نشأته وتعليمه
ولد جيفري رويل في 13 فبراير 1943. تلقى تعليمه في كلية وينشستر، وهي مدرسة مستقلة مرموقة للفتيان في وينشستر، هامبشاير. بعد ذلك، درس اللاهوت في كلية كيبيل بجامعة أكسفورد، وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب (BA)، والتي تمت ترقيتها لاحقًا إلى درجة الماجستير في الآداب (MA). استمر في دراسته في كلية سانت ستيفن هاوس، وهي كلية لاهوتية أنجليكانية تقع أيضًا في أكسفورد، استعدادًا للخدمة الكهنوتية.
حياته الكهنوتية المبكرة
بدأ رويل خدمته الكهنوتية بعد رسامته شماسًا في عيد القديس متى (21 سبتمبر) 1969، على يد آرثر هاميلتون، أسقف سالزبوري، في كاتدرائية سالزبوري. في العام التالي، رُسم كاهنًا في عيد القديس متى (21 سبتمبر) 1970، من قبل نفس الأسقف، في نفس الكاتدرائية. كانت أول وظيفة له كقس مساعد في أبرشية القديس توما، سالزبوري، من عام 1969 إلى عام 1972. ثم انتقل إلى أكسفورد حيث عمل كقس ومحاضر في كلية كيبيل من عام 1972 إلى عام 1981. خلال هذه الفترة، كان أيضًا قيّمًا على كنيسة القديس فيليب والقديس يعقوب، أكسفورد، من عام 1975 إلى عام 1981.
أدواره الأكاديمية والكنسية اللاحقة
بعد فترة عمله في أكسفورد، شغل رويل منصب عميد وزميل في كلية بيمبروك، أكسفورد، من عام 1981 إلى عام 1994. خلال هذه الفترة، كان أيضًا أستاذًا للاهوت في جامعة أكسفورد. بالإضافة إلى ذلك، عمل كقس فخري لكاتدرائية كرايست تشيرش، أكسفورد، من عام 1991 إلى عام 1994.
أسقف باسينجستوك
في عام 1994، تم تعيين رويل أسقفًا لباسينجستوك، وهو منصب أسقفي مساعد في أبرشية وينشستر. شغل هذا المنصب حتى عام 2001. خلال فترة ولايته، كان نشطًا في إدارة الأبرشية ورعاية الكهنة والرعايا.
أسقف جبل طارق في أوروبا
في عام 2001، تم انتخاب رويل أسقفًا لجبل طارق في أوروبا، وهو المنصب الذي يشرف على الكنائس الأنجليكانية في جميع أنحاء أوروبا القارية، باستثناء المملكة المتحدة وأيرلندا. تم تأكيد انتخابه في 29 نوفمبر 2001، وشغل هذا المنصب حتى تقاعده في عام 2013. خلال فترة ولايته كأسقف، واجه تحديات فريدة من نوعها نظرًا لتنوع الأبرشية الجغرافي والثقافي واللغوي. لعب دورًا حيويًا في الحفاظ على وحدة الأبرشية وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة.
إسهاماته اللاهوتية والأكاديمية
كان جيفري رويل عالمًا لاهوتيًا ومؤرخًا مرموقًا. نشر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك اللاهوت الأنجليكاني، وتاريخ الكنيسة، والروحانية المسيحية. كان معروفًا بشكل خاص بعمله في حركة أكسفورد، وهي حركة إصلاحية داخل كنيسة إنجلترا في القرن التاسع عشر. كان أيضًا خبيرًا في اللاهوت الليبرالي الكلاسيكي. من بين مؤلفاته البارزة:
- The Liturgical Revision of 1689
- Hell and the Victorians
- The Vision of Unity
- Tradition Renewed: The Oxford Movement Conference Papers
بالإضافة إلى ذلك، شارك رويل في تحرير العديد من الكتب، وكان مساهمًا منتظمًا في المجلات والمنشورات الأكاديمية.
الآراء والمواقف
كان جيفري رويل شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان بسبب آرائه الليبرالية حول بعض القضايا اللاهوتية والاجتماعية. ومع ذلك، كان يحظى باحترام واسع النطاق لذكائه ونزاهته والتزامه بالحوار المسكوني. كان مدافعًا قويًا عن حقوق الأقليات والمهمشين، وكان ملتزمًا ببناء جسور بين مختلف الطوائف المسيحية والأديان الأخرى.
على سبيل المثال، كان رويل من المؤيدين المتحمسين لحقوق المثليين في الكنيسة. على الرغم من معارضة بعض المحافظين، فقد جادل بأن الكتاب المقدس يمكن تفسيره بطرق تدعم المساواة والشمولية. كما كان منفتحًا بشأن إيمانه بالتطور، وهو موقف يتعارض مع بعض الجماعات المسيحية الأصولية.
تقاعده ووفاته
تقاعد جيفري رويل من منصبه كأسقف لجبل طارق في أوروبا في عام 2013. بعد تقاعده، استمر في الكتابة والتدريس والمشاركة في الحياة الكنسية. توفي في 11 يونيو 2017، عن عمر يناهز 74 عامًا. أقيمت جنازته في كاتدرائية كرايست تشيرش، أكسفورد، ودفن في مقبرة وولفركوت، أكسفورد.
ترك رويل وراءه إرثًا كبيرًا من الإسهامات اللاهوتية والأكاديمية والكنسية. سيظل يُذكر كقائد مؤثر ورجل دين ملتزم ومفكر عميق.
تكريمه
تقديراً لخدمته المتميزة للكنيسة والمجتمع، حصل جيفري رويل على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك:
- دكتوراه في اللاهوت الفخرية من جامعة دي مونتفورت
- زميل فخري في كلية كيبيل، أكسفورد
خاتمة
كان جيفري رويل شخصية بارزة في الكنيسة الأنجليكانية، حيث شغل مناصب أسقفية مهمة وساهم بشكل كبير في اللاهوت وتاريخ الكنيسة. تميزت حياته بالالتزام بالخدمة الكنسية والعمل الأكاديمي، فضلاً عن الدفاع عن العدالة الاجتماعية والحوار المسكوني. ترك إرثاً غنياً سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.