<![CDATA[
التاريخ والتأسيس
يعود تاريخ الفوج المظلي الأجنبي الثاني إلى الحرب الهندية الصينية الأولى. تأسس في عام 1948 تحت اسم الكتيبة الثالثة المظلية الأجنبية (3e BEP). شاركت الكتيبة في معارك ضارية في الهند الصينية، واكتسبت سمعة طيبة بفضل شجاعتها ومهاراتها القتالية. في عام 1955، تم تغيير اسم الكتيبة إلى الفوج المظلي الأجنبي الثاني.
بعد انتهاء الحرب الهندية الصينية، شارك الفوج في حرب الجزائر، حيث لعب دورًا هامًا في مكافحة التمرد. خلال هذه الفترة، اكتسب الفوج سمعة مثيرة للجدل بسبب بعض التكتيكات التي استخدمها.
في السنوات اللاحقة، شارك الفوج في العديد من العمليات العسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم. وقد تم نشره في أماكن مثل تشاد ولبنان والكويت ويوغوسلافيا السابقة وأفغانستان.
التنظيم
يتكون الفوج المظلي الأجنبي الثاني من حوالي 1000 جندي وضابط. ويتألف من عدة سرايا قتالية وإدارية ولوجستية، بما في ذلك:
- سرية القيادة والخدمات (CCS): توفر الدعم الإداري واللوجستي للفوج.
- أربع سرايا قتالية (1re، 2e، 3e، 4e Cie): وهي الوحدات القتالية الرئيسية للفوج، وكل سرية متخصصة في نوع مختلف من القتال، مثل القتال في المناطق الحضرية أو القتال في الجبال.
- سرية الاستطلاع والدعم (CEA): توفر الاستطلاع والدعم الناري للفوج.
- سرية الاحتياط (5e Cie): تتكون من جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم للخدمة عند الحاجة.
التدريب
يخضع الجنود في الفوج المظلي الأجنبي الثاني لتدريب مكثف وصارم. ويشمل التدريب القفز بالمظلات والقتال اليدوي والرماية واستخدام الأسلحة المختلفة والتكتيكات العسكرية. كما يتلقى الجنود تدريبًا على البقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية والتعامل مع المواقف الصعبة.
يُعرف التدريب في الفيلق الأجنبي بشدة صرامته، ويهدف إلى إعداد الجنود للقتال في أي بيئة وتحت أي ظرف من الظروف. يتم التركيز على بناء روح الفريق والانضباط والقدرة على التحمل.
العمليات البارزة
شارك الفوج المظلي الأجنبي الثاني في العديد من العمليات العسكرية البارزة، بما في ذلك:
- حرب الهند الصينية الأولى (1948-1954): شارك الفوج في معارك ضارية في الهند الصينية، واكتسب سمعة طيبة بفضل شجاعته ومهاراته القتالية.
- حرب الجزائر (1954-1962): لعب الفوج دورًا هامًا في مكافحة التمرد، ولكن اكتسب سمعة مثيرة للجدل بسبب بعض التكتيكات التي استخدمها.
- عملية بونيت (1978): تم إرسال الفوج إلى زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا) لإنقاذ الرهائن الأوروبيين المحاصرين في كولويزي.
- حرب الخليج (1990-1991): شارك الفوج في عملية عاصفة الصحراء، حيث ساهم في تحرير الكويت من الغزو العراقي.
- حرب أفغانستان (2001-2014): تم نشر الفوج في أفغانستان كجزء من القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف).
- عملية سيرفال (2013): شارك الفوج في العملية العسكرية الفرنسية في مالي لمكافحة الجماعات الإرهابية.
الشعار والتقاليد
شعار الفوج المظلي الأجنبي الثاني هو “الموت يأتي من السماء” (بالفرنسية: “More Majorum”). يعكس هذا الشعار الروح القتالية العالية للفوج واستعداده للموت في سبيل الواجب.
للفوج أيضًا العديد من التقاليد المميزة، بما في ذلك مسيرة “المرابطون” (بالفرنسية: “Le Boudin”)، وهي أغنية الفيلق الأجنبي الشهيرة التي يتم غناؤها أثناء المسيرات العسكرية.
التجهيزات والأسلحة
يتم تجهيز الفوج المظلي الأجنبي الثاني بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك:
- بنادق هجومية من طراز FAMAS و HK416.
- رشاشات خفيفة من طراز Minimi.
- قاذفات قنابل يدوية من طراز HK GMG.
- صواريخ مضادة للدبابات من طراز Milan و Eryx.
- مركبات مدرعة خفيفة من طراز VBL.
- مركبات نقل جنود من طراز VAB.
بالإضافة إلى ذلك، يتلقى الفوج دعمًا جويًا من القوات الجوية الفرنسية، بما في ذلك طائرات النقل وطائرات الهليكوبتر الهجومية.
السمعة والمكانة
يُعتبر الفوج المظلي الأجنبي الثاني أحد أكثر الوحدات النخبوية في الجيش الفرنسي. ويشتهر بمهاراته القتالية العالية وشجاعته وانضباطه. غالبًا ما يتم استدعاء الفوج لتنفيذ المهام الأكثر صعوبة وخطورة.
يتمتع الفوج بتاريخ حافل بالإنجازات، وقد شارك في العديد من العمليات العسكرية الهامة حول العالم. وقد اكتسب احترامًا وتقديرًا كبيرين من قبل الحلفاء والخصوم على حد سواء.
معايير القبول
القبول في الفوج المظلي الأجنبي الثاني ليس بالأمر السهل. يجب أن يكون المتقدمون بصحة جيدة ولياقة بدنية عالية، وأن يكونوا قادرين على تحمل التدريب الصارم والظروف القاسية. كما يجب أن يكونوا على استعداد للموت في سبيل الواجب.
يجب على المتقدمين أيضًا اجتياز سلسلة من الاختبارات البدنية والنفسية والطبية. يتم اختيار أفضل المتقدمين فقط للانضمام إلى الفوج.
خاتمة
الفوج المظلي الأجنبي الثاني هو وحدة نخبوية في الجيش الفرنسي، ويشتهر بتاريخه القتالي الحافل وشعاره المميز “الموت يأتي من السماء”. شارك الفوج في العديد من العمليات العسكرية الهامة حول العالم، واكتسب احترامًا وتقديرًا كبيرين. يتطلب الانضمام إلى الفوج لياقة بدنية وعقلية عالية، واستعدادًا للموت في سبيل الواجب. الفوج هو رمز للشجاعة والانضباط والتفاني في خدمة فرنسا.