حياته المبكرة وتعليمه
لا تتوفر معلومات مفصلة عن حياة حسن عباسي المبكرة وتعليمه. يُعتقد أنه ولد في طهران في ستينيات القرن الماضي. يُعرف بأنه حاصل على شهادات في الهندسة والفلسفة، لكن التفاصيل الدقيقة غير مؤكدة. يبدو أنه انضم إلى الحرس الثوري الإسلامي في وقت مبكر من حياته المهنية.
مسيرته المهنية
يشغل عباسي منصب رئيس مركز الفكر “يقين”، وهو مركز أبحاث مرتبط بالحرس الثوري الإسلامي. من خلال هذا المنصب، يقدم تحليلات وتعليقات حول مجموعة متنوعة من القضايا، غالبًا ما تكون من منظور أيديولوجي متشدد. يعتبر من المقربين من بعض الشخصيات المتنفذة في النظام الإيراني.
يعتبر عباسي شخصية مثيرة للجدل داخل إيران وخارجها. يرى أنصاره أنه مفكر استراتيجي ملتزم بالدفاع عن قيم الثورة الإسلامية، بينما ينتقده خصومه بسبب نشر نظريات المؤامرة والترويج لخطاب الكراهية.
أفكاره ونظرياته
يشتهر حسن عباسي بتقديم نظريات المؤامرة حول مجموعة واسعة من الموضوعات. غالبًا ما يتهم الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، بالتآمر لتقويض الإسلام وإضعاف إيران. تشمل بعض نظرياته البارزة:
- نظرية “الحرب الناعمة”: يزعم عباسي أن الغرب يخوض حربًا ناعمة ضد إيران من خلال وسائل الإعلام والثقافة والتعليم بهدف تغيير القيم والمعتقدات الإيرانية.
- السيطرة اليهودية على الاقتصاد العالمي: يروج عباسي لنظريات معادية للسامية تزعم أن اليهود يسيطرون على الاقتصاد العالمي والنظام المالي بهدف خدمة مصالحهم الخاصة.
- هجمات 11 سبتمبر مؤامرة داخلية: يتبنى عباسي نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن هجمات 11 سبتمبر كانت مدبرة من قبل الحكومة الأمريكية أو قوى خفية أخرى بهدف تبرير الحرب على الإرهاب.
- الربيع العربي مؤامرة غربية: يزعم عباسي أن ثورات الربيع العربي كانت مدبرة من قبل الغرب بهدف زعزعة استقرار المنطقة العربية وخدمة مصالح إسرائيل.
تتميز أفكار عباسي بالتشدد والعداء للغرب ومعاداة السامية. غالبًا ما يستخدم لغة تحريضية ومثيرة للجدل في خطاباته وكتاباته.
انتقادات ومواقف مثيرة للجدل
تعرض حسن عباسي لانتقادات واسعة النطاق بسبب آرائه المتطرفة ونظريات المؤامرة التي يروج لها. اتهم بالتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات الدينية والعرقية. كما انتقد بسبب مواقفه الداعمة للنظام الإيراني وسياساته القمعية.
من بين المواقف المثيرة للجدل التي اتخذها عباسي:
- الدفاع عن برنامج إيران النووي: يدعم عباسي بقوة برنامج إيران النووي ويزعم أنه حق مشروع لإيران في تطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
- التحريض على العنف ضد إسرائيل: يدعو عباسي إلى تدمير إسرائيل ويعتبرها كيانًا غير شرعي.
- تبرير قمع المعارضة في إيران: يبرر عباسي قمع النظام الإيراني للمعارضة السياسية ويزعم أن المعارضين عملاء للغرب.
- التقليل من شأن الهولوكوست: ينكر عباسي أو يقلل من شأن الهولوكوست ويعتبرها مبالغة من قبل الصهاينة.
أدت تصريحات عباسي إلى إدانة واسعة النطاق من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان. تعتبر آراؤه خطيرة ومضرة وتساهم في نشر الكراهية والتطرف.
تأثيره ونفوذه
على الرغم من الانتقادات التي يتعرض لها، يتمتع حسن عباسي بنفوذ كبير في إيران، خاصة داخل الحرس الثوري الإسلامي. يعتبر من المقربين من بعض الشخصيات المتنفذة في النظام الإيراني وتُؤخذ آراؤه على محمل الجد من قبل بعض صانعي القرار.
يستخدم عباسي منصبه في مركز الفكر “يقين” للترويج لأفكاره ونظرياته من خلال المحاضرات وورش العمل والمؤتمرات. كما يظهر بانتظام في وسائل الإعلام الإيرانية لتقديم تحليلات وتعليقات حول القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية.
يساهم عباسي في تشكيل الرأي العام في إيران من خلال نشر نظريات المؤامرة والترويج لخطاب الكراهية. يعتبر تأثيره ضارًا لأنه يقوض الثقة في المؤسسات الديمقراطية ويعزز التطرف والعنف.
ردود الفعل الدولية
أثارت آراء حسن عباسي المثيرة للجدل ردود فعل قوية من قبل الحكومات والمنظمات الدولية. فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عباسي بسبب دعمه للإرهاب ونشر خطاب الكراهية. كما أدانت العديد من الدول الأوروبية تصريحاته المعادية للسامية والتحريضية.
أصدرت منظمات حقوق الإنسان بيانات تدين تصريحات عباسي وتدعو إلى محاسبته على جرائمه. تعتبر آراؤه خطرًا على الأمن والاستقرار العالميين وتساهم في انتشار التطرف والعنف.
خاتمة
حسن عباسي شخصية مثيرة للجدل في إيران، معروف بنظريات المؤامرة وآرائه المتطرفة. كرئيس لمركز الفكر “يقين”، يمتلك منصة للترويج لأيديولوجياته داخل الحرس الثوري الإسلامي وخارجه. على الرغم من الانتقادات الدولية، لا يزال يتمتع بنفوذ كبير في بعض الدوائر الإيرانية. تصريحاته ومواقفه غالبًا ما تكون معادية للسامية، معادية للغرب، وتساهم في نشر الكراهية والتطرف. يجب تحليل تأثيره وتقييمه بعناية لفهم الديناميكيات المعقدة داخل السياسة الإيرانية وتأثيرها على العلاقات الدولية.