<![CDATA[
مرض إتاي إتاي (Itai-Itai Disease)
يُعتبر مرض إتاي إتاي (إيتاي-إيتاي بيو, 痛 痛 病, Itai-Itai Byō) ربما الأكثر شهرة من بين الأمراض الأربعة الكبرى. ظهر هذا المرض في محافظة توياما، وتحديداً على طول نهر جينزو. كلمة “إتاي” تعني “مؤلم” باللغة اليابانية، وهو تعبير يصف الألم المبرح الذي يعاني منه المصابون.
الأسباب: السبب الرئيسي لمرض إتاي إتاي هو التسمم المزمن بالكادميوم. تم إطلاق الكادميوم في نهر جينزو من قبل شركة تعدين تابعة لشركة ميتسوي للتعدين والصهر. تراكم الكادميوم في التربة والمياه، ثم امتصته محاصيل الأرز. تناول السكان المحليون الأرز الملوث بالكادميوم على مدى سنوات عديدة، مما أدى إلى تراكم السم في أجسامهم.
الأعراض: يعاني مرضى إتاي إتاي من مجموعة متنوعة من الأعراض المؤلمة والموهنة، بما في ذلك:
- آلام العظام الشديدة: يؤدي الكادميوم إلى إضعاف العظام، مما يجعلها عرضة للكسور. حتى أدنى حركة يمكن أن تسبب ألما شديدا.
- الفشل الكلوي: يتلف الكادميوم الكلى، مما يؤدي إلى فشل في وظائفها.
- تلين العظام (Osteomalacia): تصبح العظام لينة وهشة بسبب نقص الكالسيوم والفوسفات.
الضحايا: كانت غالبية ضحايا مرض إتاي إتاي من النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي عانين بالفعل من نقص الكالسيوم بسبب التغيرات الهرمونية. أدى ضعف عظامهن إلى تفاقم آثار التسمم بالكادميوم. استغرق الأمر سنوات عديدة لتحديد السبب الدقيق للمرض، وحتى بعد ذلك، واجهت شركة ميتسوي معركة قانونية طويلة قبل أن تتحمل المسؤولية عن التلوث.
مرض ميناماتا (Minamata Disease)
مرض ميناماتا (ميناماتا-بيو, 水俣病, Minamata-byō) هو اضطراب عصبي ناجم عن التسمم بميثيل الزئبق. تم اكتشاف المرض لأول مرة في مدينة ميناماتا في محافظة كوماموتو.
الأسباب: أطلقت شركة شيسو (Chisso Corporation)، وهي شركة كيماوية، مياه الصرف الصناعي المحتوية على ميثيل الزئبق في خليج ميناماتا. تراكم ميثيل الزئبق في الكائنات البحرية، وخاصة الأسماك والمحار. أكل السكان المحليون، الذين اعتمدوا على الأسماك كمصدر غذائي أساسي، هذه المأكولات البحرية الملوثة، مما أدى إلى تسممهم بالزئبق.
الأعراض: تظهر أعراض مرض ميناماتا على شكل تلف عصبي حاد، وتشمل:
- تنميل في الأطراف (الخدر): يبدأ المرض عادة بتنميل في اليدين والقدمين.
- ضعف العضلات: يؤدي التسمم بالزئبق إلى ضعف العضلات وصعوبة في الحركة.
- فقدان البصر والنطق: يمكن أن يؤثر الزئبق على الرؤية والنطق، مما يؤدي إلى فقدانهما في الحالات الشديدة.
- تلف الدماغ: في الحالات الأكثر خطورة، يؤدي التسمم بالزئبق إلى تلف دائم في الدماغ، مما يسبب إعاقات ذهنية وشلل.
الضحايا: عانى الآلاف من الأشخاص من مرض ميناماتا، وكان الأطفال الصغار والأجنة هم الأكثر عرضة للخطر. أدى التسمم بالزئبق أثناء الحمل إلى ولادة أطفال يعانون من إعاقات شديدة. كما هو الحال مع مرض إتاي إتاي، استغرق الأمر سنوات عديدة لتحديد السبب الدقيق لمرض ميناماتا، وواجه الضحايا معركة طويلة للحصول على تعويض من شركة شيسو.
مرض الربو في يوكايتشي (Yokkaichi Asthma)
مرض الربو في يوكايتشي (يُوكّايتشي زِنْسوكُو, 四日市ぜんそく, Yokkaichi Zensoku) هو مرض تنفسي انتشر في مدينة يوكايتشي في محافظة مي. كانت يوكايتشي مركزاً صناعياً رئيسياً، وخاصة لتكرير النفط والبتروكيماويات.
الأسباب: كان السبب الرئيسي لمرض الربو في يوكايتشي هو تلوث الهواء الشديد الناجم عن الانبعاثات الصناعية. أطلقت المصانع كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والغبار في الهواء. تسببت هذه الملوثات في تهيج الجهاز التنفسي وتفاقم أعراض الربو.
الأعراض: عانى سكان يوكايتشي من أعراض تنفسية حادة، بما في ذلك:
- صعوبة في التنفس: عانى المرضى من صعوبة شديدة في التنفس، خاصة خلال فترات تلوث الهواء الشديد.
- السعال: كان السعال المزمن أحد الأعراض الشائعة.
- التهاب الشعب الهوائية: تسبب تلوث الهواء في التهاب الشعب الهوائية، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي.
الضحايا: أثر مرض الربو في يوكايتشي على الآلاف من سكان المدينة، وخاصة الأطفال وكبار السن. كانت جودة حياة المصابين سيئة للغاية، وأجبر الكثيرون على الانتقال من يوكايتشي لتجنب تلوث الهواء. كانت هذه الحالة من أوائل الحالات التي سلطت الضوء على العلاقة بين التلوث الصناعي وأمراض الجهاز التنفسي في اليابان.
مرض أضرار كينوغاوا (Kinugawa River Damage)
مرض أضرار كينوغاوا (كيِنُوغَاوَا أَيْوُّو هَايْشُوتْسُو جِيكِن, 鬼怒川汚染排出事件, Kinugawa Oen Haishutsu Jiken) هو حالة تلوث مياه حدثت على طول نهر كينوغاوا. على الرغم من أنه لا يُصنف دائمًا كواحد من الأمراض الأربعة الكبرى للتلوث بشكل صارم، إلا أنه يمثل كارثة بيئية مهمة.
الأسباب: تم إطلاق مياه الصرف الصناعي الملوثة من مصنع للألياف في نهر كينوغاوا. تسببت مياه الصرف في تلوث شديد للنهر، مما أدى إلى موت الأسماك وتدهور جودة المياه.
الأعراض (البيئية): على عكس الأمراض الأخرى التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، تسبب تلوث نهر كينوغاوا في المقام الأول في أضرار بيئية:
- موت الأسماك والكائنات المائية الأخرى: أدى التلوث إلى نفوق جماعي للأسماك والكائنات المائية الأخرى التي تعيش في النهر.
- تدهور جودة المياه: أصبحت المياه غير صالحة للاستخدام في الشرب أو الزراعة أو الأغراض الترفيهية.
- اضطراب النظام البيئي: أدى التلوث إلى تعطيل النظام البيئي للنهر، مما أثر على الكائنات الحية التي تعتمد عليه.
الضحايا: على الرغم من أن هذا الحدث لم يؤد بشكل مباشر إلى أمراض واسعة النطاق مثل الحالات الأخرى، إلا أنه أثر على المجتمعات التي تعتمد على نهر كينوغاوا في معيشتها. أثر تلوث النهر على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة، مما أدى إلى خسائر اقتصادية للمنطقة.
الدروس المستفادة والتغييرات في السياسة
كانت الأمراض الأربعة الكبرى للتلوث بمثابة نقطة تحول في تاريخ السياسة البيئية اليابانية. أدت هذه الكوارث إلى:
- تشديد القوانين البيئية: قامت الحكومة اليابانية بسن قوانين بيئية أكثر صرامة للحد من التلوث الصناعي وحماية صحة الإنسان.
- إنشاء وكالة البيئة: تم إنشاء وكالة البيئة (التي أصبحت فيما بعد وزارة البيئة) للإشراف على السياسات البيئية وتنفيذها.
- زيادة الوعي العام: أدت هذه الأمراض إلى زيادة الوعي العام بأهمية حماية البيئة.
- مسؤولية الشركات: تم تحميل الشركات مسؤولية أكبر عن التلوث الذي تسببه، وأجبرت على دفع تعويضات للضحايا وتنفيذ تدابير للحد من التلوث.
خاتمة
تعتبر الأمراض الأربعة الكبرى للتلوث في اليابان بمثابة تذكير مأساوي بالعواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن التلوث الصناعي غير المنضبط. على الرغم من أن هذه الأمراض تسببت في معاناة هائلة، إلا أنها أدت أيضًا إلى تغييرات مهمة في السياسات البيئية اليابانية. من خلال التعلم من هذه الأخطاء، تمكنت اليابان من تحسين جودة البيئة وحماية صحة مواطنيها. تظل الدروس المستفادة من هذه الكوارث ذات صلة اليوم، حيث تواجه العديد من البلدان حول العالم تحديات مماثلة تتعلق بالتلوث والنمو الصناعي.