التصميم والتطوير
بدأ تطوير الجلوستر جيمكوك في منتصف العشرينات من القرن الماضي استجابةً لطلب سلاح الجو الملكي لطائرة مقاتلة قادرة على التفوق في القتال الجوي. اعتمد التصميم بشكل كبير على طائرة جلوستر جريبهوند الناجحة، ولكن مع إدخال تحسينات كبيرة على الديناميكا الهوائية والمحرك.
كان الهدف الرئيسي هو تحسين معدل الصعود والقدرة على المناورة مقارنة بالجريبهوند. لتحقيق ذلك، تم تقليل وزن الطائرة وتعديل تصميم الجناحين. بالإضافة إلى ذلك، تم استبدال المحرك القديم بمحرك بريستول جوبيتر الأكثر قوة.
تم بناء أول نموذج أولي في عام 1925، وسرعان ما أظهرت الاختبارات الأولية تحسنًا ملحوظًا في الأداء. ومع ذلك، واجهت الطائرة بعض المشكلات المتعلقة بموثوقية المحرك، مما أدى إلى تأخير دخولها الخدمة.
على الرغم من هذه المشكلات، استمرت جلوستر في تطوير الجيمكوك، وتم إدخال تحسينات تدريجية على المحرك وأنظمة الطائرة الأخرى. في النهاية، تم قبول الجيمكوك في الخدمة في سلاح الجو الملكي في عام 1926.
المواصفات الفنية
تميزت الجلوستر جيمكوك بالمواصفات التالية:
- الطول: 6.07 متر
- باع الجناح: 8.99 متر
- الارتفاع: 2.92 متر
- مساحة الجناح: 24.4 متر مربع
- الوزن فارغة: 907 كجم
- الوزن الإجمالي: 1384 كجم
- المحرك: محرك بريستول جوبيتر VI شعاعي، بقوة 420 حصان
الأداء
بفضل محركها القوي وتصميمها الديناميكي الهوائي المحسن، حققت الجلوستر جيمكوك أداءً جيدًا في الجو:
- السرعة القصوى: 245 كم/ساعة
- مدى الطيران: 451 كم
- سقف الخدمة: 7315 متر
- معدل الصعود: 8.1 متر/ثانية
التسليح
كانت الجلوستر جيمكوك مسلحة بمدفعين رشاشين من طراز فيكرز عيار 7.7 ملم، مثبتين في مقدمة الطائرة ويطلقان عبر القرص الدوار للمروحة.
الخدمة التشغيلية
دخلت الجلوستر جيمكوك الخدمة في سلاح الجو الملكي في عام 1926، وتم استخدامها بشكل أساسي كوحدة اعتراضية وكمقاتلة نهارية. خدمت الطائرة في عدد من الوحدات، بما في ذلك الأسراب رقم 3 و 17 و 19 و 23 و 25 و 29 و 41 و 43 و 54 و 56 و 60.
على الرغم من أنها كانت تعتبر طائرة قادرة، إلا أن الجيمكوك عانت من بعض المشكلات، خاصة فيما يتعلق بموثوقية المحرك. تسببت هذه المشكلات في عدد من الحوادث، مما أدى إلى تقليل ثقة الطيارين في الطائرة.
بالإضافة إلى الخدمة في سلاح الجو الملكي، تم تصدير الجيمكوك أيضًا إلى فنلندا، حيث خدمت في القوات الجوية الفنلندية. استخدم الفنلنديون الجيمكوك في عدد من المهام، بما في ذلك الاعتراض والاستطلاع.
تم سحب الجلوستر جيمكوك تدريجيًا من الخدمة في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن الماضي، وتم استبدالها بطائرات أكثر حداثة.
النسخ والتحويرات
تم إنتاج عدد قليل من النسخ والتحويرات من الجلوستر جيمكوك، بما في ذلك:
- Gamecock I: النسخة الأصلية التي خدمت في سلاح الجو الملكي.
- Gamecock II: نسخة محسنة مع تعديلات على المحرك وأنظمة الطائرة.
- Gamecock III: نسخة تجريبية مع جناحين مختلفين.
- افرو جيمكوك: نسخة مرخصة تم بناؤها بواسطة افرو.
المشغلون
- المملكة المتحدة
- سلاح الجو الملكي
- فنلندا
- القوات الجوية الفنلندية
الحوادث البارزة
على الرغم من تاريخها القصير نسبيًا، شهدت الجلوستر جيمكوك عددًا من الحوادث البارزة، بما في ذلك:
- في عام 1927، تحطمت طائرة جيمكوك تابعة لسلاح الجو الملكي أثناء عرض جوي، مما أسفر عن مقتل الطيار.
- في عام 1928، تحطمت طائرة جيمكوك تابعة للقوات الجوية الفنلندية أثناء مهمة تدريبية، مما أسفر عن مقتل الطيار.
- في عام 1929، تحطمت طائرة جيمكوك تابعة لسلاح الجو الملكي بسبب عطل في المحرك، مما أسفر عن إصابة الطيار بجروح خطيرة.
أدت هذه الحوادث، جنبًا إلى جنب مع المشكلات المستمرة المتعلقة بموثوقية المحرك، إلى تقليل ثقة الطيارين في الجيمكوك وتسريع عملية استبدالها.
الأهمية التاريخية
على الرغم من خدمتها القصيرة نسبيًا، لعبت الجلوستر جيمكوك دورًا مهمًا في تطوير الطائرات المقاتلة البريطانية. ساهمت الطائرة في تطوير تقنيات جديدة وتحسين الأداء العام للطائرات المقاتلة.
كما ساعدت الجيمكوك في تدريب جيل جديد من الطيارين البريطانيين، الذين لعبوا فيما بعد دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من عيوبها، تظل الجلوستر جيمكوك طائرة مهمة في تاريخ الطيران البريطاني، وتستحق أن نتذكرها لابتكاراتها ومساهماتها في تطوير الطائرات المقاتلة.
خاتمة
كانت الجلوستر جيمكوك طائرة مقاتلة ذات سطحين، خدمت في سلاح الجو الملكي والقوات الجوية الفنلندية في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن الماضي. تميزت الطائرة بقدرتها على المناورة وقوتها، ولكنها عانت أيضًا من بعض المشكلات المتعلقة بموثوقية المحرك. على الرغم من خدمتها القصيرة نسبيًا، لعبت الجيمكوك دورًا مهمًا في تطوير الطائرات المقاتلة البريطانية.