في ممارسات الصيد الآمنة، وأثار نقاشًا حول مدى مسؤولية المسؤولين الحكوميين عن أفعالهم. كما سلط الضوء على العلاقة المعقدة بين السياسة ووسائل الإعلام.
كما أدى الحادث إلى فرض غرامة رمزية على تشيني من قبل إدارة المتنزهات والحياة البرية في تكساس بسبب عدم حصوله على طابع ترخيص صيد الطيور المهاجرة المناسب.
حياته الشخصية
تزوج هاري ويتينغتون من كارولين فيتزهيو عام 1950. أنجب الزوجان ثلاثة أبناء: هاري ميلنر ويتينغتون جونيور، وفيليام فيتزهيو ويتينغتون، وباتريك بيكر ويتينغتون. توفيت كارولين ويتينغتون في عام 2007.
كان ويتينغتون عضوًا نشطًا في مجتمعه. شغل منصب رئيس نادي الروتاري في أوستن، وكان عضوًا في مجلس إدارة غرفة التجارة في أوستن. كان أيضًا من محبي رياضة الجولف.
توفي ويتينغتون في 4 فبراير 2023، عن عمر يناهز 95 عامًا.
إرثه
سيظل هاري ويتينغتون في الذاكرة كمحامٍ ناجح ومستثمر عقاري وشخصية سياسية. ومع ذلك، فإن حادث إطلاق النار الذي تورط فيه ديك تشيني هو على الأرجح ما سيتذكره به معظم الناس. على الرغم من الجدل الذي أثاره الحادث، تعامل ويتينغتون معه بكرامة وتسامح. موقفه المتسامح تجاه تشيني بعد الحادث أظهر قوة شخصيته.
خاتمة
كان هاري ويتينغتون شخصية بارزة في تكساس، حيث جمع بين مسيرة مهنية ناجحة في القانون والاستثمار العقاري مع الخدمة العامة. اشتهر بشكل خاص بحادث إطلاق النار الذي تورط فيه مع نائب الرئيس ديك تشيني، والذي أثار جدلاً واسعًا. على الرغم من ذلك، تعامل ويتينغتون مع الموقف بكرامة وتسامح، مما يعكس قوة شخصيته وعلاقته الودية مع تشيني. يترك ويتينغتون وراءه إرثًا كشخصية مؤثرة في مجتمعه.