خلفية تاريخية
تقليديًا، كان الدوري الاسكتلندي لكرة القدم يتمحور حول سيطرة سلتيك ورينجرز، وهما الناديان اللذان يتمتعان بقاعدة جماهيرية واسعة وتاريخ طويل من النجاح. ومع ذلك، في الثمانينيات، شهدت كرة القدم الاسكتلندية تحولًا ملحوظًا. تحت قيادة المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون، صعد نادي أبردين ليصبح قوة لا يستهان بها. فازوا بالدوري الاسكتلندي الممتاز ثلاث مرات في أوائل الثمانينيات، بالإضافة إلى كأس اسكتلندا وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1983، مما جعلهم قوة أوروبية مرموقة.
في الوقت نفسه، كان دندي يونايتد، تحت قيادة المدرب جيم ماكلين، يحقق أيضًا نجاحًا كبيرًا. فازوا بالدوري الاسكتلندي الممتاز عام 1983، ووصلوا إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1987. تميز فريق دندي يونايتد بأسلوبه الهجومي الجذاب، مما جعلهم خصمًا صعبًا على أي فريق.
مع صعود أبردين ودندي يونايتد، بدأ المشهد الكروي في اسكتلندا يشهد تحولًا. لم يعد سلتيك ورينجرز هما القوتان الوحيدتان المهيمنتان. ظهرت منافسة جديدة بين أبردين ودندي يونايتد، وسرعان ما اكتسبت زخمًا وشهرة، مما أدى إلى صياغة مصطلح “الشركة الجديدة”.
أسباب ظهور “الشركة الجديدة”
هناك عدة عوامل ساهمت في ظهور “الشركة الجديدة”:
- النجاح المحلي والأوروبي: فوز أبردين ودندي يونايتد بالألقاب المحلية والمنافسة في البطولات الأوروبية جعلهما قوتين رئيسيتين في كرة القدم الاسكتلندية. لقد تحدوا هيمنة سلتيك ورينجرز، مما أدى إلى ظهور منافسة جديدة.
- الأسلوب الهجومي الجذاب: تميز كلا الفريقين بأسلوب لعب هجومي ومثير، مما جذب انتباه الجماهير والمحللين الرياضيين. كان أسلوب لعبهما مختلفًا عن أسلوب سلتيك ورينجرز، مما أضاف عنصرًا جديدًا ومثيرًا للاهتمام إلى كرة القدم الاسكتلندية.
- شخصيات المدربين: كان أليكس فيرغسون وجيم ماكلين مدربين يتمتعان بشخصية قوية وقدرة على تحفيز لاعبيهم. لقد بنوا فرقًا قوية وناجحة، وأصبحوا رمزين لنادييهم. منافستهما الشخصية ساهمت أيضًا في إذكاء نار “الشركة الجديدة”.
- التغطية الإعلامية: حظيت مباريات أبردين ودندي يونايتد بتغطية إعلامية واسعة، مما ساهم في زيادة الوعي بالمنافسة بينهما. ساهمت التغطية الإعلامية في ترويج “الشركة الجديدة” وجعلها جزءًا من الثقافة الكروية الاسكتلندية.
أهم مباريات “الشركة الجديدة”
شهدت منافسة “الشركة الجديدة” العديد من المباريات المثيرة والمهمة، من أبرزها:
- نهائي كأس اسكتلندا عام 1982: فاز أبردين على دندي يونايتد بنتيجة 4-1 في الوقت الإضافي، في مباراة مثيرة وممتعة. يعتبر هذا الفوز بمثابة نقطة تحول في تاريخ أبردين، حيث أثبتوا قدرتهم على التغلب على أي فريق.
- الدوري الاسكتلندي الممتاز عام 1983: فاز دندي يونايتد بالدوري بفارق ضئيل عن أبردين، في موسم تنافسي للغاية. كان هذا اللقب بمثابة إنجاز تاريخي لدندي يونايتد، حيث كان أول لقب دوري لهم على الإطلاق.
- كأس الكؤوس الأوروبية عام 1983: فاز أبردين على ريال مدريد في النهائي، في واحدة من أعظم المفاجآت في تاريخ كرة القدم الأوروبية. هذا الفوز جعل أبردين أول فريق اسكتلندي يفوز بلقب أوروبي منذ عام 1972.
- كأس الاتحاد الأوروبي عام 1987: وصل دندي يونايتد إلى النهائي، لكنه خسر أمام غوتبورغ السويدي. على الرغم من الخسارة، إلا أن وصول دندي يونايتد إلى النهائي كان إنجازًا كبيرًا، وأظهر قدرتهم على المنافسة على أعلى المستويات.
تأثير “الشركة الجديدة”
كان لـ “الشركة الجديدة” تأثير كبير على كرة القدم الاسكتلندية:
- تحدي هيمنة سلتيك ورينجرز: أظهرت “الشركة الجديدة” أن هناك فرقًا أخرى في اسكتلندا قادرة على المنافسة على الألقاب. لقد تحدت هيمنة سلتيك ورينجرز، وأضافت عنصرًا جديدًا من المنافسة إلى الدوري الاسكتلندي.
- زيادة الاهتمام بكرة القدم الاسكتلندية: جذبت مباريات “الشركة الجديدة” انتباهًا كبيرًا من الجماهير ووسائل الإعلام، مما ساهم في زيادة الاهتمام بكرة القدم الاسكتلندية.
- تطوير المواهب الشابة: ساهمت “الشركة الجديدة” في تطوير المواهب الشابة في اسكتلندا، حيث أتاحت الفرصة للاعبين الشباب للعب على مستوى عالٍ.
- إرث دائم: على الرغم من أن “الشركة الجديدة” لم تعد موجودة بنفس القوة كما كانت في الثمانينيات، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا في كرة القدم الاسكتلندية. لا تزال الفرق الأخرى تسعى لتحدي هيمنة سلتيك ورينجرز، ولا تزال “الشركة الجديدة” تعتبر فترة ذهبية في تاريخ كرة القدم الاسكتلندية.
تراجع “الشركة الجديدة”
في التسعينيات، بدأت “الشركة الجديدة” في التلاشي. عاد سلتيك ورينجرز إلى السيطرة على كرة القدم الاسكتلندية، بينما واجه أبردين ودندي يونايتد صعوبات مالية وإدارية. رحل أليكس فيرغسون إلى مانشستر يونايتد في عام 1986، مما أثر سلبًا على أداء أبردين. كما واجه دندي يونايتد صعوبات في الحفاظ على مستواه، وتراجع أداؤه في التسعينيات.
على الرغم من تراجع “الشركة الجديدة”، إلا أنها لا تزال تعتبر فترة مهمة في تاريخ كرة القدم الاسكتلندية. لقد أظهرت أن هناك فرقًا أخرى قادرة على المنافسة على الألقاب، وأضافت عنصرًا جديدًا من المنافسة إلى الدوري الاسكتلندي.
الوضع الحالي
في الوقت الحاضر، لا تزال سلتيك ورينجرز هما القوتان المهيمنتان في كرة القدم الاسكتلندية. ومع ذلك، لا يزال أبردين ودندي يونايتد فريقين محترمين، ويتنافسان على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية. يسعى كلا الفريقين للعودة إلى مستواهما السابق، وتحدي هيمنة سلتيك ورينجرز.
لا تزال “الشركة الجديدة” ذكرى عزيزة على قلوب العديد من مشجعي كرة القدم الاسكتلندية. لقد كانت فترة ذهبية في تاريخ كرة القدم الاسكتلندية، وأظهرت أن هناك فرقًا أخرى قادرة على المنافسة على الألقاب.
خاتمة
“الشركة الجديدة” هي مصطلح يصف المنافسة بين أبردين ودندي يونايتد في ثمانينيات القرن العشرين. لقد كانت فترة ذهبية في تاريخ كرة القدم الاسكتلندية، وشهدت تحدي هذين الناديين لهيمنة سلتيك ورينجرز. على الرغم من أن “الشركة الجديدة” لم تعد موجودة بنفس القوة كما كانت في الماضي، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا في كرة القدم الاسكتلندية.