نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت هاريوت جورجينا هاملتون-تيمبل-بلاك وود في 5 فبراير 1843، لعائلة أرستقراطية بريطانية مرموقة. كانت الابنة الكبرى لأرشيبالد هاميلتون، وكان والدها من ملاك الأراضي الأثرياء. تلقت تعليمًا جيدًا في المنزل، كما كان شائعًا بين فتيات الطبقة العليا في ذلك العصر، وركز تعليمها على الأدب والفنون واللغات، مما أكسبها ثقافة واسعة ومهارات اجتماعية عالية.
في عام 1862، تزوجت هاريوت من فريدريك هاملتون-تيمبل-بلاك وود، الذي أصبح فيما بعد إيرل دفرين ومركيز أفا. كان زواجها بداية لفصل جديد في حياتها، حيث انخرطت في الحياة السياسية والاجتماعية بشكل أعمق، ورافقته في مهامه الدبلوماسية والإدارية الهامة.
دورها في كندا
في عام 1872، تم تعيين اللورد دفرين حاكمًا عامًا لكندا، وانتقلت هاريوت معه إلى أوتاوا، حيث بدأت فصلاً جديدًا من حياتها العامة. سرعان ما أصبحت شخصية محبوبة ومؤثرة في المجتمع الكندي. لعبت دورًا فعالًا في تعزيز الفنون والثقافة الكندية، ودعمت العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية.
كانت هاريوت تحظى بشعبية كبيرة بسبب شخصيتها الودودة وقدرتها على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع. قامت بجولات واسعة في جميع أنحاء كندا، مما سمح لها بفهم التحديات والفرص التي تواجه البلاد. كانت مهتمة بشكل خاص برفاهية النساء والأطفال، وعملت على تحسين ظروفهم المعيشية والتعليمية.
ومن بين إنجازاتها البارزة في كندا:
- تأسيس “صندوق دفرين” لمساعدة المرضى المحتاجين.
- تشجيع الفنون والحرف اليدوية الكندية.
- دعم التعليم النسائي وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
دورها في الهند
في عام 1884، تم تعيين اللورد دفرين نائبًا للملك في الهند، وانتقلت هاريوت معه إلى كلكتا (الآن كولكاتا). كان هذا التعيين بداية لفصل جديد وأكثر تحديًا في حياتها. واجهت هاريوت في الهند تحديات كبيرة، بما في ذلك الفقر المدقع والأمراض وسوء الرعاية الصحية.
استجابت هاريوت لهذه التحديات بإطلاق “صندوق دفرين الطبي للنساء في الهند”. كان هذا الصندوق مبادرة طموحة تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية للنساء والأطفال في جميع أنحاء الهند. تمكنت هاريوت من جمع تبرعات كبيرة من جميع أنحاء العالم، واستخدمت هذه الأموال لتمويل بناء المستشفيات والعيادات، وتدريب الأطباء والممرضات، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية.
كانت هاريوت مؤمنة إيمانًا راسخًا بأهمية التعليم والتمكين للمرأة. دعمت تعليم الفتيات الهنديات، وشجعت النساء على الانخراط في العمل العام. كما عملت على مكافحة العادات الضارة، مثل زواج الأطفال والحجاب.
ومن بين إنجازاتها البارزة في الهند:
- تأسيس “صندوق دفرين الطبي للنساء في الهند”.
- بناء المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء الهند.
- تدريب الأطباء والممرضات الهنديات.
- دعم تعليم الفتيات الهنديات.
العودة إلى بريطانيا وحياتها اللاحقة
بعد انتهاء فترة ولاية اللورد دفرين في الهند عام 1888، عادت هاريوت معه إلى بريطانيا. استمرت في العمل الخيري والاجتماعي، ودعمت العديد من المؤسسات الخيرية. كما كتبت مذكرات عن حياتها وتجاربها، والتي نشرت لاحقًا وحظيت بتقدير كبير.
توفيت هاريوت هاملتون-تيمبل-بلاك وود، مركيزة دفرين وأفا، في 25 أكتوبر 1936، عن عمر يناهز 93 عامًا. تركت وراءها إرثًا كبيرًا من العمل الخيري والاجتماعي، وتعتبر شخصية بارزة في تاريخ الإمبراطورية البريطانية.
إرثها وتأثيرها
تعتبر هاريوت هاملتون-تيمبل-بلاك وود شخصية بارزة في تاريخ الإمبراطورية البريطانية، وذلك لإسهاماتها الكبيرة في العمل الخيري والاجتماعي. لقد تركت بصمة واضحة في كل من كندا والهند، وعملت على تحسين حياة الآلاف من النساء والأطفال.
كانت هاريوت نموذجًا للمرأة القوية والمستقلة، التي استخدمت نفوذها ومواردها لإحداث تغيير إيجابي في العالم. لقد ألهمت العديد من النساء الأخريات للانخراط في العمل العام، والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.
لا تزال ذكراها حية حتى اليوم، ويتم الاحتفاء بها في كل من كندا والهند. يتم تذكرها كشخصية نبيلة ومحبة للخير، كرست حياتها لخدمة الآخرين.
حياتها الشخصية وعائلتها
أنجبت هاريوت وفريدريك سبعة أطفال، لعب العديد منهم أدوارًا بارزة في المجتمع البريطاني. على الرغم من مسؤولياتها العامة، كانت هاريوت أمًا مخلصة، وحافظت على علاقات وثيقة مع أطفالها طوال حياتها.
كانت هاريوت تتمتع بشخصية جذابة وذكاء حاد، وكانت تحظى بتقدير كبير من قبل معاصريها. كانت صديقة مقربة للعديد من الشخصيات البارزة في المجتمع البريطاني، بما في ذلك الملكة فيكتوريا.
تميزت حياتها بالتفاني في خدمة الآخرين والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، مما جعلها شخصية محبوبة ومحترمة في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كانت هاريوت هاملتون-تيمبل-بلاك وود، مركيزة دفرين وأفا، شخصية استثنائية تركت إرثًا دائمًا من العمل الخيري والاجتماعي. من خلال دورها كزوجة حاكم عام كندا ونائب الملك في الهند، استخدمت نفوذها ومواردها لتحسين حياة الآلاف من النساء والأطفال. كانت رائدة في مجال الرعاية الصحية والتعليم، ودعمت المساواة بين الجنسين. ستظل هاريوت دائمًا رمزًا للإنسانية والكرم.