<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد فرانتيسك تـُوما في كوستيليتس ناد أورليتسي، وهي بلدة صغيرة في بوهيميا (جمهورية التشيك حاليًا). تلقى تعليمه الموسيقي المبكر في دير بندكتيني في رايغراد، حيث درس الغناء والعزف على آلات مختلفة. أظهر تـُوما موهبة استثنائية في الموسيقى منذ صغره، وسرعان ما أصبح عازفًا ماهرًا على الأرغن والكمان.
في عام 1722، انتقل تـُوما إلى براغ لمواصلة دراسته الموسيقية. درس هناك مع يوهان يوسف فوكس، المؤلف الموسيقي النمساوي الشهير الذي كان يشغل منصب قائد الأوركسترا الإمبراطورية في فيينا. كان فوكس معلمًا صارمًا ومحترمًا، وكان له تأثير كبير على أسلوب تـُوما الموسيقي. تحت إشراف فوكس، درس تـُوما التأليف الموسيقي والكونترابنكت، وتعمق في فهمه لنظرية الموسيقى.
حياته المهنية
بعد الانتهاء من دراسته مع فوكس، بدأ تـُوما مسيرته المهنية كموسيقي في فيينا. في عام 1731، تم تعيينه قائدًا للأوركسترا في كنيسة القديس ليوبولد في فيينا. شغل تـُوما هذا المنصب لمدة 19 عامًا، وخلال هذه الفترة ألف العديد من الأعمال الموسيقية للكنيسة، بما في ذلك القداسات والتراتيل والكونشيرتو.
في عام 1741، تم تعيين تـُوما أيضًا عازفًا على آلة الكمان في الأوركسترا الإمبراطورية في فيينا. كان هذا المنصب المرموق شهادة على موهبته وقدراته الموسيقية. عمل تـُوما في الأوركسترا الإمبراطورية لمدة 18 عامًا، وعزف تحت قيادة العديد من المؤلفين الموسيقيين المشهورين، بمن فيهم الإمبراطور جوزيف الأول نفسه، الذي كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا.
في عام 1750، تقاعد تـُوما من منصبه كقائد للأوركسترا في كنيسة القديس ليوبولد، لكنه استمر في العمل كعازف كمان في الأوركسترا الإمبراطورية حتى عام 1759. بعد تقاعده من الأوركسترا الإمبراطورية، كرس تـُوما نفسه للتأليف الموسيقي. ألف العديد من الأعمال الموسيقية في هذه الفترة، بما في ذلك السيمفونيات والكونشيرتو والموسيقى الحجرية.
أعماله الموسيقية
ترك تـُوما إرثًا موسيقيًا كبيرًا يتضمن مجموعة متنوعة من الأنواع الموسيقية. تشمل أعماله:
- القداسات: ألف تـُوما العديد من القداسات، بما في ذلك قداس “ميزا سولينيس” (Missa Solemnis) وقداس “ميزا ريكويم” (Missa Requiem). تتميز قداسات تـُوما بأسلوبها الكونترابنكتي المعقد واستخدامها المبتكر للهارموني.
- التراتيل: ألف تـُوما أيضًا العديد من التراتيل، بما في ذلك ترتيلة “تي ديوم” (Te Deum) وترتيلة “ستابات ماتر” (Stabat Mater). تتميز تراتيل تـُوما بطابعها الغنائي والتعبيري.
- الكونشيرتو: ألف تـُوما العديد من الكونشيرتو، بما في ذلك كونشيرتو للكمان وكونشيرتو للتشيلو وكونشيرتو للأوبوا. تتميز كونشيرتو تـُوما بأسلوبها البارع واستعراضها للقدرات التقنية للعازفين المنفردين.
- السيمفونيات: ألف تـُوما عددًا قليلاً من السيمفونيات، لكنها تعتبر من بين أفضل أعماله. تتميز سيمفونيات تـُوما بأسلوبها الدرامي واستخدامها المبتكر للأوركسترا.
- الموسيقى الحجرية: ألف تـُوما العديد من المقطوعات الموسيقية الحجرية، بما في ذلك الرباعيات الوترية والخماسيات الوترية. تتميز الموسيقى الحجرية لتـُوما بأسلوبها الأنيق والرقيق.
تتميز موسيقى تـُوما بأسلوبها الكونترابنكتي المعقد واستخدامها المبتكر للهارموني. كان تـُوما أيضًا سيدًا في التعبير عن المشاعر العميقة من خلال الموسيقى. غالبًا ما تتميز أعماله بطابعها الدرامي والعاطفي.
تأثيره وإرثه
كان لتـُوما تأثير كبير على جيل من المؤلفين الموسيقيين التشيكيين. كان أسلوبه الموسيقي بمثابة نموذج للعديد من المؤلفين الموسيقيين الشباب، وساعد في تشكيل التقاليد الموسيقية التشيكية. يعتبر تـُوما اليوم أحد أهم المؤلفين الموسيقيين التشيكيين في عصر الباروك المتأخر والفترة الكلاسيكية المبكرة.
على الرغم من أن تـُوما ليس بنفس شهرة معاصريه مثل باخ وهاندل، إلا أن أعماله الموسيقية تستحق أن تُعرف وتُقدر. تُظهر موسيقى تـُوما إتقانه للهارموني والكونترابنكت، بالإضافة إلى قدرته على التعبير عن المشاعر العميقة من خلال الموسيقى. تعتبر أعماله إضافة قيمة إلى التراث الموسيقي العالمي.
أسلوبه الموسيقي
يمكن وصف أسلوب تـُوما الموسيقي بأنه مزيج من عناصر الباروك المتأخر والفترة الكلاسيكية المبكرة. كان تـُوما مؤلفًا موسيقيًا ماهرًا في الكونترابنكت، وغالبًا ما تتضمن أعماله مقاطع معقدة متعددة الأصوات. كان تـُوما أيضًا سيدًا في استخدام الهارموني، وغالبًا ما يستخدم تقدمات وترية غير عادية لخلق تأثيرات درامية وعاطفية.
بالإضافة إلى ذلك، كان تـُوما مؤلفًا موسيقيًا مبتكرًا في مجال الأوركسترا. غالبًا ما يستخدم آلات مختلفة بطرق غير تقليدية لخلق ألوان وأنسجة صوتية جديدة. على سبيل المثال، غالبًا ما يستخدم تـُوما آلة الترومبون في أعماله الكنسية لإضفاء طابع مهيب ورهيب.
اكتشاف أعماله
بعد وفاة تـُوما، تم نسيان معظم أعماله الموسيقية. ومع ذلك، في القرن العشرين، بدأ الباحثون الموسيقيون في إعادة اكتشاف أعماله. تم نشر العديد من تسجيلات أعمال تـُوما في السنوات الأخيرة، وأصبحت أعماله تحظى بتقدير متزايد من قبل محبي الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
يمكن العثور على العديد من مخطوطات أعمال تـُوما في المكتبات والأرشيفات في جميع أنحاء أوروبا. يقوم الباحثون الموسيقيون حاليًا بفهرسة وتحرير هذه المخطوطات، مما سيجعل أعمال تـُوما متاحة لجمهور أوسع.
حياته الشخصية
لا يُعرف الكثير عن حياة تـُوما الشخصية. تزوج تـُوما من ماريا آنا فرانزيسكا في عام 1734 وأنجبا خمسة أطفال. يبدو أن تـُوما كان رجلاً متدينًا وتقيًا، وهو ما ينعكس في العديد من أعماله الكنسية.
توفي تـُوما في فيينا في عام 1774 عن عمر يناهز 69 عامًا. دُفن في مقبرة في فيينا. تم نسيان تـُوما إلى حد كبير بعد وفاته، ولكن أعماله الموسيقية بدأت في الحصول على التقدير في القرن العشرين. يعتبر تـُوما الآن أحد أهم المؤلفين الموسيقيين التشيكيين في عصر الباروك المتأخر والفترة الكلاسيكية المبكرة.
خاتمة
كان فرانتيسك تـُوما مؤلفًا موسيقيًا تشيكيًا موهوبًا ترك إرثًا موسيقيًا كبيرًا. على الرغم من أنه ليس بنفس شهرة معاصريه، إلا أن أعماله تستحق أن تُعرف وتُقدر. تتميز موسيقى تـُوما بأسلوبها الكونترابنكتي المعقد واستخدامها المبتكر للهارموني، بالإضافة إلى قدرتها على التعبير عن المشاعر العميقة من خلال الموسيقى. يعتبر تـُوما اليوم أحد أهم المؤلفين الموسيقيين التشيكيين في عصر الباروك المتأخر والفترة الكلاسيكية المبكرة.