<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد أندرو ريد في لندن في 27 نوفمبر 1787. تلقى تعليمه في مدرسة داخلية في هامبستيد، حيث أظهر تفوقًا في الدراسة وحبًا للمعرفة. في سن مبكرة، أبدى اهتمامًا عميقًا بالدين والقضايا الاجتماعية، مما دفعه إلى التفكير في خدمة المجتمع من خلال العمل الديني والخيري.
في عام 1803، انضم ريد إلى الكنيسة المجمعانية في لندن، حيث تأثر بتعاليمها وقيمها. بعد ذلك، التحق بأكاديمية هاكني اللاهوتية لإعداد نفسه للخدمة الدينية. خلال فترة دراسته، اكتسب ريد معرفة واسعة في اللاهوت والفلسفة، وطور مهاراته في الخطابة والكتابة. كما تعرف على العديد من الشخصيات البارزة في الحركة المجمعانية، الذين شجعوه ودعموه في مسيرته.
حياته المهنية كوزير
في عام 1811، عُين ريد وزيرًا للكنيسة المجمعانية الجديدة في لندن، وهي كنيسة تأسست حديثًا بهدف خدمة المجتمع المحلي. استقبل ريد هذا التحدي بحماس وتفانٍ، وسرعان ما اكتسب شعبية كبيرة بين أعضاء الكنيسة والمجتمع بأسره. تميزت خطبه بالبلاغة والعمق، وركزت على قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة والرحمة.
خلال فترة عمله كوزير، قام ريد بالعديد من المبادرات الاجتماعية والخيرية. أسس مدارس للأطفال الفقراء، وقدم المساعدة للعائلات المحتاجة، ودعم المرضى وكبار السن. كما كان نشطًا في حركة مكافحة الرق، ودعا إلى إلغاء العبودية في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى عمله كوزير، كان ريد كاتب ترانيم موهوبًا. كتب العديد من الترانيم التي لا تزال تُغنى حتى اليوم في الكنائس المجمعانية وغيرها من الكنائس البروتستانتية. تتميز ترانيمه بالجمال الروحي والعمق اللاهوتي، وتعبر عن إيمان قوي بالله وحب عميق للبشرية.
مؤسساته الخيرية
يعتبر أندرو ريد مؤسسًا للعديد من المؤسسات الخيرية الهامة في لندن، والتي كان لها تأثير كبير على حياة الآلاف من الناس. من بين هذه المؤسسات:
- مستشفى لندن للأيتام (London Orphan Asylum): تأسس عام 1813، ويهدف إلى توفير الرعاية والإقامة والتعليم للأطفال الأيتام والمحرومين. كان ريد يؤمن بأهمية توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال الذين فقدوا والديهم، ومنحهم الفرصة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
- مستشفى لندن للأمراض العقلية (London Asylum for Idiots): تأسس عام 1847، ويهدف إلى توفير الرعاية والعلاج للأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية والتخلف العقلي. كان ريد يعتقد أن هؤلاء الأشخاص يستحقون الحصول على أفضل رعاية ممكنة، وأن المجتمع يجب أن يدعمهم ويساعدهم على العيش بكرامة.
- مستشفى لندن للمصابين بالشلل (Infirmary for Incurables): تأسس عام 1842، ويهدف إلى توفير الرعاية والإقامة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وإعاقات جسدية. كان ريد يؤمن بأن هؤلاء الأشخاص يستحقون الحصول على الدعم والرعاية اللازمين لتحسين نوعية حياتهم.
- دار العجزة ريد (Reed’s Almshouses): تأسست عام 1841، وتهدف إلى توفير السكن والرعاية لكبار السن المحتاجين. كان ريد يؤمن بأن كبار السن يستحقون الحصول على مكان آمن ومريح للعيش فيه، وأن المجتمع يجب أن يقدرهم ويحترمهم.
كانت هذه المؤسسات الخيرية بمثابة تعبير عملي عن إيمان ريد المسيحي والتزامه تجاه المحتاجين. لقد عمل بلا كلل لتأسيس هذه المؤسسات وتوفير الدعم المالي والإداري لها، وظلت هذه المؤسسات تعمل بنجاح حتى يومنا هذا، وتقدم خدمات قيمة للمجتمع.
مبادئه وقيمه
تميز أندرو ريد بمجموعة من المبادئ والقيم التي وجهت حياته وعمله. من بين هذه المبادئ والقيم:
- الإيمان القوي بالله: كان ريد مؤمنًا قويًا بالله، وكان يعتبر الإيمان هو أساس حياته وعمله. كان يعتقد أن الله يحب جميع الناس، وأننا جميعًا مدعوون إلى محبة الله وخدمة الآخرين.
- الرحمة والإحسان: كان ريد يتمتع بقلب رحيم وعطوف، وكان دائمًا على استعداد لمساعدة المحتاجين. كان يؤمن بأن الرحمة والإحسان هما من أهم الفضائل الإنسانية، وأننا جميعًا مدعوون إلى ممارسة هذه الفضائل في حياتنا اليومية.
- العدالة الاجتماعية والمساواة: كان ريد يؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة، وكان يعارض جميع أشكال الظلم والتمييز. كان يعتقد أن جميع الناس متساوون في نظر الله، وأننا جميعًا نستحق الحصول على فرص متساوية في الحياة.
- التعليم والتثقيف: كان ريد يؤمن بأهمية التعليم والتثقيف، وكان يسعى إلى توفير فرص التعليم للأطفال الفقراء والمحرومين. كان يعتقد أن التعليم هو المفتاح لتحقيق التنمية والتقدم في المجتمع.
- العمل الجاد والتفاني: كان ريد يعمل بجد ويتفانى في عمله، وكان يعتبر العمل هو وسيلة لتحقيق الأهداف وخدمة المجتمع. كان يعتقد أننا جميعًا مدعوون إلى العمل بجد وإخلاص لتحقيق النجاح في حياتنا.
لقد انعكست هذه المبادئ والقيم في جميع جوانب حياة ريد وعمله، وجعلته شخصية محترمة ومؤثرة في عصره.
تأثيره وإرثه
كان لأندرو ريد تأثير كبير على المجتمع الإنجليزي في القرن التاسع عشر. لقد ساهم في تحسين حياة الآلاف من الناس من خلال مؤسساته الخيرية وعمله كوزير. كما ألهم العديد من الأشخاص الآخرين لمتابعة خطاه والمشاركة في العمل الخيري والاجتماعي.
لا يزال إرث أندرو ريد حيًا حتى يومنا هذا. تستمر المؤسسات الخيرية التي أسسها في تقديم خدمات قيمة للمجتمع، ولا تزال ترانيمه تُغنى في الكنائس في جميع أنحاء العالم. لقد كان ريد مثالًا للإنسان الذي كرس حياته لخدمة الله والبشرية، وسيظل دائمًا في الذاكرة كشخصية ملهمة ومؤثرة.
حياته الشخصية
تزوج أندرو ريد من إليزابيث هولمز في عام 1816، ورزقا بعشرة أطفال. كانت إليزابيث شريكة داعمة ومخلصة لأندرو، وشاركت معه في العديد من أعماله الخيرية والاجتماعية. كان ريد أبًا محبًا ومخلصًا لأطفاله، وقضى الكثير من الوقت معهم، وتعليمهم القيم والمبادئ التي يؤمن بها.
كان ريد يتمتع بصحة جيدة طوال حياته، ولكنه عانى من بعض المشاكل الصحية في سنواته الأخيرة. توفي في 25 فبراير 1862، عن عمر يناهز 74 عامًا. حضر جنازته حشود كبيرة من الناس الذين جاءوا لتوديعه والتعبير عن تقديرهم لعمله وإرثه.
خاتمة
كان أندرو ريد شخصية بارزة في تاريخ الحركة المجمعانية في إنجلترا. لقد كان وزيرًا مخلصًا وكاتب ترانيم موهوبًا وفاعل خير بارزًا. كرس حياته لخدمة المجتمع ورعاية المحتاجين، تاركًا إرثًا دائمًا من العطاء والإنسانية. ستظل ذكراه حية في قلوب كل من عرفه وتأثر به.