تاريخ التطوير
بدأ تطوير دبليو 89 في عام 1986 كبديل لرأس دبليو 69 الحربي القديم الذي كان يستخدم على صاروخ سرام (SRAM). كان من المفترض أن يوفر دبليو 89 زيادة في القوة التفجيرية وتحسينات في السلامة والأمان. تم تصميمه ليكون أقل عرضة للانفجار العرضي في حالة وقوع حادث، كما تم تصميمه ليكون أكثر مقاومة للاختراق غير المصرح به.
كان دبليو 89 رأسًا حربيًا ثانويًا، مما يعني أنه يستخدم مرحلة أولية صغيرة لبدء تفجير أكبر. كانت المرحلة الأولية تستخدم البلوتونيوم 239، بينما كانت المرحلة الثانوية تستخدم مزيجًا من الديوتيريوم والتريتيوم. تم تصميم الرأس الحربي لإنتاج قوة تفجيرية تبلغ حوالي 200 كيلوطن.
تم إلغاء تطوير دبليو 89 في عام 1991 بسبب إلغاء برنامج سرام الثاني. كان برنامج سرام الثاني يعاني من مشاكل فنية وتجاوزات في التكاليف، وقررت وزارة الدفاع الأمريكية إلغاء البرنامج. نظرًا لأن دبليو 89 كان مصممًا خصيصًا لصاروخ سرام الثاني، فقد تم إلغاء تطويره أيضًا.
المواصفات الفنية
- الاسم الرمزي: دبليو 89 (W89)
- النوع: رأس حربي نووي حراري
- الغرض: صاروخ جو-أرض
- الصاروخ الحامل: إيه جي إم-131 سرام الثاني (AGM-131 SRAM II) (ملغى)
- القوة التفجيرية المقدرة: 200 كيلوطن
- الطول: غير محدد
- القطر: غير محدد
- الوزن: 400 كيلوغرام (تقريبي)
- تاريخ التطوير: 1986-1991
- الحالة: ملغى
التصميم والخصائص
تم تصميم دبليو 89 ليكون رأسًا حربيًا صغيرًا وخفيف الوزن يمكن تركيبه على صاروخ سرام الثاني. كان تصميمه مشابهًا لرؤوس حربية نووية أخرى تم تطويرها في مختبر لورانس ليفرمور الوطني. استخدم الرأس الحربي تصميمًا ثانويًا، مما يعني أنه يستخدم مرحلة أولية صغيرة لبدء تفجير أكبر.
كانت المرحلة الأولية تستخدم البلوتونيوم 239، وهو نظير مشع من البلوتونيوم. كانت المرحلة الثانوية تستخدم مزيجًا من الديوتيريوم والتريتيوم، وهما نظيران ثقيلان للهيدروجين. يتم دمج الديوتيريوم والتريتيوم في درجات حرارة وضغوط عالية للغاية لتكوين الهيليوم، وإطلاق كمية كبيرة من الطاقة في هذه العملية.
تم تصميم دبليو 89 ليكون آمنًا ومأمونًا. تم تصميمه ليكون أقل عرضة للانفجار العرضي في حالة وقوع حادث، كما تم تصميمه ليكون أكثر مقاومة للاختراق غير المصرح به. تضمنت ميزات السلامة والأمان استخدام مواد مقاومة للحريق ومواد مقاومة للصدمات، بالإضافة إلى آليات قفل متعددة لمنع التفجير غير المصرح به.
الأثر السياسي والعسكري
كان لإلغاء دبليو 89 وبرنامج سرام الثاني آثار سياسية وعسكرية كبيرة. أدى الإلغاء إلى تقليل الترسانة النووية الأمريكية وتقليل اعتماد الولايات المتحدة على الأسلحة النووية الجوية. كما أدى الإلغاء إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفيتي، الذي كان في ذلك الوقت في طور الإصلاح السياسي والاقتصادي.
كان لبرنامج سرام الثاني هدف استراتيجي يتمثل في تزويد القاذفات الأمريكية بصاروخ يمكنه اختراق الدفاعات الجوية السوفيتية. كان من المفترض أن يكون الصاروخ قادرًا على ضرب الأهداف في عمق الأراضي السوفيتية، مثل مراكز القيادة والسيطرة ومواقع إطلاق الصواريخ. ومع ذلك، فإن إلغاء البرنامج يعني أن القاذفات الأمريكية ستعتمد بشكل أكبر على القنابل النووية غير الموجهة، والتي كانت أكثر عرضة للدفاعات الجوية السوفيتية.
على الرغم من إلغاء برنامج سرام الثاني ودبليو 89، إلا أن الولايات المتحدة استمرت في تطوير ونشر أسلحة نووية جوية أخرى. وتشمل هذه الأسلحة صاروخ إيه جي إم-129 إيه سي إم (AGM-129 ACM) وصاروخ بي 61 (B61). تم تصميم هذه الأسلحة لتكون أكثر دقة وأقل عرضة للدفاعات الجوية من الأسلحة النووية القديمة.
مصير الرؤوس الحربية
بعد إلغاء برنامج دبليو 89، تم تفكيك الرؤوس الحربية التي تم إنتاجها. تم تفكيك المكونات النووية وإعادة استخدامها في برامج أخرى. تم التخلص من المكونات غير النووية كنفايات.
لا تزال هناك بعض المخاوف بشأن سلامة وأمن المواد النووية التي تم استردادها من رؤوس دبليو 89 الحربية. ومع ذلك، تتخذ وزارة الطاقة الأمريكية خطوات لضمان تخزين هذه المواد ومعالجتها بأمان وأمان.
الخلاصة
كان دبليو 89 تصميمًا لرأس حربي نووي حراري أمريكي كان مخصصًا للاستخدام على صاروخ إيه جي إم-131 سرام الثاني النووي الجو-أرض. تم إلغاء تطوير الرأس الحربي في عام 1991 بسبب إلغاء برنامج سرام الثاني. كان لإلغاء دبليو 89 وبرنامج سرام الثاني آثار سياسية وعسكرية كبيرة، بما في ذلك تقليل الترسانة النووية الأمريكية وتعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. تم تفكيك الرؤوس الحربية التي تم إنتاجها، وتم تفكيك المكونات النووية وإعادة استخدامها في برامج أخرى.
خاتمة
يمثل دبليو 89 مثالاً على التطورات المعقدة في مجال الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة. على الرغم من أن هذا الرأس الحربي لم يدخل الخدمة الفعلية قط، إلا أن تصميمه وتطويره يمثلان جزءًا مهمًا من التاريخ النووي. يعكس إلغاؤه تحولًا في الاستراتيجيات العسكرية والظروف السياسية في نهاية الحرب الباردة.