مقدمة
أنيتا فاي هيل (ولدت في 30 يوليو 1956) هي محامية وأكاديمية ومؤلفة أمريكية. تشغل منصب أستاذة في السياسة الاجتماعية والقانون والمساواة بين الجنسين في جامعة برانديز.
اشتهرت هيل في عام 1991 عندما اتهمت القاضي آنذاك والمرشح للمحكمة العليا كلارنس توماس بالتحرش الجنسي أثناء عملها كمستشارة له في وزارة التعليم الأمريكية ولجنة تكافؤ فرص العمل (EEOC). أثارت شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ القضائية جدلاً وطنياً حول التحرش الجنسي، والسلطة، والعرق في أماكن العمل الأمريكية.
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت أنيتا فاي هيل في مزرعة في ولاية أوكلاهوما، وهي أصغر أبناء ألبرت وهيرما هيل الثلاثة عشر. تلقت تعليمها في مدارس عامة منفصلة عنصرياً حتى الصف الثامن. نشأت في كنف عائلة معمدانية متدينة.
حصلت هيل على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف من جامعة ولاية أوكلاهوما في عام 1977، وتخرجت من كلية الحقوق بجامعة ييل في عام 1980.
مسيرتها المهنية
بعد تخرجها من كلية الحقوق، عملت هيل كموظفة قضائية للقاضي أوليفر سي. سبييرز في محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة العاشرة. ثم عملت محامية خاصة في شركة المحاماة “والد، هاركنرود وروزي” في واشنطن العاصمة.
في عام 1983، انضمت هيل إلى وزارة التعليم الأمريكية كمستشارة مساعدة لحقوق الإنسان. وفي عام 1986، أصبحت مستشارة خاصة لرئيس لجنة تكافؤ فرص العمل، كلارنس توماس.
بعد مغادرتها لجنة تكافؤ فرص العمل، عملت هيل كأستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة أوكلاهوما. وفي عام 1989، انضمت إلى كلية الحقوق بجامعة برانديز كأستاذة مساعدة. حصلت على الترقية إلى أستاذة متفرغة في عام 1995.
تركز أبحاث هيل وكتاباتها على قضايا التمييز على أساس الجنس، والتحرش الجنسي، والعرق، والتعليم.
شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ القضائية
في عام 1991، رشح الرئيس جورج بوش الأب كلارنس توماس لعضوية المحكمة العليا للولايات المتحدة. خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، سربت معلومات إلى وسائل الإعلام تفيد بأن أنيتا هيل اتهمت توماس بالتحرش الجنسي أثناء عملها معه في وزارة التعليم ولجنة تكافؤ فرص العمل.
أُعيد استدعاء لجنة مجلس الشيوخ القضائية للاستماع إلى شهادة هيل. أدلت هيل بشهادتها تحت القسم، وروت بالتفصيل سلسلة من الحوادث التي وصفتها بأنها تحرش جنسي. وزعمت أن توماس أدلى بتعليقات ذات إيحاءات جنسية، وطلب منها الخروج معه، وعرض عليها صوراً إباحية.
نفى توماس هذه الاتهامات بشدة، واصفاً جلسات الاستماع بأنها “إعدام لينش عالي التقنية للأمريكيين السود الذين يفكرون بأنفسهم”.
كانت شهادة هيل مثيرة للجدل للغاية، وقسمت الرأي العام. أشاد بها البعض باعتبارها بطلة كشفت عن قضية التحرش الجنسي، بينما انتقدها آخرون لتقديمها اتهامات كاذبة.
بعد جلسات استماع مكثفة، صوت مجلس الشيوخ لتأكيد تعيين توماس في المحكمة العليا بفارق ضئيل.
تأثير شهادتها
على الرغم من أن توماس تم تأكيده في المحكمة العليا، إلا أن شهادة هيل كان لها تأثير عميق على المجتمع الأمريكي. أدت إلى زيادة الوعي بالتحرش الجنسي، وشجعت المزيد من النساء على التقدم للإبلاغ عن تجاربهن.
كما ساهمت شهادة هيل في زيادة عدد الشكاوى المقدمة إلى لجنة تكافؤ فرص العمل، وزيادة عدد القضايا المرفوعة أمام المحاكم المتعلقة بالتحرش الجنسي.
يعزو الكثيرون إلى شهادة هيل الفضل في تمهيد الطريق لحركة #MeToo، التي ظهرت في عام 2017 وفضحت سوء السلوك الجنسي من قبل الرجال الأقوياء في مختلف الصناعات.
كتبها ومؤلفاتها
- Speaking Truth to Power (1997): كتاب يروي تجربتها خلال جلسات الاستماع إلى ترشيح كلارنس توماس، ويحلل قضايا العرق والجنس والسلطة.
- Reimagining Equality: Stories of Gender, Race and Finding Home (2011): مجموعة من المقالات التي تستكشف تقاطع الجنس والعرق والطبقة في الولايات المتحدة.
- Believing: Our Thirty-Year Journey to End Gender Violence (2021): كتاب يتناول العنف الجنسي ضد المرأة، ويقدم تحليلاً شاملاً للتحديات والحلول.
الجوائز والتكريمات
حصلت أنيتا هيل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعملها في مجال الحقوق المدنية والمساواة بين الجنسين، بما في ذلك:
- جائزة “امرأة العام” من مجلة “السيدة” (Ms. Magazine).
- جائزة “ريتشيل كارسن” من جمعية “أودوبون الوطنية” (National Audubon Society).
- جائزة “بينجامين إي. مايز” من “الصندوق الوطني للكليات الزنجية المتحد” (United Negro College Fund).
- الدكتوراه الفخرية في القانون من العديد من الجامعات.
الحياة الشخصية
تزوجت أنيتا هيل من ريكاردو هيل في عام 1999. ليس لديهم أطفال.
تعيش هيل حالياً في أوكلاهوما وتواصل التدريس والكتابة والتحدث عن قضايا العدالة الاجتماعية.
مواقفها السياسية
تُعرف أنيتا هيل بآرائها الليبرالية وبتأييدها لحقوق المرأة والمساواة العرقية. انتقدت بشدة السياسات التي تعتبرها تمييزية أو غير عادلة.
في عام 2018، دعت إلى إجراء تحقيق في اتهامات الاعتداء الجنسي الموجهة إلى القاضي آنذاك والمرشح للمحكمة العليا بريت كافانو. كما دعت إلى مزيد من المساءلة عن سوء السلوك الجنسي في أماكن العمل.
انتقادات
واجهت أنيتا هيل انتقادات من بعض الأفراد والمنظمات، وخاصة من أولئك الذين أيدوا ترشيح كلارنس توماس للمحكمة العليا. اتهمها البعض بتقديم اتهامات كاذبة مدفوعة بدوافع سياسية. ومع ذلك، فقد دافع الكثيرون عن مصداقيتها وشجاعتها في التقدم للإبلاغ عن تجاربها.
أهمية شهادتها في حركة #MeToo
غالبًا ما يُنظر إلى شهادة أنيتا هيل في عام 1991 على أنها لحظة محورية في التاريخ الأمريكي، حيث أدت إلى زيادة الوعي بالتحرش الجنسي في مكان العمل. على الرغم من أن شهادتها لم تمنع تعيين كلارنس توماس في المحكمة العليا، إلا أنها ساعدت في تمهيد الطريق لحركة #MeToo، التي ظهرت في عام 2017. سلطت حركة #MeToo الضوء على انتشار التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي، وشجعت العديد من النساء على التقدم للإبلاغ عن تجاربهن.
تأثيرها المستمر
تظل أنيتا هيل شخصية مؤثرة في الولايات المتحدة. تستمر في التحدث علنًا عن قضايا العدالة الاجتماعية، وتلهم الآخرين للدفاع عن حقوقهم. يظل عملها في مجال مكافحة التحرش الجنسي والعنف الجنسي ذا أهمية بالغة اليوم كما كان في عام 1991.
خاتمة
أنيتا هيل شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي، اشتهرت بشهادتها في عام 1991 حول التحرش الجنسي من قبل كلارنس توماس. على الرغم من الجدل الذي أثارته شهادتها، إلا أنها ساهمت في زيادة الوعي بالتحرش الجنسي ولعبت دوراً هاماً في تمهيد الطريق لحركة #MeToo. تواصل هيل العمل في مجال الحقوق المدنية والمساواة بين الجنسين، وتظل مصدر إلهام للعديد من الأشخاص.