مقدمة
مايكل هراري (بالعبرية: מייק הררי)، (18 فبراير 1927 – 21 سبتمبر 2014) كان ضابط مخابرات إسرائيليًا بارزًا في الموساد. اشتهر هراري بقيادته لعمليات جريئة ومعقدة، بما في ذلك عملية “غضب الله” التي استهدفت المتورطين في مذبحة ميونيخ عام 1972. يعتبر هراري شخصية مثيرة للجدل، حيث يراه البعض بطلاً قومياً بينما ينتقده آخرون بسبب أساليبه القاسية وتورطه في عمليات اغتيال. بغض النظر عن الآراء المتباينة، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على تاريخ الموساد والاستخبارات الإسرائيلية.
نشأته وبداياته
ولد مايكل هراري في تل أبيب عام 1927 لعائلة يهودية هاجرت من روسيا. انضم إلى الهاجاناه، وهي منظمة الدفاع اليهودية السرية، في سن مبكرة وشارك في حرب 1948. بعد الحرب، انضم إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ثم انتقل لاحقًا إلى الموساد، حيث بدأ مسيرته المهنية الطويلة والمثيرة للجدل.
مسيرته في الموساد
تدرج هراري في المناصب داخل الموساد، حيث اكتسب سمعة كضابط ميداني جريء ومبتكر. كان معروفًا بقدرته على تجنيد العملاء وإدارة العمليات السرية في جميع أنحاء العالم. قاد العديد من العمليات الناجحة ضد أهداف معادية لإسرائيل، بما في ذلك عمليات جمع معلومات استخبارية وتخريب.
عملية غضب الله
أشهر عمليات هراري هي عملية “غضب الله”، التي أطلقت ردًا على مذبحة ميونيخ في أولمبياد 1972، حيث قتلت منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية 11 رياضياً إسرائيلياً. تم تكليف هراري بقيادة فريق لاغتيال المسؤولين عن التخطيط وتنفيذ الهجوم. قاد هراري فريقه في مطاردة استمرت سنوات عبر أوروبا والشرق الأوسط، ونجحوا في اغتيال العديد من الأهداف الرئيسية. ومع ذلك، تسببت العملية أيضًا في حوادث مؤسفة، مثل مقتل نادل بريء في النرويج عام 1973، مما أثار انتقادات دولية واسعة.
- التخطيط والتنفيذ: أشرف هراري على التخطيط الدقيق لعملية “غضب الله”، مع التأكيد على جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتحديد الأهداف الرئيسية.
- الجدل والمخاطر: واجهت العملية تحديات كبيرة، بما في ذلك المخاطر الأمنية والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بالاغتيالات المستهدفة.
- النتائج والتداعيات: أدت العملية إلى تصفية عدد كبير من المسؤولين عن مذبحة ميونيخ، ولكنها أثارت أيضًا جدلاً واسعاً حول أساليب الموساد.
قضايا أخرى
بالإضافة إلى عملية “غضب الله”، شارك هراري في العديد من العمليات الأخرى التي ظلت سرية إلى حد كبير. يُعتقد أنه كان له دور في عمليات تخريب ضد البرنامج النووي العراقي وعمليات تجنيد عملاء في دول عربية معادية. كان هراري معروفًا أيضًا بأساليبه غير التقليدية، والتي غالبًا ما كانت تتجاوز الحدود القانونية والأخلاقية.
- العلاقات الدولية: ساهمت عمليات هراري في تعقيد العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع العديد من الدول.
- التكتيكات والأساليب: استخدم هراري مجموعة متنوعة من التكتيكات السرية، بما في ذلك التمويه والتضليل والتلاعب.
- التأثير على الموساد: ترك هراري بصمة واضحة على أساليب عمل الموساد، وأثر على أجيال من ضباط المخابرات الإسرائيليين.
فضيحة ليلي هامر
تسببت قضية ليلي هامر في فضيحة كبيرة للموساد. في عام 1973، قتلت فرقة من الموساد بالخطأ نادلًا مغربيًا يدعى أحمد بوشيخي في مدينة ليلهامر النرويجية، ظنًا منهم أنه علي حسن سلامة، أحد قادة منظمة “أيلول الأسود” المتورطين في مذبحة ميونيخ. قاد هذه الفرقة مايكل هراري. تم القبض على العديد من أعضاء الفريق، وحكم عليهم بالسجن في النرويج. أدت هذه الفضيحة إلى انتقادات دولية واسعة لإسرائيل والموساد، وأثرت سلبًا على سمعة الجهاز.
التقاعد والسنوات اللاحقة
تقاعد هراري من الموساد في الثمانينيات، لكنه ظل نشطًا في مجال الأمن والاستشارات. أسس شركة استشارية أمنية وقدم خدماته للحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم. حافظ هراري على صمت مطبق بشأن حياته المهنية في الموساد، ورفض الإدلاء بتصريحات علنية حول عملياته السرية.
وفاته وإرثه
توفي مايكل هراري في عام 2014 عن عمر يناهز 87 عامًا. ترك وراءه إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. يعتبره البعض بطلاً قومياً دافع عن أمن إسرائيل بكل الوسائل المتاحة، بينما ينتقده آخرون بسبب أساليبه القاسية وتورطه في عمليات اغتيال. بغض النظر عن الآراء المتباينة، لا يمكن إنكار تأثيره الكبير على تاريخ الموساد والاستخبارات الإسرائيلية.
- التقدير والاحترام: يحظى هراري بتقدير واسع النطاق في إسرائيل لدوره في حماية أمن البلاد.
- الانتقادات والجدل: تثير أساليبه المثيرة للجدل انتقادات واسعة النطاق وتساؤلات أخلاقية.
- التأثير الدائم: سيظل إرث هراري موضوع نقاش وجدل مستمر، وسيستمر في التأثير على السياسة والاستخبارات الإسرائيلية.
خاتمة
كان مايكل هراري شخصية محورية في تاريخ الموساد والاستخبارات الإسرائيلية. قاد عمليات جريئة ومعقدة أثارت جدلاً واسعاً. سواء كان يُنظر إليه كبطل أو مجرم، فإنه بلا شك ترك بصمة لا تُمحى على المشهد الأمني والسياسي في الشرق الأوسط.