<![CDATA[
التصميم والتطوير
تم تطوير إيه إم سي شنايدر بي 16 في أواخر العشرينات من القرن الماضي استجابةً لطلب الجيش الفرنسي على مركبة استطلاع جديدة. اعتمد التصميم على مركبة سيتروين-كيغريس بي 2، وهي مركبة نصف مجنزرة أثبتت جدارتها في الخدمة الفرنسية. ومع ذلك، تم إجراء العديد من التحسينات على تصميم بي 16، بما في ذلك هيكل جديد ومحرك أكثر قوة.
تم بناء النموذج الأولي الأول لـ بي 16 في عام 1928، وبعد سلسلة من التجارب، تم قبولها في الخدمة في عام 1929. تم إنتاج بي 16 بواسطة شركتي شنايدر وبانارد، وتم تسليم ما مجموعه حوالي 100 مركبة إلى الجيش الفرنسي.
المواصفات الفنية
تتميز إيه إم سي شنايدر بي 16 بالمواصفات التالية:
- الطول: 4.65 متر
- العرض: 1.75 متر
- الارتفاع: 2.15 متر
- الوزن: 6.8 طن
- الطاقم: 4 أفراد (قائد، سائق، مدفعي، مساعد مدفعي)
- التسليح: مدفع رشاش من عيار 7.5 ملم
- المحرك: محرك بنزين رباعي الأسطوانات بقوة 60 حصان
- السرعة القصوى: 45 كيلومترًا في الساعة
- المدى: 200 كيلومتر
كانت بي 16 مركبة نصف مجنزرة، مما يعني أنها كانت تستخدم عجلات في الأمام ومسارات في الخلف. أعطى هذا التصميم بي 16 قدرة جيدة على الحركة في التضاريس الوعرة، ولكنها كانت أيضًا بطيئة نسبيًا على الطرق المعبدة.
كانت بي 16 مجهزة بمدفع رشاش من عيار 7.5 ملم مثبت في برج. كان المدفع الرشاش فعالاً ضد المشاة والمركبات الخفيفة، ولكنه كان غير فعال ضد الدبابات.
الخدمة التشغيلية
خدمت إيه إم سي شنايدر بي 16 في الجيش الفرنسي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين والحرب العالمية الثانية. تم استخدامها في مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك الاستطلاع والدعم الناري ونقل الأفراد.
في بداية الحرب العالمية الثانية، تم استخدام بي 16 على نطاق واسع من قبل الجيش الفرنسي. ومع ذلك، فقد عانت من خسائر فادحة خلال معركة فرنسا في عام 1940، حيث كانت متفوقة عليها من قبل الدبابات الألمانية الأكثر حداثة.
بعد معركة فرنسا، تم الاستيلاء على العديد من مركبات بي 16 من قبل الجيش الألماني واستخدامها في أدوار ثانوية. استمرت بعض مركبات بي 16 في الخدمة مع الجيش الفرنسي الفيشي حتى عام 1942.
المركبات المشابهة
هناك العديد من المركبات الأخرى التي كانت مشابهة لـ إيه إم سي شنايدر بي 16، بما في ذلك:
- سيتروين-كيغريس بي 2
- سوموا سي جي إل
- اليابان Type 94
كانت جميع هذه المركبات مركبات نصف مجنزرة تم تصميمها للاستطلاع والدعم الناري ونقل الأفراد.
إرث إيه إم سي شنايدر بي 16
كانت إيه إم سي شنايدر بي 16 مركبة مهمة في تاريخ المدرعات الفرنسية. لقد كانت واحدة من أوائل المركبات المدرعة التي تم تصميمها خصيصًا لدور الاستطلاع. على الرغم من أنها أصبحت قديمة الطراز بحلول بداية الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في الجيش الفرنسي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين.
اليوم، توجد عدد قليل من مركبات إيه إم سي شنايدر بي 16 الباقية. يمكن رؤية إحدى هذه المركبات في متحف المدرعات في سومور، فرنسا.
تطويرات لاحقة ونسخ معدلة
على الرغم من أن إيه إم سي شنايدر بي 16 لم تشهد تطويرات كبيرة خلال فترة خدمتها، إلا أن هناك بعض النسخ المعدلة التي تم إنتاجها:
- ناقلة أفراد مدرعة: تم تحويل بعض مركبات بي 16 إلى ناقلات أفراد مدرعة. تمت إزالة البرج واستبداله بصندوق مدرع يمكنه حمل ما يصل إلى ثمانية جنود.
- مركبة قيادة: تم تحويل بعض مركبات بي 16 إلى مركبات قيادة. تمت إضافة معدات اتصال إضافية إلى هذه المركبات، وتم استخدامها من قبل كبار الضباط لتنسيق العمليات العسكرية.
لم يتم إنتاج هذه النسخ المعدلة بأعداد كبيرة، ولكنها أظهرت إمكانات بي 16 كمنصة متعددة الاستخدامات.
تأثيرها على تصميم المركبات المدرعة
على الرغم من أن إيه إم سي شنايدر بي 16 لم تكن دبابة ثقيلة أو مركبة قتالية رئيسية، إلا أنها أثرت على تصميم المركبات المدرعة في المستقبل. أظهرت بي 16 أهمية وجود مركبة استطلاع سريعة الحركة وقادرة على العمل في التضاريس الوعرة. كما أظهرت أهمية وجود مركبة يمكنها توفير الدعم الناري للقوات المتقدمة.
ساعدت الدروس المستفادة من بي 16 في تشكيل تصميم المركبات المدرعة في المستقبل، وساهمت في تطوير دبابات أكثر حداثة وفعالية.
خاتمة
إيه إم سي شنايدر بي 16 كانت مركبة نصف مجنزرة متعددة الاستخدامات خدمت في الجيش الفرنسي. على الرغم من أنها أصبحت قديمة الطراز بحلول بداية الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في الجيش الفرنسي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين وساهمت في تطور تصميم المركبات المدرعة.