مقدمة
مترو شارع سيدار هو نفق سكة حديدية يقع في مدينة نيوارك بولاية نيو جيرسي الأمريكية. لعب هذا النفق دورًا حيويًا في تاريخ النقل العام في المدينة، حيث سمح لمركبات الشارع (الترام) ثم الحافلات لاحقًا بالوصول إلى المستوى السفلي من محطة سكة حديد شارع بنسلفانيا، مما سهل عملية نقل الركاب وتخفيف الازدحام المروري في الشوارع.
تاريخ الإنشاء
يعود تاريخ إنشاء مترو شارع سيدار إلى أوائل القرن العشرين، وتحديدًا إلى عام 1916. تم بناء النفق في الأصل لاستيعاب الترام الكهربائي الذي كان شائعًا في ذلك الوقت. كان الهدف هو توفير وسيلة نقل أكثر كفاءة وملاءمة للركاب الذين يسافرون من وإلى محطة سكة حديد شارع بنسلفانيا، وهي محطة رئيسية تربط نيوارك بمدن أخرى في المنطقة.
بدأ التخطيط للمترو في عام 1914، وتمت الموافقة على المشروع من قبل مجلس مدينة نيوارك. بدأت أعمال البناء في عام 1915 واستمرت لمدة عام تقريبًا. كانت عملية البناء معقدة بسبب وجود العديد من المرافق تحت الأرض، مثل أنابيب المياه والصرف الصحي والكابلات الكهربائية. ومع ذلك، تمكن المهندسون والعمال من التغلب على هذه التحديات وإكمال المشروع بنجاح.
التصميم والخصائص
يمتد مترو شارع سيدار تحت شارع سيدار في وسط مدينة نيوارك. يبلغ طول النفق حوالي 730 مترًا (2400 قدم). يتميز النفق بتصميم بسيط وعملي، حيث يتكون من مسارين منفصلين للترام الكهربائي. تم تزويد النفق بنظام تهوية وإضاءة لضمان سلامة وراحة الركاب.
يبلغ عرض النفق حوالي 9 أمتار (30 قدمًا)، وارتفاعه حوالي 4.5 أمتار (15 قدمًا). تم بناء جدران النفق من الخرسانة المسلحة لضمان قوته ومتانته. تم تزويد النفق بمجموعة من المخارج والمداخل لتمكين الركاب من الوصول إلى المحطة والعودة منها بسهولة.
التحول إلى استخدام الحافلات
في منتصف القرن العشرين، بدأت الحافلات تحل تدريجيًا محل الترام الكهربائي كوسيلة نقل عام في نيوارك والمدن الأخرى في الولايات المتحدة. لم يكن مترو شارع سيدار استثناءً من هذه القاعدة، ففي عام 1937، تم تحويل النفق لاستخدامه من قبل الحافلات. تم تعديل النفق لاستيعاب الحافلات، وتم تزويده بمحطات توقف جديدة للركاب.
كان قرار تحويل النفق لاستخدام الحافلات مدفوعًا بعدة عوامل، بما في ذلك انخفاض تكلفة تشغيل الحافلات مقارنة بالترام الكهربائي، وزيادة مرونة الحافلات في التنقل في الشوارع، وتزايد شعبية السيارات الخاصة. على الرغم من تحويل النفق لاستخدام الحافلات، إلا أنه استمر في لعب دور مهم في نظام النقل العام في نيوارك.
الأهمية التاريخية والثقافية
يعتبر مترو شارع سيدار معلمًا تاريخيًا مهمًا في مدينة نيوارك. يمثل النفق حقبة مهمة في تاريخ النقل العام في المدينة، حيث كان رمزًا للتقدم والتطور التكنولوجي في أوائل القرن العشرين. كما يمثل النفق إرثًا هندسيًا فريدًا، حيث يظهر كيف تمكن المهندسون من بناء نفق تحت الأرض في وسط مدينة مزدحمة.
بالإضافة إلى أهميته التاريخية، يحمل مترو شارع سيدار أهمية ثقافية كبيرة لسكان نيوارك. يعتبر النفق جزءًا من ذاكرة المدينة الجماعية، ويتذكره الكثير من السكان كجزء من حياتهم اليومية في الماضي. غالبًا ما يتم ذكر النفق في الكتب والمقالات والأفلام التي تتناول تاريخ نيوارك.
الوضع الحالي
اليوم، لا يزال مترو شارع سيدار قيد الاستخدام من قبل الحافلات. يتم تشغيل النفق من قبل هيئة النقل العابر لنيو جيرسي (NJ Transit)، وهي الهيئة المسؤولة عن تشغيل نظام النقل العام في ولاية نيو جيرسي. يتم استخدام النفق من قبل العديد من خطوط الحافلات التي تربط محطة سكة حديد شارع بنسلفانيا بأجزاء أخرى من المدينة والمنطقة.
على الرغم من أن النفق قد مر بالعديد من التغييرات على مر السنين، إلا أنه لا يزال يلعب دورًا حيويًا في نظام النقل العام في نيوارك. يوفر النفق وسيلة سريعة ومريحة للركاب للوصول إلى محطة سكة حديد شارع بنسلفانيا، ويساعد على تخفيف الازدحام المروري في الشوارع.
التحديات والصيانة
يواجه مترو شارع سيدار العديد من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى صيانة دورية وإصلاحات. نظرًا لأن النفق يبلغ من العمر أكثر من قرن من الزمان، فإنه يعاني من التآكل والتلف الناتج عن مرور الوقت. تحتاج الجدران والأرضيات والأسقف إلى إصلاحات منتظمة، كما تحتاج أنظمة التهوية والإضاءة إلى استبدال أو تحديث.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه النفق تحديات تتعلق بالسلامة والأمن. يجب اتخاذ تدابير لضمان سلامة الركاب والموظفين، ومنع وقوع الحوادث والإصابات. يجب أيضًا اتخاذ تدابير لمنع التخريب والجرائم الأخرى.
تتطلب صيانة مترو شارع سيدار استثمارات كبيرة من الأموال والجهود. يجب على هيئة النقل العابر لنيو جيرسي تخصيص موارد كافية لصيانة النفق وضمان سلامته واستمرارية تشغيله.
مستقبل مترو شارع سيدار
لا يزال مستقبل مترو شارع سيدار غير مؤكد. هناك بعض المقترحات لتحويل النفق إلى استخدامات أخرى، مثل تحويله إلى ممر للمشاة أو مسار للدراجات الهوائية. ومع ذلك، هناك أيضًا مقترحات للحفاظ على النفق واستخدامه كوسيلة للنقل العام.
يعتمد مستقبل النفق على عدة عوامل، بما في ذلك توافر التمويل، والاحتياجات المستقبلية للنقل العام في نيوارك، وآراء السكان المحليين وأصحاب المصلحة الآخرين. يجب اتخاذ قرار بشأن مستقبل النفق بعد دراسة متأنية لجميع الخيارات المتاحة.
خاتمة
مترو شارع سيدار هو نفق سكة حديدية تاريخي يقع في مدينة نيوارك بولاية نيو جيرسي. لعب النفق دورًا حيويًا في تاريخ النقل العام في المدينة، حيث سمح لمركبات الشارع (الترام) ثم الحافلات لاحقًا بالوصول إلى المستوى السفلي من محطة سكة حديد شارع بنسلفانيا. على الرغم من التحديات التي يواجهها النفق، إلا أنه لا يزال يلعب دورًا مهمًا في نظام النقل العام في نيوارك. مستقبل النفق غير مؤكد، ولكن يجب اتخاذ قرار بشأنه بعد دراسة متأنية لجميع الخيارات المتاحة.