مقدمة
جيم يونغ كيم (بالإنجليزية: Jim Yong Kim؛ بالكورية: 김용)؛ ولد في 8 ديسمبر 1959، هو طبيب بشري وعالم أنثروبولوجيا أمريكي كوري جنوبي، شغل منصب رئيس البنك الدولي الثاني عشر في الفترة من 2012 إلى 2019. قبل ذلك، شغل منصب رئيس كلية دارتموث، وكان شخصية بارزة في مجال الصحة العالمية، خاصةً فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية في البلدان النامية.
نشأته وتعليمه
ولد جيم يونغ كيم في سيول، كوريا الجنوبية، وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان في الخامسة من عمره. استقرت العائلة في موسكاتين، أيوا، حيث كان والده يعمل طبيباً نفسياً. تفوق كيم في دراسته ولعب كرة القدم في المدرسة الثانوية. حصل على بكالوريوس في الآداب من جامعة براون عام 1982، ثم حصل على دكتوراه في الطب من كلية الطب بجامعة هارفارد عام 1991، ودكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة هارفارد عام 1993.
مسيرته المهنية المبكرة
بدأ كيم مسيرته المهنية في مجال الصحة العامة والعمل الإنساني. عمل في بيرو مع بول فارمر وغيرهم في تأسيس منظمة “Partners In Health” في عام 1987. تركزت جهودهم على توفير الرعاية الصحية للمجتمعات الفقيرة ومكافحة الأمراض المعدية مثل السل والإيدز. أثبتت المنظمة نجاحها في تقديم خدمات صحية عالية الجودة بتكلفة معقولة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات.
من خلال عمله مع “Partners In Health”، اكتسب كيم سمعة طيبة كمدافع قوي عن حقوق المرضى والمساواة في الحصول على الرعاية الصحية. لقد كان من أشد المنتقدين لسياسات الصحة العالمية التي تعطي الأولوية للربح على صحة الإنسان.
منظمة الصحة العالمية
في عام 2003، انضم كيم إلى منظمة الصحة العالمية (WHO) وعُين مديراً لقسم الإيدز والسل والملاريا. خلال فترة ولايته، أطلق مبادرة “3 by 5″، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى توفير العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لثلاثة ملايين شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في البلدان النامية بحلول عام 2005. على الرغم من أن المبادرة لم تحقق هدفها بالكامل، إلا أنها ساهمت بشكل كبير في توسيع نطاق العلاج وتحسين فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.
أثناء وجوده في منظمة الصحة العالمية، لعب كيم أيضًا دورًا رئيسيًا في تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة والملاريا. لقد دعا إلى اتباع نهج شامل يركز على الوقاية والعلاج وتحسين أنظمة الرعاية الصحية.
رئاسة كلية دارتموث
في عام 2009، تم تعيين كيم رئيساً لكلية دارتموث، وهي جامعة خاصة مرموقة تقع في هانوفر، نيو هامبشاير. كان أول رئيس من أصل آسيوي للكلية. خلال فترة ولايته، ركز على تحسين الوصول إلى التعليم العالي للطلاب من خلفيات متنوعة وتعزيز البحث والابتكار.
أطلق كيم أيضًا مبادرات لتعزيز الاستدامة البيئية وتعزيز المشاركة العالمية في دارتموث. لقد سعى إلى جعل الكلية أكثر شمولاً وتنوعًا، وعمل على تحسين العلاقات مع الخريجين وأفراد المجتمع.
رئاسة البنك الدولي
في عام 2012، تم ترشيح كيم من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئاسة البنك الدولي. تم انتخابه بالإجماع من قبل المجلس التنفيذي للبنك، وتولى منصبه في 1 يوليو 2012. كان أول طبيب ورجل أكاديمي يترأس البنك الدولي.
خلال فترة ولايته كرئيس للبنك الدولي، ركز كيم على مكافحة الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك. لقد دعا إلى اتباع نهج جديد للتنمية يركز على الحلول القائمة على الأدلة والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
أطلق كيم عددًا من المبادرات الرئيسية، بما في ذلك:
- “القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030”: هدف طموح يهدف إلى خفض نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى أقل من 3% على مستوى العالم.
- “تعزيز الرخاء المشترك”: التركيز على تحسين الدخل والرفاهية لأفقر 40% من السكان في كل بلد.
- “مجموعة البنك الدولي 2.0”: مبادرة لإعادة هيكلة البنك وجعله أكثر استجابة لاحتياجات البلدان النامية.
- “نافذة القطاع الخاص”: آلية جديدة لتعبئة استثمارات القطاع الخاص في مشاريع التنمية.
واجه كيم أيضًا انتقادات خلال فترة ولايته كرئيس للبنك الدولي. اتهمه البعض بإدارة البنك من أعلى إلى أسفل وعدم كفاية التشاور مع الموظفين. كما تعرض لانتقادات بسبب تركيزه على المشاريع الكبيرة والبنية التحتية بدلاً من البرامج الصغيرة التي تركز على الفقراء.
استقال كيم من منصبه كرئيس للبنك الدولي في 1 فبراير 2019، قبل ثلاث سنوات من نهاية ولايته. وذكر أنه كان ينتقل إلى منصب في شركة تركز على الاستثمار في البنية التحتية في البلدان النامية.
إنجازاته وجوائزه
حصل جيم يونغ كيم على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لعمله في مجال الصحة العامة والتنمية الدولية، بما في ذلك:
- منحة ماك آرثر (2003)
- جائزة ويلدون (2006)
- جائزة هيلين كيلر (2010)
- الدكتوراه الفخرية من جامعة ييل (2010)
يعتبر كيم شخصية مؤثرة في مجال الصحة العالمية والتنمية الدولية. لقد كان مدافعًا قويًا عن حقوق المرضى والمساواة في الحصول على الرعاية الصحية، وعمل بلا كلل لمكافحة الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك.
حياته الشخصية
جيم يونغ كيم متزوج من يونيس كيم، ولديهما ولدان. يجيد اللغة الكورية والإنجليزية والإسبانية.
خاتمة
جيم يونغ كيم هو طبيب بشري وعالم أنثروبولوجيا أمريكي كوري جنوبي، اشتهر بعمله في مجال الصحة العالمية والتنمية الدولية. شغل منصب رئيس البنك الدولي، وقبل ذلك كان رئيسًا لكلية دارتموث، ولعب دورًا رئيسيًا في منظمة الصحة العالمية. يُعرف كيم بدفاعه عن حقوق المرضى ومكافحة الفقر، وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإنجازاته.