<![CDATA[
تطوير W79
بدأ تطوير قذيفة المدفعية الذرية W79 في أوائل السبعينيات كبديل لقذيفة W48 الموجودة. كان الهدف هو إنتاج سلاح أكثر أمانًا وموثوقية وله قوة نيران أكبر. تم تصميم W79 في مختبر لوس ألاموس الوطني، ودخل الإنتاج في عام 1976.
كانت W79 تصميمًا متغير الغلة، مما يعني أنه يمكن تعديل قوتها النيرانية قبل إطلاقها. تراوحت القوة النيرانية من 0.1 كيلوطن إلى 1.1 كيلوطن. تم تصميم W79 لاستخدامها ضد مجموعة متنوعة من الأهداف، بما في ذلك القوات والمدرعات والبنية التحتية.
تم إنتاج نوعان رئيسيان من W79:
- W79 Mod 0: هذا النموذج كان له قوة نيرانية قصوى تبلغ 1.1 كيلوطن.
- W79 Mod 1: هذا النموذج كان له قوة نيرانية قصوى تبلغ 0.8 كيلوطن وتم تصميمه لتقليل “الآثار الجانبية”.
تصميم W79
اعتمد تصميم W79 على مبادئ الاندماج النووي المعزز، حيث يتم استخدام كمية صغيرة من وقود الاندماج (الديوتيريوم والتريتيوم) لزيادة كفاءة الانشطار. يتكون الجهاز من قلب انشطاري محاط بقشرة من مادة ناسفة تقليدية. عند التفجير، تضغط المادة الناسفة التقليدية على القلب الانشطاري، مما يتسبب في حدوث تفاعل متسلسل. الحرارة والضغط الناتجين عن الانشطار يشعلان وقود الاندماج، مما ينتج عنه عدد أكبر من النيوترونات، وبالتالي يزيد من كفاءة الانشطار.
تعتبر W79 تصميمًا آمنًا نسبيًا. كان لديها العديد من ميزات السلامة المصممة لمنع التفجير العرضي. على سبيل المثال، كان لدى W79 نظام أمان بيئي (EAS) يتطلب إدخال سلسلة من الرموز الصحيحة قبل أن يتم تسليح السلاح. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى W79 نظام إبطال القفل المصمم لمنع السلاح من التفجير في حالة نشوب حريق أو حادث آخر.
نشر W79
تم نشر W79 في أوروبا وكوريا الجنوبية. كان الهدف هو ردع الاتحاد السوفيتي وحلفائه من شن هجوم على أوروبا الغربية أو كوريا الجنوبية. تم تخزين W79 في مواقع آمنة، وكان سيتم استخدامها فقط في حالة نشوب حرب.
تم نشر W79 مع وحدات المدفعية التابعة للجيش الأمريكي. تم تدريب هذه الوحدات على استخدام W79، وكانت لديها البروتوكولات والإجراءات اللازمة لتخزين ونقل وتسليح السلاح.
إزالة W79 من الخدمة
تم سحب W79 من الخدمة في عام 1992 كجزء من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية التكتيكية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. تم تفكيك W79، وتم تخزين المواد الانشطارية في مكان آمن.
كان قرار سحب W79 من الخدمة مثيرًا للجدل. جادل البعض بأن W79 كان رادعًا مهمًا ضد العدوان السوفيتي. وقال آخرون إن W79 غير ضروري ويمكن الاستغناء عنه.
بغض النظر عن الآراء المختلفة، فقد تم تفكيك W79، ولم تعد جزءًا من الترسانة النووية للولايات المتحدة.
الجدل المحيط بـ W79
كانت قذيفة المدفعية الذرية W79 موضوعًا للعديد من الجدل طوال تاريخها. بعض القضايا الرئيسية هي:
- السلامة: أثار البعض مخاوف بشأن سلامة W79، مشيرين إلى أنها سلاح نووي يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة إذا تم استخدامه.
- الأخلاق: جادل البعض بأن استخدام الأسلحة النووية غير أخلاقي، بغض النظر عن الظروف.
- الانتشار: أعرب البعض عن قلقهم من أن انتشار الأسلحة النووية يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في العالم.
على الرغم من هذه المخاوف، دافع البعض عن استخدام W79 كرادع ضد العدوان السوفيتي. وقالوا إن W79 كان ضروريًا لحماية أوروبا الغربية وكوريا الجنوبية من هجوم سوفيتي.
الآثار المترتبة على W79
كان لتطوير ونشر W79 عدد من الآثار الهامة:
- الردع: كان يُنظر إلى W79 كرادع مهم ضد العدوان السوفيتي.
- تطوير الأسلحة: ساهم تطوير W79 في تطوير أسلحة نووية أخرى.
- العلاقات الدولية: كان لنشر W79 تأثير كبير على العلاقات الدولية، وخاصة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
لقد تركت W79 إرثًا معقدًا. لقد كان سلاحًا مثيرًا للجدل، لكنه لعب أيضًا دورًا مهمًا في تاريخ الحرب الباردة.
تفاصيل فنية
فيما يلي بعض التفاصيل الفنية حول قذيفة المدفعية الذرية W79:
- الطول: 34.5 بوصة (876 ملم)
- القطر: 7.9 بوصة (201 ملم)
- الوزن: 185 رطلاً (84 كجم)
- القوة النيرانية: 0.1-1.1 كيلوطن
- المدى: يصل إلى 14 ميلاً (23 كم) اعتمادًا على المدفعية المستخدمة.
تم تصميم W79 ليتم إطلاقه من مدافع هاوتزر عيار 8 بوصات (203 ملم) مثل M110.
W79 في الثقافة الشعبية
ظهرت قذيفة المدفعية الذرية W79 في عدد قليل من الأفلام والبرامج التلفزيونية، غالبًا كرمز لخطر الحرب النووية. على الرغم من أنها ليست موضوعًا شائعًا في الثقافة الشعبية، إلا أنها تظل تذكيرًا بالقدرة التدميرية للأسلحة النووية.
خاتمة
كانت قذيفة المدفعية الذرية W79 سلاحًا نوويًا تم تطويره ونشره من قبل الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. تم تصميمه ليتم إطلاقه من مدافع هاوتزر عيار 8 بوصات، وكان لديه قوة نيرانية قابلة للتعديل. تم سحب W79 من الخدمة في عام 1992 كجزء من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية التكتيكية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. على الرغم من أنها لم تعد جزءًا من الترسانة النووية للولايات المتحدة، إلا أن W79 تظل تذكيرًا بخطر الحرب النووية وتطور الأسلحة النووية.