حياتها المبكرة ونشاطها السياسي
ولدت تسفيا لوبتكين في بلدة بيتينيوف، بالقرب من كوسينا، في بولندا. انضمت إلى حركة “دروزور” الصهيونية الاشتراكية في سن مبكرة وأصبحت بسرعة واحدة من قادتها البارزين. كانت لوبتكين مدافعة قوية عن المساواة الاجتماعية والعدالة للعمال، وآمنت بأهمية إنشاء دولة يهودية في فلسطين كحل لمشاكل معاداة السامية والاضطهاد الذي يواجهه اليهود في أوروبا.
قبل الحرب العالمية الثانية، كانت لوبتكين نشطة في تنظيم مظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد معاداة السامية المتزايدة في بولندا. كما شاركت في تنظيم شبكة سرية لمساعدة اليهود على الهجرة بشكل غير قانوني إلى فلسطين. بعد الغزو الألماني لبولندا في سبتمبر 1939، انتقلت لوبتكين إلى وارسو وشاركت في تأسيس الحركة السرية اليهودية.
دورها في المقاومة اليهودية
بعد الاحتلال الألماني لبولندا، عملت لوبتكين بلا كلل لتنظيم وتوحيد مختلف حركات المقاومة اليهودية في غيتو وارسو. لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس منظمة القتال اليهودية (ŻOB)، التي كانت بمثابة القوة العسكرية الرئيسية في الغيتو. عملت لوبتكين كعضو في قيادة المنظمة، وكانت مسؤولة عن الاتصال بالعالم الخارجي وتأمين الأسلحة والإمدادات للمقاتلين.
كانت لوبتكين شخصية مؤثرة في تشجيع اليهود في الغيتو على المقاومة المسلحة. آمنت بأن المقاومة هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الكرامة اليهودية وإرسال رسالة إلى العالم مفادها أن اليهود لن يستسلموا دون قتال. لعبت دورًا رئيسيًا في التخطيط لانتفاضة غيتو وارسو في أبريل 1943.
انتفاضة غيتو وارسو
خلال انتفاضة غيتو وارسو، قاتلت لوبتكين بشجاعة ضد القوات الألمانية. كانت واحدة من القادة القلائل الذين نجوا من الانتفاضة، وساعدت في تنظيم هروب المقاتلين اليهود المتبقين من الغيتو عبر الأنفاق السرية. بعد الانتفاضة، واصلت لوبتكين نشاطها في الحركة السرية، وشاركت في مساعدة اليهود على الاختباء وتأمين الإمدادات للمقاومة البولندية.
تصف لوبتكين تجربتها في الانتفاضة في مذكراتها “في أيام الدم والرماد”:
«لقد كانت معركة يائسة، لكننا كنا مصممين على القتال حتى النهاية. كنا نعلم أننا سنهزم في النهاية، لكننا أردنا أن نظهر للعالم أن اليهود لن يستسلموا دون قتال. لقد قاتلنا بشجاعة، وكنا فخورين بأن نكون يهودًا.»
الحياة بعد الحرب والهجرة إلى فلسطين
بعد الحرب العالمية الثانية، شاركت لوبتكين في تأسيس منظمة “بريحا”، التي ساعدت اليهود الناجين من الهولوكوست على الهجرة بشكل غير قانوني إلى فلسطين. في عام 1946، هاجرت لوبتكين نفسها إلى فلسطين وانضمت إلى كيبوتس لوحامي هاغيتاؤت، حيث عاشت بقية حياتها.
في الكيبوتس، عملت لوبتكين في الزراعة والتعليم، وكرست نفسها لتربية جيل جديد من اليهود في الدولة اليهودية. كتبت مذكرات عن تجاربها في الحرب والمقاومة، والتي نشرت تحت عنوان “في أيام الدم والرماد”. أصبحت الكتاب مرجعًا هامًا لتاريخ الهولوكوست والمقاومة اليهودية.
إرثها وتأثيرها
تعتبر تسفيا لوبتكين شخصية بطولية في التاريخ اليهودي. لقد كانت قائدة شجاعة ومُلهمة لعبت دورًا حاسمًا في المقاومة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية. تم تكريمها بعدة جوائز وتكريمات، بما في ذلك جائزة إسرائيل في عام 1968. تظل قصتها مصدر إلهام للأجيال القادمة.
- كانت لوبتكين مدافعة قوية عن المساواة الاجتماعية والعدالة.
- لعبت دورًا رئيسيًا في تأسيس منظمة القتال اليهودية (ŻOB).
- شاركت في التخطيط لانتفاضة غيتو وارسو وقاتلت فيها بشجاعة.
- ساعدت في تنظيم هروب المقاتلين اليهود المتبقين من الغيتو.
- شاركت في تأسيس منظمة “بريحا” وساعدت اليهود الناجين من الهولوكوست على الهجرة إلى فلسطين.
- كرست حياتها لتربية جيل جديد من اليهود في الدولة اليهودية.
آراؤها حول الصهيونية
كانت تسفيا لوبتكين صهيونية ملتزمة، وآمنت بأن إنشاء دولة يهودية في فلسطين هو الحل الوحيد لمشاكل اليهود. رأت في الصهيونية حركة تحرير وطني تهدف إلى استعادة الكرامة اليهودية وحماية اليهود من الاضطهاد. ومع ذلك، كانت لوبتكين أيضًا ناقدة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ودعت إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
حياتها الشخصية
تزوجت تسفيا لوبتكين من يتسحاق “أنتك” زوكرمان، وهو أيضًا قائد بارز في منظمة القتال اليهودية (ŻOB). كان لديهم طفلان، هما شيمون وحنة. توفيت لوبتكين في عام 1978 عن عمر يناهز 63 عامًا.
الجوائز والتكريمات
- جائزة إسرائيل (1968)
- وسام الشجاعة (بولندا)
- العديد من الجوائز والتكريمات الأخرى من المنظمات اليهودية والإسرائيلية.
مؤلفاتها
- في أيام الدم والرماد (بالعبرية: בימי כלות וחורבן)
خاتمة
تسفيا لوبتكين كانت شخصية استثنائية تجسد الشجاعة والإصرار والالتزام بالعدالة. لعبت دورًا حاسمًا في المقاومة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية، وكرست حياتها لبناء دولة يهودية في فلسطين. سيظل إرثها مصدر إلهام للأجيال القادمة.