<![CDATA[
تاريخ الأسطورة
تعود جذور هذه الأسطورة إلى عام 1952، وهو العام الذي فاز فيه فريق ديترويت ريد وينغز بلقب كأس ستانلي. في ذلك الوقت، كانت مباريات البلاي أوف تتألف من ثماني مباريات فقط للفوز باللقب. قام الأخوان بيت وكيري كوسمانسكي، وهما بائعا سمك في سوق إيسترن ماركت في ديترويت، برمي أخطبوط على الجليد. كان الهدف من ذلك هو أن تمثل كل ذراع من أذرع الأخطبوط مباراة واحدة متبقية للفوز باللقب.
نجح فريق ريد وينغز في الفوز بجميع المباريات الثمانية، مما عزز فكرة الأخطبوط كجالب للحظ. منذ ذلك الحين، أصبح رمي الأخطبوط على الجليد تقليدًا راسخًا خلال مباريات البلاي أوف.
الأخطبوط كرمز
أصبح الأخطبوط رمزًا قويًا لفريق ديترويت ريد وينغز. يمثل الأخطبوط الوحدة والقوة والتصميم على الفوز. يعتقد المشجعون أن رمي الأخطبوط يجلب الحظ للفريق ويساعدهم على تحقيق النصر.
خلال سنوات عديدة، تم اختيار أخطبوط أرجواني ضخم كتميمة غير رسمية للفريق يدعى “آل”. يظهر آل في العديد من الفعاليات الترويجية للفريق، وغالبًا ما يتم عرضه في ساحة جو لويس (Joe Louis Arena) القديمة و ليتل سيزرز أرينا (Little Caesars Arena) الحديثة.
التحديات والانتقادات
على الرغم من شعبيتها، واجهت أسطورة الأخطبوط بعض التحديات والانتقادات. يعتبر البعض أن رمي الأخطبوط على الجليد أمر غير صحي وغير رياضي. كما أن هناك مخاوف بشأن تأثير ذلك على جودة الجليد وعلى اللاعبين.
في عام 2008، فرض دوري الهوكي الوطني غرامات على رمي الأخطبوط على الجليد، ولكن المشجعين استمروا في القيام بذلك على أي حال. في نهاية المطاف، خفف الدوري من موقفه، وسمح برمي الأخطبوط طالما أنه لا يعيق اللعب.
أخطبوطات أخرى
في الواقع، تمتد جذور استخدام الأخطبوطات في الأحداث الرياضية إلى ما هو أبعد من ريد وينغز. في عام 1905، كان فريق كرة القدم بجامعة شيكاغو (University of Chicago) أول من استخدم الأخطبوط كرمز للفوز بالبطولة. قام الفريق بتعليق أخطبوط من المدرجات خلال المباراة النهائية، وفازوا بالبطولة. بالإضافة إلى ذلك، ألهم تقليد أخطبوط ديترويت فرقًا رياضية أخرى لتبني ممارسات مماثلة مع حيوانات مختلفة، وإن كان ذلك بدرجة أقل من الشيوع.
كيف يتم الحصول على الأخطبوطات؟
غالبًا ما يقوم المشجعون بشراء الأخطبوطات من متاجر الأسماك المحلية قبل المباراة. يقوم البعض بتنظيف الأخطبوط وتجميده، بينما يفضل البعض الآخر تركه طازجًا. هناك العديد من القصص حول كيفية تهريب الأخطبوطات إلى الملعب، حيث أن الأمن عادة ما يحاول منع ذلك.
ردود فعل اللاعبين
تختلف ردود فعل اللاعبين تجاه أسطورة الأخطبوط. يشعر بعض اللاعبين بالتقدير للدعم الذي يظهره المشجعون، بينما يجد البعض الآخر أن الأمر مزعج وغير ضروري. ومع ذلك، يتفق معظم اللاعبين على أن الأخطبوط جزء من ثقافة الهوكي في ديترويت.
قال ستيفن أيزرمان، أسطورة فريق ريد وينغز: “إنه شيء فريد لدينا في ديترويت. إنه يظهر شغف مشجعينا.”
الأخطبوط في الثقافة الشعبية
ظهرت أسطورة الأخطبوط في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والإعلانات. كما تم ذكرها في العديد من الأغاني والكتب. ساهم ذلك في ترسيخ مكانة الأخطبوط كرمز لفريق ديترويت ريد وينغز وللهوكي في ديترويت.
الأخطبوط اليوم
لا تزال أسطورة الأخطبوط جزءًا حيويًا من ثقافة ديترويت ريد وينغز. على الرغم من التحديات والانتقادات، استمر المشجعون في رمي الأخطبوطات على الجليد خلال مباريات البلاي أوف. يعتبر ذلك تعبيرًا عن الدعم والحماس للفريق، وتذكيرًا بالماضي المجيد.
مع انتقال الفريق إلى ليتل سيزرز أرينا، استمر التقليد. تظل رؤية الأخطبوطات وهي تحلق على الجليد مشهدًا لا يُنسى لأي مشجع هوكي.
الأثر الاقتصادي
لا تقتصر أهمية أسطورة الأخطبوط على الجانب الرياضي والثقافي فقط، بل لها أيضًا تأثير اقتصادي على مدينة ديترويت. ففي كل عام، ينفق المشجعون آلاف الدولارات على شراء الأخطبوطات، مما يعود بالفائدة على متاجر الأسماك المحلية. كما أن الأسطورة تساهم في جذب السياح إلى المدينة، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
تكريم الأسطورة
تم تكريم أسطورة الأخطبوط في العديد من المناسبات. في عام 2008، أقام متحف ديترويت التاريخي معرضًا خاصًا عن الأخطبوط وتاريخه في ديترويت. كما تم وضع تمثال للأخطبوط خارج ليتل سيزرز أرينا.
دروس من الأسطورة
تعلمنا أسطورة الأخطبوط عدة دروس مهمة. تعلمنا أن التقاليد يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في توحيد الناس وتعزيز الشعور بالانتماء. تعلمنا أيضًا أن الشغف والحماس يمكن أن يكونا قوتين دافعتين لتحقيق النجاح.
مستقبل الأسطورة
من المرجح أن تستمر أسطورة الأخطبوط في الازدهار في المستقبل. على الرغم من التحديات، فإن المشجعين مخلصون لهذا التقليد الفريد والمميز. طالما أن ديترويت ريد وينغز يلعبون، سيظل الأخطبوط جزءًا من تاريخهم وثقافتهم.
خاتمة
أسطورة الأخطبوط هي أكثر من مجرد تقليد رياضي. إنها رمز لمدينة ديترويت، وفريق ديترويت ريد وينغز، وشغف مشجعي الهوكي. إنها قصة عن الوحدة والقوة والتصميم على الفوز. على الرغم من مرور السنوات، ستظل أسطورة الأخطبوط حية في قلوب مشجعي ريد وينغز.