حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت جان شيبس في عام 1929 ونشأت في منطقة ريفية في إنديانا. حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة بول ستيت عام 1951، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة إنديانا عام 1952. بعد تدريسها في المدرسة الثانوية لبضع سنوات، عادت إلى الأوساط الأكاديمية وحصلت على درجة الدكتوراه. في التاريخ الأمريكي من جامعة كولورادو عام 1965.
التحول إلى دراسة تاريخ المورمون
بدأت شيبس حياتها المهنية كمؤرخة متخصصة في تاريخ الغرب الأمريكي. ومع ذلك، في أواخر الستينيات، بدأت تهتم بتاريخ المورمونية، مدفوعة جزئيًا بوجود عدد كبير من طلاب المورمون في جامعة كولورادو. أدركت شيبس أن المورمونية كانت قوة اجتماعية وثقافية مهمة في الغرب الأمريكي، وأن تاريخها كان يستحق دراسة جادة.
بدأت شيبس في دراسة المصادر الأولية عن تاريخ المورمون، بما في ذلك كتابات جوزيف سميث وغيره من قادة المورمون الأوائل. كما أجرت مقابلات مع أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة المورمون) وغير المورمون الذين عاشوا في مجتمعات المورمون. من خلال هذا البحث، بدأت شيبس في فهم المورمونية بطريقة أكثر تعقيدًا ودقة.
منهج شيبس في دراسة المورمونية
تميز منهج شيبس في دراسة المورمونية بالعديد من الخصائص الرئيسية:
- الموضوعية: سعت شيبس إلى دراسة المورمونية بموضوعية، دون محاولة إثبات أو دحض ادعاءات المورمون الدينية.
- التعاطف: حاولت شيبس فهم المورمونية من وجهة نظر المؤمنين بها. اعتقدت أن فهم معتقدات المورمون وممارساتهم أمر ضروري لفهم تاريخهم.
- السياقية: أكدت شيبس على أهمية وضع تاريخ المورمون في سياقه الاجتماعي والثقافي الأوسع. جادلت بأن المورمونية لا يمكن فهمها بشكل كامل إلا من خلال فهم القوى التي شكلتها.
أدى منهج شيبس إلى حصولها على احترام داخل وخارج مجتمع المورمون. أشاد بها العديد من مؤرخي المورمون لنهجها الدقيق والموضوعي. كما قدرها العديد من أعضاء كنيسة المورمون لجهودها في فهم دينهم.
أعمالها الرئيسية
نشرت شيبس العديد من الكتب والمقالات عن تاريخ المورمونية. من بين أعمالها الأكثر شهرة:
- Mormonism: The Story of a New Religious Tradition (1985): يُعتبر هذا الكتاب على نطاق واسع العمل الأكثر أهمية لشيبس. يقدم الكتاب سردًا شاملاً لتاريخ المورمونية، من أصولها في أوائل القرن التاسع عشر إلى وضعها الحالي كدين عالمي. تجادل شيبس بأن المورمونية ليست مجرد طائفة مسيحية منشقة، ولكنها تقليد ديني جديد تمامًا.
- Mormonism and American Culture (1984): يدرس هذا الكتاب العلاقة بين المورمونية والثقافة الأمريكية. تجادل شيبس بأن المورمونية شكلت الثقافة الأمريكية، وأن الثقافة الأمريكية شكلت المورمونية.
- Saints, Sinners, and Strangers: Quakers from the Atlantic Fringe to the Frontiers of the American West (1998): دراسة مقارنة لحركة الكويكرز وحركة المورمون.
تأثيرها
كان لشيبس تأثير كبير على دراسة تاريخ المورمونية. ساعدت في جعل دراسة المورمونية مجالًا أكاديميًا شرعيًا، وشجعت مؤرخين آخرين على دراسة تاريخ المورمونية بموضوعية وتعاطف. كما ساعدت في تحسين فهم الجمهور للمورمونية.
بالإضافة إلى مساهماتها الأكاديمية، كانت شيبس أيضًا شخصية مؤثرة في مجتمع المورمون. لقد دُعيت للتحدث في العديد من مؤتمرات المورمون، وخدمت في العديد من المجالس الاستشارية لكنيسة المورمون. ساعدت في سد الفجوة بين مجتمع المورمون والعالم الأكاديمي.
توفيت جان شيبس في 10 أغسطس 2023، تاركة وراءها إرثًا دائمًا كواحدة من أهم مؤرخي المورمونية في عصرنا.
إرثها
يستمر إرث جان شيبس في التأثير على دراسة تاريخ المورمونية. لا يزال عملها يقرأ على نطاق واسع من قبل العلماء والطلاب وعامة الناس. يتم تذكرها لنهجها الدقيق والموضوعي والمتعاطف في دراسة المورمونية. لقد ساعدت في جعل دراسة المورمونية مجالًا أكاديميًا شرعيًا، وساهمت في تحسين فهم الجمهور للمورمونية.
بالإضافة إلى مساهماتها الأكاديمية، تركت شيبس أيضًا إرثًا دائمًا من التفاهم والاحترام المتبادل بين مجتمع المورمون والعالم الأكاديمي. لقد عملت بلا كلل لسد الفجوة بين هذين العالمين، وساعدت في تعزيز الحوار والتفاهم.
جوائز وتكريمات
حصلت جان شيبس على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها في تاريخ المورمونية، بما في ذلك:
- جائزة الكتاب المتميز من جمعية الدراسات المورمونية.
- جائزة التاريخ من جمعية قديسي الأيام الأخيرة التاريخية.
- زمالة من المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية.
كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويستمنستر في سولت ليك سيتي، يوتا.
خاتمة
كانت جان شيبس مؤرخة بارزة ساهمت بشكل كبير في دراسة تاريخ المورمونية. من خلال نهجها الموضوعي والمتعاطف والسياقي، ساعدت في جعل دراسة المورمونية مجالًا أكاديميًا شرعيًا. تركت وراءها إرثًا دائمًا من التفاهم والاحترام المتبادل بين مجتمع المورمون والعالم الأكاديمي. ستبقى أعمالها مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المورمونية لسنوات عديدة قادمة.