مقدمة
هنري الثالث (حوالي 940 – 5 أكتوبر 989)، الملقب بالشاب، وهو عضو في سلالة ليوبولدينغ، كان أول دوق على كارينثيا من عام 976 حتى وفاته. كان أيضًا دوق بافاريا من عام 983 إلى 985، خلفًا لهنري الثاني المشاكس.
نشأته وأصوله
ولد هنري الثالث حوالي عام 940، وهو ابن الدوق بيرتولد من بافاريا وزوجته بيليب، ابنة الدوق إيبرهارد من فرانكونيا. كان بيرتولد نفسه الابن الأصغر للدوق ليوبولد من بافاريا، الذي قُتل في معركة ضد المجريين عام 907. بعد وفاة ليوبولد، تنازل الملك لودفيج الطفل عن بافاريا لصالح لويتبولد من سلالة ليوبولدينغ. سعى بيرتولد لاستعادة الدوقية بعد وفاة لويتبولد عام 937، لكن الملك أوتو الأول منحه إياها فقط بعد تنازل شقيقه الأكبر أرنولف عن العرش. توفي بيرتولد عام 947، وعين أوتو شقيقه الأصغر هنري الأول دوقًا على بافاريا.
وهكذا، نشأ هنري الثالث في ظل سلطة سلالة أوتونيان، التي هيمنت على سياسات الإمبراطورية الرومانية المقدسة الناشئة. مع ذلك، احتفظت عائلته بمكانة بارزة في بافاريا، واستمرت في السعي للحصول على المزيد من السلطة والنفوذ.
دوق كارينثيا
في عام 976، بعد الانتفاضة الفاشلة للدوق هنري الثاني المشاكس من بافاريا ضد الإمبراطور أوتو الثاني، فصل أوتو دوقية كارينثيا عن بافاريا وعين هنري الثالث دوقًا عليها. كانت كارينثيا منطقة حدودية مهمة في جنوب شرق الإمبراطورية، وكانت مسؤوليته حماية المنطقة من الغزوات المجرية والسلافية.
كان إنشاء دوقية كارينثيا جزءًا من استراتيجية أوتو الثاني لتقويض قوة دوقية بافاريا، التي أثبتت أنها مصدر مستمر للمشاكل. من خلال تقسيم بافاريا إلى وحدات أصغر وأكثر قابلية للإدارة، كان يأمل في منع المزيد من الانتفاضات وتقوية السيطرة الإمبراطورية على المنطقة.
بصفته دوقًا لكارينثيا، أظهر هنري الثالث ولاءً قويًا للإمبراطور أوتو الثاني. شارك بنشاط في الحملات العسكرية ضد المجريين والسلاف، وساعد في الحفاظ على استقرار الحدود الجنوبية الشرقية للإمبراطورية.
دوق بافاريا
في عام 983، توفي الإمبراطور أوتو الثاني، وخلفه ابنه الصغير أوتو الثالث. استغل الدوق هنري الثاني المشاكس الوضع وقاد انتفاضة جديدة ضد السلطة الإمبراطورية. ومع ذلك، فشلت الانتفاضة، وتم عزل هنري الثاني من منصب دوق بافاريا. في المقابل، تم تعيين هنري الثالث دوقًا على بافاريا، بالإضافة إلى كارينثيا.
كان تعيين هنري الثالث دوقًا على بافاريا اعترافًا بولائه وخدماته للإمبراطورية. ومع ذلك، لم تدم فترة حكمه كدوق بافاريا طويلاً. في عام 985، خلع الإمبراطور أوتو الثالث هنري الثالث من منصب دوق بافاريا وأعاد المنصب إلى هنري الثاني المشاكس، في محاولة لاسترضائه.
وفاته
توفي هنري الثالث في 5 أكتوبر 989. لم يتزوج قط ولم يكن له ورثة. بعد وفاته، تم تقسيم دوقية كارينثيا. تم منح الجزء الأكبر من كارينثيا إلى هنري الرابع، دوق بافاريا، ابن هنري الثاني المشاكس. تم إنشاء مارغرافية فيرونا من الأراضي المتبقية.
تقييم شخصيته
يُنظر إلى هنري الثالث على أنه حاكم مخلص وكفء. كان حليفًا موثوقًا به للإمبراطور أوتو الثاني، وخدم بجد في حماية الحدود الجنوبية الشرقية للإمبراطورية. على الرغم من أن فترة حكمه كدوق بافاريا كانت قصيرة، إلا أنه أثبت أنه حاكم قادر. ومع ذلك، فإن إعادة تعيين هنري الثاني المشاكس دوقًا على بافاريا يُظهر أن الاعتبارات السياسية غالبًا ما تفوقت على الجدارة في سياسات الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
تأثيره على التاريخ
على الرغم من قصر فترة حكمه، لعب هنري الثالث دورًا مهمًا في تاريخ بافاريا وكارينثيا. ساعد في ترسيخ كارينثيا كدوقية منفصلة، ولعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عن الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية المقدسة ضد الغزوات المجرية والسلافية. كما كان تعيينه وعزله كدوق لبافاريا انعكاسًا للصراعات السياسية المعقدة التي شكلت الإمبراطورية في القرن العاشر.
خاتمة
كان هنري الثالث، دوق بافاريا وكارينثيا، شخصية بارزة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرن العاشر. لعب دورًا مهمًا في الدفاع عن الإمبراطورية ضد الغزوات الخارجية، وفي الصراعات السياسية الداخلية التي شكلت المنطقة. على الرغم من أن فترة حكمه كانت قصيرة نسبيًا، إلا أنه ترك بصمة دائمة على تاريخ بافاريا وكارينثيا.