نشأته وتعليمه
ولد سام بيترودا في ولاية أوديشا الهندية لعائلة تنتمي إلى طبقة الكُجراتيين. تلقى تعليمه المبكر في الهند، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمه العالي. حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من معهد إلينوي للتكنولوجيا في شيكاغو. هذه التجربة التعليمية في الولايات المتحدة ساهمت في توسيع آفاقه ومنحه قاعدة صلبة في مجال التكنولوجيا.
مسيرته المهنية في مجال الاتصالات
بدأ بيترودا مسيرته المهنية في مجال الاتصالات في سبعينيات القرن الماضي. عمل في البداية في شركة “ويسكوم” (Wescom Switching)، حيث شارك في تطوير أنظمة التحويل الرقمية. هذه التجربة المبكرة أكسبته خبرة قيمة في مجال تكنولوجيا الاتصالات، والتي ستلعب دورًا حاسمًا في مسيرته المهنية اللاحقة.
في عام 1984، عاد بيترودا إلى الهند بناءً على دعوة من رئيس الوزراء آنذاك، راجيف غاندي. كان الهدف من هذه الدعوة هو المساعدة في تحديث البنية التحتية للاتصالات في الهند. تولى بيترودا مهمة تأسيس “مركز تطوير أنظمة الاتصالات” (C-DOT)، وهو مركز أبحاث وتطوير يهدف إلى تصميم وتطوير تكنولوجيا الاتصالات المناسبة للاحتياجات الهندية. لعب C-DOT دورًا محوريًا في تطوير شبكة الهاتف الرقمية في الهند، مما أدى إلى تحسين كبير في خدمات الاتصالات وتوسيع نطاقها لتشمل المناطق الريفية.
أشرف بيترودا على إدخال تكنولوجيا الصراف الآلي (ATM) إلى الهند. هذه التكنولوجيا سهلت المعاملات المالية وجعلتها أكثر كفاءة، مما ساهم في تسهيل التجارة والأعمال.
مساهماته في مجال الابتكار وريادة الأعمال
لم تقتصر مساهمات بيترودا على مجال الاتصالات فقط، بل امتدت لتشمل مجالات الابتكار وريادة الأعمال. أسس العديد من الشركات الناشئة في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية. هذه الشركات ساهمت في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي في الهند.
أحد أبرز إنجازات بيترودا في مجال الابتكار هو تطوير “الهاتف اللاسلكي المحلي” (Wireless in Local Loop – WLL). هذه التقنية سمحت بتوفير خدمات الهاتف بأسعار معقولة في المناطق الريفية، مما ساهم في تقليل الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية.
دوره في الحكومة الهندية
لعب بيترودا دورًا مهمًا في الحكومة الهندية، حيث شغل العديد من المناصب الاستشارية. عمل كمستشار لرئيس الوزراء في مجال الابتكار والبنية التحتية والمعلومات. قدم بيترودا المشورة للحكومة بشأن السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار، وساهم في صياغة استراتيجيات تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للهند في الاقتصاد العالمي.
كما ترأس بيترودا “اللجنة الوطنية للمعرفة” (National Knowledge Commission)، وهي لجنة حكومية تهدف إلى تقديم توصيات بشأن إصلاح نظام التعليم في الهند. قدمت اللجنة توصيات شاملة بشأن تحسين جودة التعليم وزيادة فرص الحصول عليه.
الجوائز والتكريمات
حصل سام بيترودا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في مجال التكنولوجيا والابتكار. تشمل هذه الجوائز:
- جائزة “بادما بوشان” (Padma Bhushan)، وهي واحدة من أعلى الأوسمة المدنية في الهند.
- جائزة “أفضل رائد أعمال تكنولوجي” من قبل مجلة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal).
- جائزة “القيادة العالمية” من قبل “مجلس شيكاغو للشؤون العالمية” (The Chicago Council on Global Affairs).
أفكاره ورؤيته
يُعرف سام بيترودا بأفكاره التقدمية ورؤيته الثاقبة. يؤمن بيترودا بأهمية التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين حياة الناس. يدعو إلى الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير لتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية.
كما يؤكد بيترودا على أهمية الشمولية في التنمية. يعتقد أن التكنولوجيا يجب أن تكون متاحة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية. يدعو إلى تطوير حلول تكنولوجية مناسبة للاحتياجات المحلية، والتي يمكن أن تساعد في معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات النامية.
يُعد بيترودا أيضًا من أشد المؤيدين للحكم الرشيد والشفافية. يعتقد أن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الديمقراطية والمساءلة. يدعو إلى استخدام التكنولوجيا لتمكين المواطنين ومشاركتهم في صنع القرار.
انتقادات
على الرغم من الإشادة الواسعة النطاق بإسهاماته، لم يسلم سام بيترودا من بعض الانتقادات. ركزت بعض هذه الانتقادات على التكاليف المرتبطة ببعض المشاريع التي أشرف عليها، بالإضافة إلى مزاعم حول المحسوبية والفساد. ومع ذلك، لم يتم إثبات أي من هذه الادعاءات بشكل قاطع.
الخلاصة
خاتمة
يظل سام بيترودا شخصية بارزة في تاريخ التكنولوجيا الهندية. من خلال عمله في مجال الاتصالات والابتكار وريادة الأعمال، ساهم بشكل كبير في تطوير الهند وتحسين حياة الملايين من الناس. رؤيته الثاقبة وأفكاره التقدمية تجعله مصدر إلهام للأجيال القادمة من المهندسين ورواد الأعمال.