<![CDATA[
مقدمة
فيليكس वेलتش (6 أكتوبر 1884، براغ – 9 نوفمبر 1964، القدس)، كان أمين مكتبة وفيلسوفًا وكاتبًا يهوديًا ناطقًا باللغة الألمانية. يُعرف بشكل خاص بصداقته الوثيقة مع الأديب فرانز كافكا وعمله الفكري في مجال الفلسفة والدين.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد فيليكس वेलتش في براغ، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، في عائلة يهودية مثقفة. تلقى تعليمه في المدارس الألمانية في براغ، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في الفلسفة والأدب. درس القانون في جامعة كارلوفا في براغ، وحصل على الدكتوراه في عام 1913. خلال فترة دراسته، التقى بفرانز كافكا وأصبح صديقًا حميمًا له. استمرت صداقتهما الوثيقة حتى وفاة كافكا في عام 1924.
حياته المهنية في براغ
بعد حصوله على الدكتوراه، عمل वेलتش أمين مكتبة في الجامعة الألمانية في براغ. كان مسؤولاً عن إدارة مجموعات كبيرة من الكتب والمخطوطات، وأشرف على عمليات الفهرسة والأرشفة. بالإضافة إلى عمله في المكتبة، كان वेलتش نشطًا أيضًا في الحياة الثقافية في براغ. كتب مقالات ومراجعات للعديد من الصحف والمجلات، وشارك في المناقشات الفلسفية والأدبية.
خلال هذه الفترة، نشر ويلتش العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك الفلسفة والدين والأدب. يعتبر كتابه “الواقع المطلق والذات: دراسة في فلسفة الدين” (Absoluter Geist und menschliches Individuum: Eine religionsphilosophische Studie) الذي نُشر عام 1921 من أهم أعماله. يعرض هذا الكتاب أفكاره حول العلاقة بين الله والإنسان، ودور الدين في الحياة الحديثة.
صداقته مع فرانز كافكا
كانت صداقة فيليكس ويلتش مع فرانز كافكا علاقة وثيقة ومؤثرة. التقيا في الجامعة في براغ وأصبحا صديقين حميمين. شاركا في العديد من الاهتمامات الفكرية والأدبية، وقضيا ساعات طويلة في مناقشة الفلسفة والدين والأدب. كان वेलتش من أوائل المؤيدين لأعمال كافكا، وشجعه على الكتابة والنشر.
عندما توفي كافكا عام 1924، كان ويلتش هو منفذ وصيته. طلب كافكا من ويلتش حرق جميع مخطوطاته غير المنشورة. ومع ذلك، قرر ويلتش عدم الامتثال لطلب كافكا، وأنقذ العديد من المخطوطات المهمة، بما في ذلك روايتي “المحاكمة” و“القصر”. لولا تدخل ويلتش، لضاعت هذه الأعمال الأدبية الهامة إلى الأبد.
هجرته إلى فلسطين
مع صعود النازية في ألمانيا، أدرك فيليكس वेलتش أن اليهود في أوروبا في خطر كبير. في عام 1939، هاجر إلى فلسطين مع زوجته وأطفاله. استقر في القدس، حيث عمل أمين مكتبة في الجامعة العبرية. واصل الكتابة والنشر في فلسطين، وأصبح شخصية بارزة في الحياة الفكرية في البلاد.
في فلسطين، ركز वेलتش على دراسة الفلسفة اليهودية والدين. نشر العديد من الكتب والمقالات حول هذه الموضوعات، بما في ذلك كتابه “إسرائيل والمشكلة اليهودية” (Israel and the Jewish Problem) الذي نُشر عام 1943. يحلل هذا الكتاب تاريخ الشعب اليهودي ويناقش التحديات التي تواجهه في العصر الحديث.
أعماله الفلسفية
تميزت فلسفة فيليكس ويلتش بتأثرها بالدين اليهودي والفلسفة الكانطية والأفكار الوجودية. كان يعتقد أن الإنسان يمتلك القدرة على التواصل مع الله من خلال التأمل والصلاة. كما أكد على أهمية الأخلاق والعدالة الاجتماعية.
من بين الأفكار الرئيسية في فلسفة ويلتش:
- الواقع المطلق: يعتقد ويلتش أن هناك واقعًا مطلقًا يتجاوز العالم المادي. هذا الواقع المطلق هو الله، وهو مصدر كل الوجود.
- الذات الإنسانية: يمتلك الإنسان القدرة على التواصل مع الواقع المطلق من خلال التأمل والصلاة. من خلال هذا التواصل، يمكن للإنسان أن يحقق النمو الروحي والمعنى في الحياة.
- الأخلاق والعدالة الاجتماعية: أكد ويلتش على أهمية الأخلاق والعدالة الاجتماعية. يعتقد أن على الإنسان أن يسعى جاهداً لتحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
مؤلفاته الرئيسية
- Absoluter Geist und menschliches Individuum: Eine religionsphilosophische Studie (الواقع المطلق والذات: دراسة في فلسفة الدين)، 1921
- Gnade und Freiheit (النعمة والحرية)، 1924
- Das Wagnis des Mittelweges (مخاطرة الطريق الوسط)، 1918
- Israel and the Jewish Problem (إسرائيل والمشكلة اليهودية)، 1943
- Religion und Humor im Leben und Werk Franz Kafkas (الدين والفكاهة في حياة وعمل فرانز كافكا)، 1957
وفاته وإرثه
توفي فيليكس ويلتش في القدس في عام 1964 عن عمر يناهز 80 عامًا. ترك وراءه إرثًا فكريًا غنيًا. لا تزال أعماله تُلهم القراء والباحثين اليوم. يُذكر ويلتش بشكل خاص لمساهماته في الفلسفة اليهودية والدراسات الكافكوية.
تُظهر حياة فيليكس ويلتش وأعماله التزامه العميق بالفكر اليهودي والإنسانية. كان شخصية مؤثرة في الحياة الفكرية في براغ والقدس، وترك بصمة دائمة على الفلسفة والأدب.
خاتمة
كان فيليكس ويلتش شخصية بارزة في الفكر اليهودي والفلسفة والأدب في القرن العشرين. بصفته صديقًا مقربًا لفرانز كافكا، لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على أعماله ونشرها. بالإضافة إلى ذلك، قدم مساهمات كبيرة في الفلسفة والدين، مع التركيز على العلاقة بين الإنسان والله وأهمية الأخلاق والعدالة الاجتماعية. تعتبر حياته وهجرته إلى فلسطين شهادة على صموده الفكري والتزامه بقضايا العدالة والإنسانية.