مقدمة
هنري بيدلمان باسكوم (1796-1850) كان أسقفًا أمريكيًا في الكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية، تم انتخابه عام 1850. كما كان خطيبًا مفوهًا، وأستاذًا جامعيًا، ومؤلفًا غزير الإنتاج، وله تأثير كبير على الكنيسة الميثودية في الولايات المتحدة.
نشأته وتعليمه
ولد هنري بيدلمان باسكوم في مقاطعة هانكوك بولاية ديلاوير في 27 مايو 1796. نشأ في عائلة متدينة، وانضم إلى الكنيسة الميثودية في سن مبكرة. تلقى تعليمه الأولي في المنزل، ثم التحق بأكاديمية في ريدستون، بنسلفانيا. في عام 1813، بدأ باسكوم دراسة القانون، لكنه سرعان ما تخلى عنها ليصبح واعظًا.
مسيرته المهنية كواعظ
بدأ باسكوم وعظه في عام 1813 في ولاية أوهايو. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كخطيب مؤثر، وتم تعيينه في العديد من المناصب الهامة في الكنيسة الميثودية. عمل كقس في العديد من الكنائس في أوهايو، وكنتاكي، وتينيسي، وفيرجينيا. كما شغل منصب وكيل جامعة ترانسيلفانيا في ليكسينغتون، كنتاكي.
تميزت مواعظ باسكوم بالبلاغة العالية والعمق الفكري. كان قادرًا على جذب الجماهير من مختلف الخلفيات الاجتماعية والتعليمية. كان يؤمن بقوة بالإصلاح الاجتماعي، ودعا إلى إلغاء العبودية والنهوض بالتعليم.
دوره في الكنيسة الميثودية
لعب باسكوم دورًا بارزًا في الانقسام الذي حدث في الكنيسة الميثودية عام 1844، والذي أدى إلى تأسيس الكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية. كان باسكوم مؤيدًا قويًا لحقوق الولايات، وكان يعتقد أن الكنيسة الميثودية يجب أن تحترم قوانين الولايات التي تسمح بالعبودية. بعد الانقسام، انضم باسكوم إلى الكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية، وأصبح أحد قادتها البارزين.
في عام 1850، تم انتخاب باسكوم أسقفًا للكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية. خدم في هذا المنصب لمدة قصيرة فقط، حيث توفي في نفس العام.
مؤلفاته
كان باسكوم مؤلفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع دينية وفلسفية واجتماعية. تشمل بعض أعماله البارزة:
- “دروس في البلاغة” (Sermons on Rhetoric)
- “مقالات حول الحكومة الكنسية” (Essays on Church Government)
- “خطب مختارة” (Selected Sermons)
تم جمع أعمال باسكوم لاحقًا ونشرها في عدة مجلدات تحت عنوان “أعمال هنري بيدلمان باسكوم” (The Works of Henry Bidleman Bascom).
أفكاره وفلسفته
كان باسكوم شخصية معقدة ومثيرة للجدل. كان يؤمن بقوة بالإصلاح الاجتماعي، لكنه دافع أيضًا عن حقوق الولايات في السماح بالعبودية. كان خطيبًا مفوهًا ومؤلفًا غزير الإنتاج، وكان له تأثير كبير على الكنيسة الميثودية في الولايات المتحدة.
يمكن تلخيص أفكار باسكوم في النقاط التالية:
- الإيمان بالإصلاح الاجتماعي والعدالة.
- الدفاع عن حقوق الولايات، بما في ذلك الحق في السماح بالعبودية.
- أهمية التعليم والتثقيف.
- قوة الخطابة والإقناع.
- ضرورة الوحدة والتسامح بين المسيحيين.
تأثيره وإرثه
ترك باسكوم إرثًا دائمًا في الكنيسة الميثودية والولايات المتحدة. كان له تأثير كبير على تطور الكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية، وألهم العديد من القادة الدينيين والسياسيين. لا تزال كتاباته ومواعظه تُقرأ وتُدرس حتى اليوم.
يُذكر باسكوم بشكل خاص لمهاراته الخطابية وقدرته على إلهام الآخرين. كان قادرًا على جمع الناس من مختلف الخلفيات معًا والعمل من أجل هدف مشترك. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن التعليم والإصلاح الاجتماعي، وعمل بلا كلل لتحسين حياة الآخرين.
معارضته للإلغاء
على الرغم من أن باسكوم كان مدافعًا عن الإصلاح الاجتماعي، إلا أنه كان معارضًا صريحًا لحركة إلغاء العبودية. كان يعتقد أن العبودية كانت قضية سياسية يجب أن تقررها كل ولاية على حدة، وأن التدخل الفيدرالي في هذه القضية سيكون غير دستوري وضارًا بالاتحاد. كانت هذه الآراء شائعة في الجنوب خلال تلك الفترة، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة من قبل دعاة إلغاء العبودية في الشمال.
جادل باسكوم بأن الكتاب المقدس لا يدين العبودية صراحة، وأن هناك العديد من الأمثلة في الكتاب المقدس حيث يمتلك الناس عبيدًا. كما زعم أن العبودية كانت ضرورية للاقتصاد الجنوبي، وأن إلغاءها سيؤدي إلى الفوضى والفقر. ومع ذلك، فقد اعترف أيضًا بأن العبودية كانت نظامًا شريرًا، وأنه يجب على أصحاب العبيد معاملة عبيدهم بإنسانية.
وفاته
توفي هنري بيدلمان باسكوم في 8 سبتمبر 1850، بعد فترة وجيزة من انتخابه أسقفًا. كانت وفاته خسارة كبيرة للكنيسة الميثودية الأسقفية الجنوبية، التي فقدت أحد قادتها الأكثر موهبة ونفوذاً. تم دفنه في مقبرة ليكسينغتون في ليكسينغتون، كنتاكي.
تكريمه
تم تسمية العديد من المؤسسات والأماكن على اسم هنري بيدلمان باسكوم، بما في ذلك:
- كلية باسكوم في كنتاكي (Bascom College in Kentucky)
- باسكوم هول في جامعة ويسكونسن ماديسون (Bascom Hall at the University of Wisconsin–Madison)
- بلدة باسكوم في أوهايو (Bascom, Ohio)
خاتمة
كان هنري بيدلمان باسكوم شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الميثودية الأمريكية. كان واعظًا موهوبًا، ومؤلفًا غزير الإنتاج، وزعيمًا مؤثرًا. على الرغم من آرائه المثيرة للجدل حول العبودية، فقد ترك إرثًا دائمًا في الكنيسة والمجتمع. سيظل يُذكر لمهاراته الخطابية وقدرته على إلهام الآخرين، وكذلك لالتزامه بالإصلاح الاجتماعي والتعليم.