نبذة عن حياة محمد سعيد الحكيم
آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (1 فبراير 1936 – 3 سبتمبر 2021) مرجع ديني شيعي عراقي.
ولد السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف في الأول من شهر فبراير عام 1936، الموافق 29 شوال 1354 هـ. نشأ في بيت علم وفضل، فوالده هو السيد محمد علي الحكيم، أحد العلماء البارزين في النجف، وجده هو آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، أحد أبرز مراجع الدين في القرن العشرين.
تلقى السيد محمد سعيد الحكيم علومه الأولية في النجف، ثم التحق بالحوزة العلمية، حيث درس الفقه والأصول والحديث والتفسير على يد كبار العلماء، منهم جده السيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيد محمد باقر الصدر. وقد عرف عنه نبوغه وتفوقه في الدراسة، وسرعة بديهته، وقوة استيعابه.
بعد إكمال دراسته، بدأ السيد محمد سعيد الحكيم بالتدريس في الحوزة العلمية في النجف، وتخرج على يديه العديد من العلماء والفضلاء. كما تصدى للتأليف والتحقيق، وأصدر العديد من الكتب والرسائل في مختلف العلوم الإسلامية، والتي تميزت بالعمق والتحليل، والدقة والاستيعاب.
بعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي عام 1992، برز السيد محمد سعيد الحكيم كأحد أبرز مراجع الدين في النجف، واشتهر بالورع والتقوى، والزهد والتواضع، والحرص على مصالح المسلمين، والدفاع عن حقوقهم. وقد تعرض للاضطهاد والسجن في عهد نظام صدام حسين، ولكنه ظل ثابتاً على مواقفه، متمسكاً بمبادئه.
بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، لعب السيد محمد سعيد الحكيم دوراً هاماً في إعادة بناء العراق، وتعزيز الوحدة الوطنية، والحفاظ على السلم الأهلي. كما قام بدور كبير في دعم الحوزة العلمية في النجف، وتطويرها، وتوسيع نشاطها.
توفي السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف في الثالث من شهر سبتمبر عام 2021، الموافق 26 محرم 1443 هـ، عن عمر يناهز 85 عاماً. وقد شيع جثمانه في موكب مهيب، ودفن في الصحن الحيدري الشريف، وخلفه ابنه السيد رياض الحكيم.
نشأته ودراسته
نشأ السيد محمد سعيد الحكيم في أسرة علمية عريقة، مما ساهم في تكوينه العلمي والأخلاقي. كان جده، آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، مرجعاً دينياً كبيراً، وقدوة حسنة له. كما كان والده، السيد محمد علي الحكيم، عالماً فاضلاً، ومربياً حكيماً.
بدأ السيد محمد سعيد الحكيم دراسته في سن مبكرة، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف، حيث درس العلوم الدينية المختلفة، مثل الفقه والأصول والحديث والتفسير. وقد أظهر نبوغاً وتفوقاً في الدراسة، وسرعة بديهة، وقوة استيعاب.
تتلمذ السيد محمد سعيد الحكيم على يد كبار العلماء في الحوزة العلمية، منهم جده السيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيد محمد باقر الصدر. وقد استفاد من علمهم وفضلهم، واكتسب منهم الكثير من المعارف والمهارات.
تميز السيد محمد سعيد الحكيم بالجد والاجتهاد في الدراسة، والمثابرة والمواظبة على البحث والتحقيق. وكان يقضي معظم وقته في القراءة والكتابة، ومراجعة الدروس والمباحثات. وقد حصل على إجازات في الاجتهاد من كبار العلماء، مما يدل على بلوغه درجة عالية من العلم والمعرفة.
تدريسه ومؤلفاته
بعد إكمال دراسته، بدأ السيد محمد سعيد الحكيم بالتدريس في الحوزة العلمية في النجف. وقد عرف عنه أسلوبه المتميز في التدريس، وقدرته على تبسيط المفاهيم الصعبة، وتوضيح المسائل المعقدة. كما كان يتميز بالصبر والأناة، والتواضع واللين، مما جعله محبوباً من طلابه ومقدرًا من زملائه.
تخرج على يد السيد محمد سعيد الحكيم العديد من العلماء والفضلاء، الذين تبوؤوا مناصب مرموقة في الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية. وقد ساهموا في نشر العلم والمعرفة، وخدمة الدين والمجتمع.
بالإضافة إلى التدريس، تصدى السيد محمد سعيد الحكيم للتأليف والتحقيق، وأصدر العديد من الكتب والرسائل في مختلف العلوم الإسلامية. وقد تميزت مؤلفاته بالعمق والتحليل، والدقة والاستيعاب، والشمولية والإحاطة. وقد لاقت مؤلفاته رواجاً كبيراً في الأوساط العلمية والدينية، واستفاد منها الكثير من الباحثين والدارسين.
من أبرز مؤلفات السيد محمد سعيد الحكيم:
- منهاج الصالحين: وهو كتاب في الفقه، يعتبر من أهم الكتب الفقهية المعاصرة، وقد تميز بالدقة والوضوح، والشمولية والإحاطة.
- المحكم في أصول الفقه: وهو كتاب في أصول الفقه، يعتبر من أهم الكتب الأصولية المعاصرة، وقد تميز بالعمق والتحليل، والدقة والاستيعاب.
- شرح العروة الوثقى: وهو شرح على كتاب العروة الوثقى، وهو من أهم الكتب الفقهية، وقد تميز بالشرح الوافي، والتحليل الدقيق.
- المسائل المستحدثة: وهو كتاب في الفقه، يتناول المسائل الفقهية المستحدثة، والتي لم تكن موجودة في السابق، وقد تميز بالبحث والتحقيق، والاجتهاد والاستنباط.
- فقه القضاء: وهو كتاب في الفقه، يتناول أحكام القضاء، وشروطه، وإجراءاته، وقد تميز بالدقة والوضوح، والشمولية والإحاطة.
مرجعيته وزعامته
بعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي عام 1992، برز السيد محمد سعيد الحكيم كأحد أبرز مراجع الدين في النجف. وقد عرف عنه الورع والتقوى، والزهد والتواضع، والحرص على مصالح المسلمين، والدفاع عن حقوقهم.
حظي السيد محمد سعيد الحكيم بشعبية كبيرة في الأوساط الدينية والشعبية، واعتبره الكثيرون مرجعاً دينياً وقائداً روحياً. وقد استطاع بحكمته وحنكته، أن يحافظ على وحدة الصف الإسلامي، ويمنع الفتنة والشقاق.
تعرض السيد محمد سعيد الحكيم للاضطهاد والسجن في عهد نظام صدام حسين، ولكنه ظل ثابتاً على مواقفه، متمسكاً بمبادئه. وقد رفض التعاون مع النظام، ودعا إلى مقاومته، وإسقاطه.
بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، لعب السيد محمد سعيد الحكيم دوراً هاماً في إعادة بناء العراق، وتعزيز الوحدة الوطنية، والحفاظ على السلم الأهلي. كما قام بدور كبير في دعم الحوزة العلمية في النجف، وتطويرها، وتوسيع نشاطها.
كان السيد محمد سعيد الحكيم حريصاً على التواصل مع المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتلبية احتياجاتهم، وحل مشاكلهم. وقد أرسل العديد من وكلائه وممثليه إلى مختلف البلدان، للإشراف على المشاريع الخيرية، وتقديم المساعدات الإنسانية.
مواقفه وآراؤه
كان للسيد محمد سعيد الحكيم مواقف وآراء واضحة في مختلف القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية. وقد عبر عنها بكل صراحة ووضوح، دون خوف أو تردد. ومن أبرز مواقفه وآرائه:
- الوحدة الإسلامية: كان السيد محمد سعيد الحكيم حريصاً على الوحدة الإسلامية، ويدعو إلى نبذ الخلاف والشقاق، والتعاون والتآخي بين المسلمين.
- مقاومة الظلم والاستبداد: كان السيد محمد سعيد الحكيم يدعو إلى مقاومة الظلم والاستبداد، والدفاع عن حقوق الإنسان، والوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين.
- الاهتمام بالشباب: كان السيد محمد سعيد الحكيم يهتم بالشباب، ويدعو إلى تربيتهم تربية إسلامية صحيحة، وتأهيلهم لتحمل المسؤولية، وخدمة الدين والمجتمع.
- المرأة في الإسلام: كان السيد محمد سعيد الحكيم يرى أن الإسلام كرم المرأة، وأعطاها حقوقها كاملة، ويدعو إلى احترامها، وتقديرها، وتمكينها من القيام بدورها في المجتمع.
- الحوار والتسامح: كان السيد محمد سعيد الحكيم يدعو إلى الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات، والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم.
وفاته
توفي السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف في الثالث من شهر سبتمبر عام 2021، الموافق 26 محرم 1443 هـ، عن عمر يناهز 85 عاماً. وقد شيع جثمانه في موكب مهيب، ودفن في الصحن الحيدري الشريف، وخلفه ابنه السيد رياض الحكيم.
وقد نعى العديد من العلماء والفضلاء والمسؤولين والشخصيات الاجتماعية السيد محمد سعيد الحكيم، وأشادوا بفضله وعلمه وتقواه، ودوره في خدمة الدين والمجتمع.
اعتبرت وفاة السيد محمد سعيد الحكيم خسارة كبيرة للعالم الإسلامي، وفقداناً لعالم جليل، ومرجع ديني كبير. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
خاتمة
كان السيد محمد سعيد الحكيم مرجعاً دينياً بارزاً، وعالماً جليلاً، وقائداً روحياً ملهماً. ترك بصمة واضحة في تاريخ العراق والعالم الإسلامي، وأثرى الفكر الإسلامي بمؤلفاته وتحقيقاته. سيبقى ذكره خالداً في قلوب المسلمين، وستظل أعماله نبراساً يضيء لهم الطريق.