الخلفية
شهد سباق لومان 24 ساعة عام 1972 تغييرات كبيرة في اللوائح، مما أدى إلى انسحاب فرق المصنع من بورشه وفيراري وألفا روميو. تم تقليل الحد الأقصى لسعة المحرك للمركبات النموذجية الرياضية إلى 3 لترات، مما جعل سيارة بورشه 917 وسيارة فيراري 512 غير مؤهلة. ومع ذلك، كانت بورشه لا تزال ممثلة بقوة من قبل فرق خاصة، في حين أن مشاركة فيراري كانت أقل.
كان هذا السباق أيضًا بمثابة أول ظهور لسيارة ماترا سيمكا 670، التي كانت تعتبر المنافس الرئيسي. كانت سيارة لولا T280 و شيفرون B19 من بين المنافسين الآخرين في الفئة الرياضية. في فئة GT، كانت سيارة فيراري دايتونا هي السيارة الأبرز.
التصفيات
كان أسرع وقت في التصفيات من نصيب رينييه و لاريير بسيارة ماترا سيمكا 670، يليهما زملاؤهما سيرفو-غافين و غيسلار بسيارة ماترا أخرى. كانت سيارة بيلتويز و أمون الثالثة، مما يضمن حصول ماترا على المراكز الثلاثة الأولى في شبكة الانطلاق.
أكملت سيارة لولا بقيادة بونيتو و دي فيليبي المراكز الأربعة الأولى، تليها سيارة شيفرون بقيادة بيركنز و ثيم. كانت سيارة فيراري دايتونا بقيادة كينون و غرانديهي هي الأسرع في فئة GT، حيث احتلت المركز 21 بشكل عام.
السباق
شهد السباق بداية مضطربة، حيث تصدر سيرفو-غافين في البداية، ولكن سرعان ما تجاوزه بيلتويز. وفي وقت لاحق، واجهت سيارة سيرفو-غافين مشاكل ميكانيكية، مما أدى إلى تأخرها. تمكنت سيارة رينييه و لاريير من تولي زمام المبادرة والحفاظ عليها حتى منتصف السباق. ومع ذلك، في الصباح، عانت سيارتهم من مشاكل في المحرك، مما أدى إلى انسحابها.
بعد انسحاب سيارة رينييه و لاريير، تولى بيلتويز و أمون الصدارة واستمروا في الفوز بالسباق. أكمل زملاؤهم فرانسوا سيفيرت و ديريك بيل المراكز الأربعة الأولى، مما أظهر هيمنة ماترا في هذا الحدث. احتلت سيارة لولا بقيادة بونيتو و دي فيليبي المركز الثالث، بفارق كبير عن سيارات ماترا.
في فئة GT، فازت سيارة فيراري دايتونا بقيادة كينون و غرانديهي، واحتلت المركز السابع بشكل عام. لقد تفوقوا على سيارات فيراري الأخرى و بورشه.
النتائج
فيما يلي قائمة بأفضل 10 نتائج بشكل عام:
- 1. بيلتويز/أمون (ماترا سيمكا 670) – 344 لفة
- 2. سيفيرت/بيل (ماترا سيمكا 670) – 333 لفة
- 3. بونيتو/دي فيليبي (لولا T280-فورد) – 326 لفة
- 4. ليجيه/دوليمونت (ميرش M8C-فورد) – 322 لفة
- 5. شينكين/أوليفر (فيراري 365 GTB/4) – 313 لفة
- 6. جيروند/باغاني (بورشه 911S) – 307 لفة
- 7. كينون/غرانديهي (فيراري 365 GTB/4) – 306 لفة
- 8. أوبور/بالوتي لاريج (بورشه 911S) – 304 لفة
- 9. بومغارتنر/شولتز (بورشه 911S) – 303 لفة
- 10. بيرينغو/بونيت (شيفرون B21) – 302 لفة
أهم الأحداث
- فوز ماترا المهيمن: سيطرت سيارات ماترا سيمكا 670 على السباق، حيث احتلت المركزين الأول والثاني.
- الظهور الأول لماترا سيمكا 670: كان هذا السباق بمثابة أول ظهور لسيارة ماترا سيمكا 670، التي أثبتت أنها قوة لا يستهان بها.
- انسحاب بورشه وفيراري المصنع: بسبب تغييرات اللوائح، انسحبت فرق المصنع من بورشه وفيراري من السباق.
- فوز فيراري في فئة GT: فازت سيارة فيراري دايتونا بقيادة كينون و غرانديهي في فئة GT، واحتلت المركز السابع بشكل عام.
التأثير
كان لسباق لومان 24 ساعة عام 1972 تأثير كبير على رياضة السيارات. أظهر فوز ماترا المهيمن إمكانات الشركة المصنعة الفرنسية وأدى إلى مزيد من النجاح في السنوات اللاحقة. كما سلطت تغييرات اللوائح الضوء على الحاجة إلى سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وصديقة للبيئة.
الابتكارات التقنية
على الرغم من أن سباق عام 1972 لم يشهد العديد من الابتكارات التقنية الجذرية مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنه كان بمثابة منصة عرض لتحسينات في الديناميكا الهوائية وموثوقية المحركات. سعت الفرق إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استهلاك الوقود بسبب القيود الجديدة، مما أدى إلى تطوير محركات أكثر كفاءة وتصاميم أجسام محسّنة لتقليل السحب. كانت ماترا سيمكا 670، على وجه الخصوص، تتميز بتصميم ديناميكي هوائي متطور ساهم في أدائها المتميز.
إحصائيات مثيرة للاهتمام
- المسافة المقطوعة للفائزين: قطعت سيارة ماترا الفائزة 4691.343 كيلومترًا (2915.09 ميلًا) بمتوسط سرعة 195.473 كيلومترًا في الساعة (121.461 ميلًا في الساعة).
- عدد المشاركين: شارك في السباق 55 سيارة، لكن 20 سيارة فقط هي التي تمكنت من إكماله.
- الجمهور: اجتذب السباق جمهورًا كبيرًا، حيث حضر مئات الآلاف من المشاهدين لمشاهدة الحدث.
- الطقس: كان الطقس خلال السباق معتدلًا نسبيًا، مع هطول أمطار متفرقة.
الجدل والحوادث
على الرغم من أن سباق عام 1972 لم يشهد العديد من الحوادث الكبرى مقارنة ببعض السنوات الأخرى، إلا أن السباق لم يكن خاليًا من الجدل. اشتكت بعض الفرق من أن سيارات ماترا كانت تتمتع بميزة غير عادلة بسبب وضعها الخاص كفريق مصنع. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك عدد من الحوادث الطفيفة والانسحابات الميكانيكية التي شكلت نتيجة السباق.
السباقات اللاحقة
مهد فوز ماترا في عام 1972 الطريق لمزيد من النجاح للشركة المصنعة الفرنسية في السنوات اللاحقة. فازت ماترا بسباق لومان 24 ساعة في عامي 1973 و 1974، مما عزز مكانتها كقوة مهيمنة في رياضة السيارات. استمرت تغييرات اللوائح التي تم تقديمها في عام 1972 في تشكيل مستقبل رياضة السيارات، مما أدى إلى تطوير سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وصديقة للبيئة.
تأثير لومان على صناعة السيارات
كان لسباق لومان 24 ساعة تاريخيًا تأثير عميق على صناعة السيارات، حيث كان بمثابة أرض اختبار حيوية للتقنيات والابتكارات الجديدة التي تجد طريقها في النهاية إلى السيارات التجارية. على مر السنين، شهد السباق إدخال مجموعة واسعة من التطورات، بما في ذلك:
- تحسينات المحرك: ساهم تطوير محركات أكثر قوة وكفاءة وموثوقية في سباق لومان في التقدم في تكنولوجيا المحركات للسيارات على الطرق.
- الديناميكا الهوائية: أدت الجهود المبذولة لتقليل السحب وتحسين القوة السفلية في سيارات السباق إلى تصاميم ديناميكية هوائية محسنة للسيارات التجارية، مما أدى إلى تحسين الكفاءة في استهلاك الوقود والاستقرار.
- تكنولوجيا المكابح: أدى استخدام مكابح القرص والمواد المتقدمة الأخرى في سيارات السباق إلى تطوير أنظمة مكابح أكثر كفاءة وأمانًا للسيارات على الطرق.
- المواد وتقنيات البناء: أدى استخدام مواد خفيفة الوزن مثل ألياف الكربون وتقنيات البناء المبتكرة في سيارات السباق إلى تطوير هياكل سيارات أقوى وأكثر أمانًا للسيارات التجارية.
من خلال دفع حدود التكنولوجيا والأداء، استمر سباق لومان 24 ساعة في إلهام الابتكار ودفع التقدم في صناعة السيارات لأكثر من قرن.
خاتمة
كان سباق لومان 24 ساعة عام 1972 حدثًا بارزًا في تاريخ رياضة السيارات. شهد هذا السباق تغييرات كبيرة في اللوائح وفوزًا مهيمنًا لفريق ماترا، مما أثر على مستقبل رياضة السيارات وصناعة السيارات.