المؤامرة ضد يسوع
يبدأ الفصل بالكشف عن المؤامرة التي يحيكها رؤساء الكهنة وكتبة الشريعة للتخلص من يسوع. كانوا يخشون من تأثيره المتزايد على الشعب، وكانوا يبحثون عن طريقة لاعتقاله دون إثارة فتنة شعبية. لعب الشيطان دورًا في هذه المؤامرة، حيث دخل إلى قلب يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ يسوع، ودفعه إلى خيانة معلمه.
عرض رؤساء الكهنة على يهوذا مبلغًا من المال مقابل تسليم يسوع إليهم سرًا. وافق يهوذا على هذا العرض، وبدأ يبحث عن فرصة سانحة لتسليم يسوع بعيدًا عن أعين الجموع.
العشاء الأخير
اقترب عيد الفصح، وهو العيد الذي يحتفل فيه اليهود بخروجهم من مصر. أرسل يسوع بطرس ويوحنا لإعداد العشاء الأخير في العلية. خلال العشاء، علم يسوع أن أحد تلاميذه سيخونه. شعر التلاميذ بالحزن والارتباك، وبدأوا يسألون يسوع من هو الخائن.
أخذ يسوع خبزًا وباركه وكسره، ثم أعطاه لتلاميذه قائلاً: “هذا هو جسدي الذي يُبذَل عنكم. اصنعوا هذا لذكري”. ثم أخذ كأسًا وشكر، وأعطاهم قائلاً: “هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي، الذي يُسفَك عنكم”.
بهذه الكلمات، أسس يسوع سر القربان المقدس، الذي يحتفل به المسيحيون حتى يومنا هذا تذكارًا لموته وقيامته.
أخبر يسوع تلاميذه أنهم سيتركونه ويهربون في تلك الليلة. أنكر بطرس ذلك، وأصر على أنه مستعد للموت مع يسوع. لكن يسوع أخبر بطرس أنه سينكره ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك.
الصلاة في بستان جثسيماني
بعد العشاء الأخير، ذهب يسوع مع تلاميذه إلى بستان جثسيماني. طلب يسوع من تلاميذه أن يبقوا ويراقبوا بينما هو يصلي. ابتعد يسوع عنهم قليلاً، وجثا على ركبتيه وبدأ يصلي.
كان يسوع يعاني من ألم شديد، وكان يعلم أنه سيواجه الموت قريبًا. صلى قائلاً: “يا أبتاه، إن شئت أن تُجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك”.
ظهر ملاك من السماء ليشجعه. بعد صلاته، عاد يسوع إلى تلاميذه فوجدهم نائمين. أيقظهم يسوع وقال لهم: “لماذا أنتم نائمون؟ قوموا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة”.
خيانة يسوع واعتقاله
بينما كان يسوع يتحدث، وصل جمع من الناس يقودهم يهوذا. كان يهوذا قد اتفق مع رؤساء الكهنة على إعطاء علامة لهم للتعرف على يسوع. كانت العلامة هي أن يقبله.
اقترب يهوذا من يسوع وقبله قائلاً: “السلام يا سيدي”. رد يسوع قائلاً: “يا يهوذا، أَبِقُبلة تسلِّم ابن الإنسان؟”.
أمسك الجمع بيسوع وقبضوا عليه. حاول أحد تلاميذ يسوع الدفاع عنه، فضرب عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه. لم يسمح يسوع لتلاميذه بالقتال، وشفى أذن العبد.
اقتاد الجمع يسوع إلى دار رئيس الكهنة.
إنكار بطرس ليسوع
تبع بطرس يسوع عن بعد إلى دار رئيس الكهنة. بينما كان بطرس جالسًا في الفناء، تعرفت عليه خادمة وقالت: “هذا أيضًا كان معه”.
أنكر بطرس ذلك قائلاً: “يا امرأة، لستُ أعرفه”. بعد قليل، رآه شخص آخر وقال: “أنت أيضًا منهم”. قال بطرس: “يا رجل، لستُ أنا”.
بعد نحو ساعة، أكد شخص آخر قائلاً: “بالتأكيد هذا أيضًا كان معه، لأنه جليلي أيضًا”. قال بطرس: “يا رجل، لستُ أعرف ما تقول”.
في الحال، بينما كان بطرس يتكلم، صاح الديك. التفت الرب ونظر إلى بطرس. فتذكر بطرس كلام الرب، كيف قال له: “إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات”. فخرج بطرس إلى الخارج وبكى بكاء مرًا.
الاستهزاء بيسوع وضربه
استهزأ الجنود بيسوع وضربوه. عصبوا عينيه وسألوه: “تنبأ! من الذي ضربك؟”. وقالوا له كلامًا آخر يجدفونه.
عند الفجر، اجتمع مجلس الشيوخ، رؤساء الكهنة وكتبة الشريعة، وأحضروا يسوع أمامهم. سألوه: “هل أنت المسيح؟ أخبرنا”. أجابهم: “إن قلت لكم، لا تصدقون. وإن سألت، لا تجيبونني، ولا تطلقونني. منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسًا عن يمين قدرة الله”.
فقالوا جميعًا: “أفأنت ابن الله؟” فقال لهم: “أنتم تقولون إني أنا هو”. فقالوا: “ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ لأننا نحن سمعنا من فمه”.
خاتمة
يلخص إنجيل لوقا 22 الأحداث الحاسمة التي سبقت صلب يسوع المسيح، بدءًا من المؤامرة التي دبرها رؤساء الكهنة للتخلص منه، مرورًا بالعشاء الأخير وتأسيس سر القربان المقدس، وصولًا إلى صلاته في بستان جثسيماني وخيانته واعتقاله. يُظهر الفصل قوة إيمان يسوع وثباته في وجه الألم والخيانة، كما يكشف عن ضعف طبيعة الإنسان من خلال إنكار بطرس ليسوع. يمثل هذا الفصل نقطة تحول في قصة يسوع، حيث ينتقل من التعليم والمعجزات إلى الألم والتضحية من أجل خلاص البشرية.