نشأته وتعليمه
ولد هارتموت ميهدورن في وارسو، بولندا، في عام 1942. بعد الحرب العالمية الثانية، انتقلت عائلته إلى ألمانيا الغربية. درس الهندسة الميكانيكية في الجامعة التقنية في برلين، وتخرج في عام 1968. خلال فترة دراسته، انخرط ميهدورن في السياسة الطلابية وأصبح ناشطًا في الرابطة الاشتراكية للطلاب الألمان (SDS).
مسيرته المهنية
بدأ ميهدورن مسيرته المهنية في شركة مان (MAN) في عام 1968، حيث عمل في مجال تطوير المحركات. في عام 1974، انتقل إلى شركة ميسرشميت-بولكو-بلوم (Messerschmitt-Bölkow-Blohm) (MBB)، وهي شركة طيران وفضاء ألمانية. شغل هناك مناصب مختلفة، بما في ذلك رئيس قسم المشتريات ورئيس قسم الإنتاج. في عام 1989، أصبح عضوًا في مجلس إدارة MBB، وفي عام 1992 أصبح رئيسًا لمجلس الإدارة.
بعد اندماج MBB مع دايملر بنز إيروسبيس (Daimler-Benz Aerospace) في عام 1995، أصبح ميهدورن نائب رئيس مجلس الإدارة. في عام 1996، انتقل إلى شركة هاينكل (Heinkel)، وهي شركة هندسة ألمانية، كرئيس لمجلس الإدارة.
في عام 1999، تم تعيين ميهدورن رئيسًا لمجلس إدارة شركة دويتشه بان (Deutsche Bahn)، شركة السكك الحديدية الألمانية المملوكة للدولة. خلال فترة ولايته، أشرف على خصخصة جزئية للشركة وتحسين كبير في كفاءة العمليات. ومع ذلك، فقد واجه أيضًا انتقادات بسبب التأخير في المشاريع الكبرى وارتفاع التكاليف.
في مايو 2009، استقال ميهدورن من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة دويتشه بان بعد فضيحة تجسس شملت جمع معلومات حول موظفين.
بعد استقالته من دويتشه بان، شغل ميهدورن مناصب مختلفة في مجالس إدارة شركات أخرى. في عام 2013، تم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة إير برلين (Air Berlin)، وهي شركة طيران ألمانية. استقال من هذا المنصب في عام 2014.
دويتشه بان (Deutsche Bahn)
تولى هارتموت ميهدورن منصب الرئيس التنفيذي لشركة دويتشه بان في عام 1999. خلال فترة ولايته، نفذ ميهدورن العديد من الإصلاحات الهامة التي تهدف إلى تحسين كفاءة الشركة وربحيتها. وشملت هذه الإصلاحات:
- الخصخصة الجزئية: أشرف ميهدورن على الخصخصة الجزئية لشركة دويتشه بان في عام 2008. تم بيع جزء من الشركة للمستثمرين من القطاع الخاص، بينما احتفظت الحكومة الألمانية بالسيطرة على الحصة الأكبر.
- إعادة الهيكلة: قام ميهدورن بإعادة هيكلة كبيرة للشركة، وتقسيمها إلى وحدات أعمال مختلفة. كان الهدف من ذلك هو تحسين المساءلة والكفاءة.
- الاستثمار في البنية التحتية: استثمر ميهدورن بكثافة في تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية الألمانية. وشمل ذلك بناء خطوط جديدة عالية السرعة وتحديث المحطات القديمة.
على الرغم من هذه الإصلاحات، واجه ميهدورن أيضًا انتقادات خلال فترة ولايته في دويتشه بان. واتُهم بالتأخير في المشاريع الكبرى، وارتفاع التكاليف، والتركيز المفرط على الربحية على حساب خدمة العملاء.
فضيحة التجسس والاستقالة
في عام 2009، تم الكشف عن أن شركة دويتشه بان جمعت معلومات حول موظفين، بما في ذلك تفاصيل حول حياتهم الخاصة. أثارت هذه الفضيحة غضبًا عامًا واسع النطاق، واستقال ميهدورن من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة في مايو 2009.
زعم ميهدورن أنه لم يكن على علم بالتجسس على الموظفين، لكنه تحمل المسؤولية عن الفضيحة واستقال لحماية سمعة الشركة.
إير برلين (Air Berlin)
بعد استقالته من دويتشه بان، تم تعيين ميهدورن رئيسًا لمجلس إدارة شركة إير برلين في عام 2013. كانت إير برلين تعاني من صعوبات مالية كبيرة في ذلك الوقت، وكان ميهدورن مكلفًا بمهمة إنقاذ الشركة.
خلال فترة ولايته، نفذ ميهدورن برنامجًا لإعادة الهيكلة يهدف إلى خفض التكاليف وزيادة الإيرادات. ومع ذلك، لم تنجح هذه الجهود في إنقاذ الشركة، وأعلنت إير برلين إفلاسها في عام 2017.
استقال ميهدورن من منصبه كرئيس لمجلس إدارة إير برلين في عام 2014، قبل فترة طويلة من إعلان الإفلاس.
مناصب أخرى
بالإضافة إلى مناصبه في دويتشه بان وإير برلين، شغل ميهدورن العديد من المناصب الأخرى في مجالس إدارة شركات مختلفة، بما في ذلك:
- توي (TUI AG)
- دي بي شينكر (DB Schenker)
- هانوفر ري (Hannover Re)
التقدير والجوائز
حصل هارتموت ميهدورن على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لإنجازاته المهنية، بما في ذلك:
- وسام الاستحقاق من ولاية برلين
- الدكتوراه الفخرية من جامعة برلين للتكنولوجيا
- جائزة المدير الألماني للعام
حياته الشخصية
هارتموت ميهدورن متزوج ولديه أربعة أطفال. يعيش في برلين.
الآراء والانتقادات
كان هارتموت ميهدورن شخصية مثيرة للجدل طوال حياته المهنية. يرى البعض أنه مدير كفء وقائد قوي، بينما ينتقده آخرون بسبب أسلوبه الاستبدادي والتركيز المفرط على الربحية.
بغض النظر عن الآراء المختلفة حوله، لا يمكن إنكار أن ميهدورن لعب دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الاقتصادي الألماني خلال العقود القليلة الماضية.
الإرث
يعتبر إرث هارتموت ميهدورن معقدًا ومتعدد الأوجه. من ناحية، يُنسب إليه الفضل في تحسين كفاءة وربحية شركة دويتشه بان. من ناحية أخرى، فقد واجه انتقادات بسبب فضيحة التجسس وفشل شركة إير برلين.
سواء كان يُنظر إليه على أنه بطل أو شرير، لا شك في أن هارتموت ميهدورن ترك بصمة لا تُمحى على عالم الأعمال الألماني.
خاتمة
هارتموت ميهدورن هو مدير ومهندس ميكانيكي ألماني بارز، اشتهر بفترته كرئيس تنفيذي لشركة دويتشه بان. على الرغم من النجاحات التي حققها في تحسين كفاءة الشركة، إلا أنه واجه أيضًا انتقادات وفضائح. يبقى إرثه موضوع نقاش، لكن لا يمكن إنكار تأثيره على الاقتصاد الألماني.