<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد أوتيس تشارلز في نورسي بولاية مينيسوتا، ونشأ في مزرعة صغيرة خلال فترة الكساد الكبير. هذه التجربة المبكرة شكلت قيمه وأثرت على التزامه بالعدالة الاجتماعية والمساواة. حصل على درجة البكالوريوس من كلية كارلتون في عام 1948، ثم التحق بمدرسة اللاهوت الأسقفية في كامبريدج بولاية ماساتشوستس، حيث حصل على درجة الماجستير في اللاهوت عام 1951.
الخدمة الكهنوتية المبكرة
بعد تخرجه من مدرسة اللاهوت، تم رسامة تشارلز شماسًا في يونيو 1951 وكاهنًا في ديسمبر من نفس العام. بدأ خدمته الكهنوتية في أبرشية سانت جون في مينيسوتا، حيث عمل كقس مساعد. ثم انتقل إلى كاليفورنيا، حيث شغل منصب قس في كنيسة المسيح في بورتولا فالي. خلال فترة وجوده في كاليفورنيا، انخرط تشارلز في العديد من القضايا الاجتماعية، بما في ذلك حركة الحقوق المدنية وحركة السلام.
الأسقفية في يوتا
في عام 1971، انتخب أوتيس تشارلز أسقفًا للأبرشية الأسقفية في ولاية يوتا. كان انتخابه بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ الأبرشية، حيث كان يُنظر إليه على أنه شخصية تقدمية وملتزمة بالعدالة الاجتماعية. خلال فترة ولايته كأسقف، عمل تشارلز على تعزيز الحوار بين الأديان، ودعم حقوق الأقليات، ودافع عن حقوق المرأة في الكنيسة.
واجه تشارلز العديد من التحديات خلال فترة ولايته كأسقف، بما في ذلك الانقسامات الداخلية حول قضايا مثل رسامة النساء والمثليين. ومع ذلك، تمكن من الحفاظ على وحدة الأبرشية ومواصلة المضي قدمًا في جدول أعماله التقدمي.
دعم حقوق المثليين
أصبح أوتيس تشارلز شخصية بارزة في النضال من أجل حقوق المثليين في الكنيسة الأسقفية. في عام 1993، أعلن تشارلز علنًا عن مثليته الجنسية، مما جعله أول أسقف مثلي الجنس علنًا في الكنيسة الأسقفية. كان هذا الإعلان بمثابة خطوة جريئة ومثيرة للجدل، لكنه لاقى استحسانًا واسع النطاق من قبل المدافعين عن حقوق المثليين.
بعد خروجه، أصبح تشارلز مدافعًا صريحًا عن حقوق المثليين في الكنيسة والمجتمع. سافر على نطاق واسع للتحدث عن تجربته ودعوة الكنيسة إلى أن تكون أكثر ترحيباً وشمولية للمثليين. كان تشارلز أيضًا عضوًا مؤسسًا في حركة “Integrity”، وهي منظمة تدافع عن حقوق المثليين في الكنيسة الأسقفية.
أثار موقف تشارلز المؤيد لحقوق المثليين جدلاً كبيرًا داخل الكنيسة الأسقفية. عارضه العديد من المحافظين الذين اعتقدوا أن المثلية الجنسية تتعارض مع الكتاب المقدس والتقاليد الكنسية. ومع ذلك، تمكن تشارلز من الحفاظ على دعمه من قبل العديد من العلمانيين ورجال الدين الذين اعتقدوا أن الكنيسة يجب أن تكون شاملة للجميع، بغض النظر عن ميولهم الجنسية.
التقاعد والإرث
تقاعد أوتيس تشارلز من منصبه كأسقف لولاية يوتا في عام 1996. بعد تقاعده، واصل نشاطه في العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية. عمل في مجالس إدارة العديد من المنظمات غير الربحية، بما في ذلك الصندوق الوطني للمثليين. كما كتب وتحدث على نطاق واسع عن قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة.
توفي أوتيس تشارلز في 26 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 87 عامًا. ترك وراءه إرثًا من النشاط والقيادة والالتزام بالعدالة الاجتماعية. يُذكر تشارلز لجرأته في الدفاع عن حقوق المثليين ولعمله في جعل الكنيسة الأسقفية أكثر ترحيباً وشمولية للجميع.
مساهماته الأخرى
بالإضافة إلى عمله في مجال حقوق المثليين، ساهم أوتيس تشارلز في مجالات أخرى مختلفة. كان مدافعًا قويًا عن الحوار بين الأديان، وعمل على بناء علاقات مع قادة من مختلف التقاليد الدينية. كما كان ملتزمًا بالتعليم، وعمل في مجالس إدارة العديد من المدارس والكليات.
كان تشارلز أيضًا مؤلفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك اللاهوت والعدالة الاجتماعية وحقوق المثليين. كان كتابه “خروج: قصة أسقف مثلي الجنس” مذكرات شخصية مؤثرة تروي رحلته من الخوف والخجل إلى القبول والفخر.
حصل أوتيس تشارلز على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله. تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات غير الربحية والمجتمعات الدينية لالتزامه بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
تأثيره على الكنيسة الأسقفية
كان لأوتيس تشارلز تأثير عميق على الكنيسة الأسقفية. تحدى الكنيسة لمواجهة قضايا صعبة مثل المثلية الجنسية والعدالة الاجتماعية. كما ألهم الكنيسة لتكون أكثر ترحيباً وشمولية لجميع الناس، بغض النظر عن خلفيتهم أو ميولهم الجنسية.
كان لإعلان تشارلز عن مثليته الجنسية تأثير كبير على الكنيسة الأسقفية. ساعد في فتح حوار حول المثلية الجنسية وأدى في النهاية إلى قرار الكنيسة بالسماح بزواج المثليين. كان لعمل تشارلز أيضًا تأثير كبير على حركة حقوق المثليين بشكل عام. ألهم الآخرين للخروج والدفاع عن حقوقهم.
خاتمة
كان إي. أوتيس تشارلز شخصية بارزة في الكنيسة الأسقفية والمجتمع الأمريكي. كان أسقفًا ملتزمًا بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ومدافعًا صريحًا عن حقوق المثليين. تحدى الكنيسة لمواجهة قضايا صعبة وألهمها لتكون أكثر ترحيباً وشمولية لجميع الناس. ترك إرثًا دائمًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.