التاريخ والتأسيس
تعود جذور سيجما جاما تشي إلى حركة الكشافة داخل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. في الأصل، كانت الكشافة وسيلة مهمة للكنيسة لتوفير الأنشطة والقيادة للشباب الذكور. مع مرور الوقت، أدركت الكنيسة الحاجة إلى برنامج أكثر شمولاً يركز ليس فقط على المهارات الخارجية ولكن أيضًا على النمو الروحي والاجتماعي.
في عام 1939، تم تأسيس سيجما جاما تشي رسميًا كمنظمة منفصلة عن الكشافة، على الرغم من أنها حافظت على علاقات وثيقة بها. تم تصميم المنظمة الجديدة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للشباب الذكور في الكنيسة، مع التركيز على التنمية الشخصية والخدمة والزمالة.
الأهداف والمبادئ
كانت سيجما جاما تشي تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، بما في ذلك:
- تنمية الشخصية: مساعدة الشباب الذكور على تطوير صفات قيادية قوية، والشخصية، والنزاهة.
- النمو الروحي: تعزيز فهم أعمق لإنجيل يسوع المسيح وتطبيق مبادئه في الحياة اليومية.
- الخدمة: توفير فرص للشباب لخدمة الآخرين في مجتمعاتهم وفي الكنيسة.
- الزمالة: بناء علاقات قوية بين الشباب الذكور من خلال الأنشطة الاجتماعية والدينية.
ارتكزت سيجما جاما تشي على عدة مبادئ أساسية، بما في ذلك:
- الإيمان: الإيمان بيسوع المسيح وتعاليمه.
- الأمل: التطلع إلى المستقبل بتفاؤل وثقة.
- المحبة: حب الله والقريب.
- الاجتهاد: العمل الجاد لتحقيق الأهداف النبيلة.
- النزاهة: العيش بأمانة واستقامة.
الأنشطة والبرامج
قدمت سيجما جاما تشي مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج المصممة لتحقيق أهدافها. شملت هذه الأنشطة:
- الاجتماعات الأسبوعية: تم عقد الاجتماعات الأسبوعية لتقديم الدروس الدينية، ومناقشة القضايا ذات الأهمية للشباب، وتخطيط الأنشطة.
- المشاريع الخدمية: شارك الشباب في مشاريع خدمية مختلفة في مجتمعاتهم، مثل تنظيف الحدائق، وزيارة دور رعاية المسنين، وجمع التبرعات للجمعيات الخيرية.
- الأنشطة الاجتماعية: تم تنظيم الأنشطة الاجتماعية لتعزيز الزمالة والصداقة بين الشباب. شملت هذه الأنشطة الرحلات، والحفلات، والألعاب الرياضية.
- المخيمات: تم تنظيم المخيمات الصيفية لتوفير فرص للشباب لتطوير مهاراتهم القيادية، والتعرف على الطبيعة، وبناء علاقات قوية مع بعضهم البعض.
- المؤتمرات: تم عقد المؤتمرات الإقليمية والوطنية لتوفير فرص للشباب للقاء قادة الكنيسة، وتبادل الأفكار، وتقوية شهادتهم.
كانت الأنشطة والبرامج في سيجما جاما تشي تهدف إلى توفير تجارب تعليمية وممتعة للشباب الذكور، مما يساعدهم على النمو روحيًا واجتماعيًا وعقليًا.
الهيكل التنظيمي
كانت سيجما جاما تشي منظمة لامركزية نسبيًا، حيث تم تنظيمها على مستوى الأجنحة (الرعايا المحلية) والمناطق (مجموعات من الأجنحة). كان لكل جناح منطقة سيجما جاما تشي الخاصة بها، بقيادة رئيس المنطقة ومستشارين آخرين. كان الرئيس مسؤولاً عن الإشراف على جميع أنشطة وبرامج المنطقة، والتأكد من أنها تتماشى مع أهداف ومبادئ المنظمة.
على مستوى المنطقة، كان هناك مجلس إقليمي يشرف على عمل المناطق الفردية. كان المجلس الإقليمي مسؤولاً عن توفير التدريب والموارد للمناطق، وتنسيق الأنشطة على مستوى المنطقة، والتأكد من أن المنظمة تعمل بفعالية وكفاءة.
على المستوى الدولي، كانت سيجما جاما تشي تحت إشراف قادة الكنيسة في المقر الرئيسي لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في سولت ليك سيتي، يوتا. قدم قادة الكنيسة التوجيه والدعم للمنظمة، والتأكد من أنها تتماشى مع أهداف وقيم الكنيسة.
التأثير والإرث
كان لسيجما جاما تشي تأثير كبير على حياة آلاف الشباب الذكور في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. ساعدت المنظمة الشباب على تطوير صفات قيادية قوية، وتعزيز نموهم الروحي، وخدمة الآخرين في مجتمعاتهم. العديد من الرجال الذين شاركوا في سيجما جاما تشي ذهبوا ليصبحوا قادة بارزين في الكنيسة والمجتمع.
على الرغم من أن سيجما جاما تشي لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. تستمر العديد من المبادئ والقيم التي قامت عليها المنظمة في التأثير على برامج الشباب في الكنيسة اليوم. ساعدت سيجما جاما تشي في تمهيد الطريق لبرامج شبابية أكثر شمولاً وفعالية في الكنيسة.
أسباب الحل
في عام 1970، قررت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة حل سيجما جاما تشي. كان هناك عدة أسباب لهذا القرار، بما في ذلك:
- الحاجة إلى برنامج أكثر شمولاً: شعرت الكنيسة أن هناك حاجة إلى برنامج شبابي أكثر شمولاً يلبي احتياجات جميع الشباب الذكور، وليس فقط أولئك الذين كانوا أعضاء في سيجما جاما تشي.
- الرغبة في تبسيط برامج الشباب: كان لدى الكنيسة عدد كبير من برامج الشباب المختلفة، وشعرت أن هناك حاجة إلى تبسيط هذه البرامج لجعلها أكثر فعالية وكفاءة.
- الرغبة في التركيز على الأسرة: شعرت الكنيسة أن هناك حاجة إلى التركيز بشكل أكبر على الأسرة، وأن برامج الشباب يجب أن تدعم وتعزز الأسرة، بدلاً من أن تحل محلها.
نتيجة لذلك، تم استبدال سيجما جاما تشي ببرامج شبابية أخرى، مثل برنامج الكاهن الصغير وبرنامج الشباب. تم تصميم هذه البرامج الجديدة لتلبية احتياجات جميع الشباب الذكور في الكنيسة، والتركيز على النمو الروحي والاجتماعي والعقلي.
برامج الشباب الحالية في الكنيسة
اليوم، تقدم كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة مجموعة متنوعة من البرامج للشباب، بما في ذلك:
- برنامج الكاهن الصغير: برنامج للشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا، ويركز على النمو الروحي والقيادة والخدمة.
- برنامج الشباب: برنامج للشباب من كلا الجنسين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا، ويركز على النمو الروحي والاجتماعي والعقلي.
- معهد الدين: برنامج للشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا، ويركز على دراسة الكتاب المقدس وعقيدة الكنيسة.
تهدف هذه البرامج إلى مساعدة الشباب على تطوير شهادتهم، والعيش وفقًا لمبادئ الإنجيل، والاستعداد لخدمة الله والآخرين.
خاتمة
كانت سيجما جاما تشي منظمة أخوية مهمة في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وتستمر العديد من المبادئ والقيم التي قامت عليها المنظمة في التأثير على برامج الشباب في الكنيسة اليوم. ساهمت سيجما جاما تشي في تطوير برامج شبابية أكثر شمولاً وفعالية في الكنيسة، مما ساعد آلاف الشباب على النمو روحيًا واجتماعيًا وعقليًا.