<![CDATA[
التصميم والمواصفات
كانت مارك 39 في الأساس نسخة محسنة من القنبلة النووية مارك 15. كان لها تصميم “مرحلة واحدة” و “مرحلتين”، مما يعني أنها استخدمت تفجيرًا أوليًا صغيرًا (المرحلة الأولى) لبدء تفجير نووي حراري أكبر بكثير (المرحلة الثانية). هذا التصميم سمح بإنتاج أسلحة ذات قوة تفجيرية أكبر بكثير من الأسلحة الانشطارية النقية.
كان طول القنبلة مارك 39 يبلغ حوالي 3.5 متر (11 قدم و 6 بوصات) وقطرها حوالي 88.9 سم (35 بوصة). وكان وزنها يتراوح بين 3,175 كجم (7,000 رطل) و 3,266 كجم (7,200 رطل)، اعتمادًا على النسخة. كانت قوتها التفجيرية قابلة للتعديل، وتتراوح من عدة عشرات من الكيلوطن إلى حوالي 4 ميغاطن من مادة تي إن تي. تم تصميم هذه القنبلة للاستخدام ضد أهداف استراتيجية واسعة النطاق.
تم تطوير عدة نسخ من مارك 39، بما في ذلك Y1 و Y2. اختلفت هذه النسخ في بعض التفاصيل التقنية، ولكنها كانت متشابهة بشكل عام من حيث التصميم والأداء.
الانتشار والاستخدام
تم نشر القنبلة مارك 39 على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث تم تخزينها في قواعد جوية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. تم حملها بشكل أساسي بواسطة قاذفات القنابل الاستراتيجية، مثل B-47 Stratojet و B-52 Stratofortress. تم تصميمها ليتم إسقاطها من ارتفاعات عالية، حيث كانت ستنفجر في الهواء لتسبب أقصى قدر من الضرر.
على الرغم من نشرها على نطاق واسع، لم يتم استخدام القنبلة مارك 39 أبدًا في القتال. تم إخراجها من الخدمة في عام 1966، وتم استبدالها بأسلحة نووية أكثر حداثة.
حادثة جولدزبورو
في 24 يناير 1961، وقع حادث كبير يتعلق بالقنبلة مارك 39 بالقرب من جولدزبورو بولاية نورث كارولينا. تحطمت قاذفة قنابل من طراز B-52 Stratofortress تحمل قنبلتين نوويتين من طراز مارك 39 أثناء محاولتها الهبوط. انفجرت إحدى القنبلتين عندما اصطدمت بالأرض، لكنها لم تنفجر نوويًا. ومع ذلك، فإن ستة من أصل سبعة إجراءات أمان كانت تهدف إلى منع التفجير قد فشلت. والجدير بالذكر أن الإجراء الوحيد الذي حال دون وقوع كارثة نووية كان مفتاحًا كهربائيًا منخفض الجهد.
أدت الحادثة إلى تلوث كبير بالبلوتونيوم في المنطقة المحيطة. وقد أثارت مخاوف بشأن سلامة الأسلحة النووية الأمريكية. بعد الحادثة، تم إجراء تغييرات على إجراءات السلامة والأمان للأسلحة النووية الأمريكية.
تم استعادة معظم أجزاء القنبلة المدمرة، ولكن لا يزال هناك جزء مفقود مدفون في الأرض، ولا يمكن استخراجه دون التسبب في ضرر بيئي كبير. تبقى هذه الحادثة بمثابة تذكير بالمخاطر المحتملة للأسلحة النووية.
الرأس الحربي النووي W39
الرأس الحربي النووي W39 هو نسخة من القنبلة مارك 39 مصممة ليتم استخدامها على الصواريخ. كان للرأس الحربي W39 نفس التصميم الأساسي للقنبلة مارك 39، لكنه كان أصغر حجمًا وأخف وزنًا. تم استخدامه على صواريخ مثل SM-62 Snark وصواريخ باليستية أخرى. تم إخراج الرأس الحربي W39 من الخدمة في نفس الوقت الذي تم فيه إخراج القنبلة مارك 39 من الخدمة.
الأهمية التاريخية
تمثل القنبلة مارك 39 والرأس الحربي W39 جزءًا مهمًا من تاريخ الأسلحة النووية. لقد كانا من بين أولى الأسلحة النووية الحرارية التي تم نشرها على نطاق واسع، ولعبا دورًا مهمًا في الردع النووي خلال الحرب الباردة. على الرغم من أنهما لم يتم استخدامهما أبدًا في القتال، إلا أنهما كانا بمثابة تذكير دائم بقوة تدمير الأسلحة النووية.
اليوم، تم استبدال القنبلة مارك 39 والرأس الحربي W39 بأسلحة نووية أكثر حداثة. ومع ذلك، فإن إرثهما لا يزال محسوسًا. إن حادثة جولدزبورو، على وجه الخصوص، بمثابة تذكير بالمخاطر المحتملة للأسلحة النووية وأهمية اتخاذ احتياطات السلامة اللازمة.
التخلص منها
بعد إخراج القنبلة مارك 39 والرأس الحربي W39 من الخدمة، تم تفكيكهما. تم استعادة المواد الانشطارية المستخدمة في الأسلحة وإعادة استخدامها في أسلحة أخرى. تم التخلص من المكونات غير النووية للأسلحة وفقًا للإجراءات القياسية.
في الثقافة الشعبية
تم ذكر القنبلة مارك 39 في العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. غالبًا ما يتم تصويرها على أنها رمز للحرب الباردة وخطر الإبادة النووية. إن حادثة جولدزبورو، على وجه الخصوص، كانت موضوع العديد من الأفلام الوثائقية والمقالات الإخبارية.
على الرغم من أنها لم تعد قيد الاستخدام، إلا أن القنبلة مارك 39 لا تزال جزءًا مهمًا من وعينا الجماعي. إنها بمثابة تذكير بقوة تدمير الأسلحة النووية وأهمية العمل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
خاتمة
كانت القنبلة النووية مارك 39 والرأس الحربي W39 من الأسلحة النووية الحرارية الأمريكية التي خدمت في الفترة من 1957 إلى 1966. وقد لعبت هذه الأسلحة دورًا حاسمًا في الردع النووي خلال الحرب الباردة. على الرغم من إخراجها من الخدمة، فإن حادثة جولدزبورو المرتبطة بالقنبلة مارك 39 تظل تذكيرًا بالمخاطر المحتملة للأسلحة النووية. يجب أن نواصل العمل من أجل عالم خالٍ من هذه الأسلحة المدمرة.