<![CDATA[
حياة ماختيلد ميلينك المبكرة وتعليمها
ولدت ماختيلد ميلينك في أمستردام بهولندا عام 1917. تلقت تعليمها المبكر في هولندا، وأظهرت شغفًا مبكرًا بالتاريخ واللغات القديمة. في عام 1940، حصلت على درجة الدكتوراه في علم الآثار الكلاسيكية من جامعة أوتريخت. أجبرتها الحرب العالمية الثانية على مغادرة هولندا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1941. وجدت ميلينك منزلًا أكاديميًا في كلية برين ماور، حيث بدأت التدريس في عام 1942.
مسيرتها الأكاديمية في كلية برين ماور
أمضت ماختيلد ميلينك معظم حياتها المهنية في كلية برين ماور، حيث أصبحت شخصية بارزة في قسم علم الآثار الكلاسيكية. قامت بتدريس مجموعة واسعة من الدورات الدراسية، بما في ذلك تاريخ الفن اليوناني والروماني، وعلم الآثار الأناضولي، واللغات القديمة. كانت ميلينك معلمة ملهمة وموجهة مخلصة لطلابها، وشجعتهم على متابعة شغفهم بالآثار والتاريخ القديم. اشتهرت بصرامتها الأكاديمية والتزامها بالبحث الدقيق.
أبحاثها الأثرية في الأناضول
كرست ماختيلد ميلينك جزءًا كبيرًا من حياتها المهنية للبحث الأثري في الأناضول، وهي منطقة تقع في تركيا الحديثة. شاركت في العديد من الحفريات الأثرية الهامة، بما في ذلك موقع كاراهويوك، وهو موقع يعود إلى العصر البرونزي المبكر. قادت ميلينك أيضًا مسحًا أثريًا واسع النطاق لوادي نهر إيشيليرماك، حيث اكتشفت العديد من المواقع الأثرية الهامة. ساهمت أبحاثها في الأناضول بشكل كبير في فهمنا للحضارات القديمة التي ازدهرت في هذه المنطقة، بما في ذلك الحيثيون والليديون والفريجيون والأورارتيون.
- الحيثيون: كانت ميلينك خبيرة في الحضارة الحيثية، وهي حضارة قوية حكمت الأناضول في الألفية الثانية قبل الميلاد. درست اللغة الحيثية والأدب الحيثي والفن الحيثي، وقدمت مساهمات كبيرة في فهمنا لتاريخ هذه الحضارة وثقافتها.
- الليديون: كانت ميلينك مهتمة أيضًا بالحضارة الليدية، وهي حضارة ازدهرت في غرب الأناضول في الألفية الأولى قبل الميلاد. درست اللغة الليدية والفن الليدي والهندسة المعمارية الليدية، وساعدت في الكشف عن العديد من جوانب هذه الحضارة الغامضة.
- الفريجيون: لعبت ميلينك دورًا هامًا في دراسة الحضارة الفريجية، وهي حضارة ازدهرت في وسط الأناضول في الألفية الأولى قبل الميلاد. درست الفن الفريجي والموسيقى الفريجية والدين الفريجي، وساعدت في إعادة بناء تاريخ هذه الحضارة وثقافتها.
- الأورارتيون: كانت ميلينك على دراية بالحضارة الأورارتية، وهي حضارة ازدهرت في شرق الأناضول في الألفية الأولى قبل الميلاد. درست الفن الأورارتي والهندسة المعمارية الأورارتية واللغة الأورارتية، وساهمت في فهمنا لتاريخ هذه الحضارة وثقافتها.
مؤلفات ماختيلد ميلينك وإسهاماتها العلمية
ألّفت ماختيلد ميلينك العديد من الكتب والمقالات العلمية حول علم الآثار الأناضولي. من بين أبرز مؤلفاتها كتاب “الفن الأثري في الأناضول” (Archaeological Art in Asia Minor)، الذي يعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب المهتمين بتاريخ الفن في هذه المنطقة. كتبت ميلينك أيضًا العديد من المقالات في المجلات العلمية المتخصصة، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية. قدمت ميلينك مساهمات كبيرة في تطوير علم الآثار الأناضولي، وساعدت في تدريب جيل جديد من علماء الآثار.
الجوائز والتكريمات
حصلت ماختيلد ميلينك على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها العلمية المتميزة. حصلت على زمالة غوغنهايم، وجائزة جمعية الآثار الأمريكية، والدكتوراه الفخرية من جامعة أوتريخت. تم تكريمها أيضًا من قبل الحكومة التركية لمساهمتها في الحفاظ على التراث الثقافي التركي. كانت ميلينك عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة، بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
تأثير ماختيلد ميلينك وإرثها
تركت ماختيلد ميلينك إرثًا دائمًا في مجال علم الآثار الأناضولي. ألهمت أجيالًا من الطلاب والباحثين، وقدمت مساهمات كبيرة في فهمنا للحضارات القديمة التي ازدهرت في هذه المنطقة. كانت ميلينك شخصية بارزة في المجتمع الأكاديمي، وحظيت باحترام وتقدير زملائها. ستظل أعمالها مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب المهتمين بتاريخ الأناضول القديم وثقافتها.
الحياة الشخصية
تزوجت ميلينك من الدكتور هاري بيكمان عام 1947. كان بيكمان أيضًا عالمًا وباحثًا، وتوفي عام 1976. لم تنجب ميلينك أطفالًا.
خاتمة
كانت ماختيلد ميلينك عالمة آثار استثنائية كرست حياتها لدراسة حضارات الأناضول القديمة. من خلال أبحاثها وحفرياتها وكتاباتها، ساهمت ميلينك بشكل كبير في فهمنا للتاريخ والفن والثقافة في هذه المنطقة الهامة. تركت ميلينك إرثًا دائمًا في مجال علم الآثار، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من علماء الآثار.