<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد فرانسيس نوليس في حوالي عام 1511 أو 1514، وهو ابن السير روبرت نوليس (توفي 1521) وزوجته ليتيس جريفيل، ابنة السير توماس جريفيل من تشيلتون، باكينجهامشاير. تعود أصول عائلة نوليس إلى نول، كنت، وقد حققوا مكانة بارزة في خدمة التاج على مر الأجيال. تلقى فرانسيس تعليمه في جامعة أكسفورد، على الرغم من أن الكلية التي التحق بها غير معروفة على وجه اليقين. يُعتقد أنه درس القانون، مما أهله لحياة مهنية في الخدمة العامة.
حياته المهنية في البلاط
بدأ فرانسيس نوليس حياته المهنية في البلاط في عهد الملك هنري الثامن. سرعان ما لفت انتباه الملك بذكائه وقدراته، وتم تعيينه في مناصب مختلفة في البلاط. في عام 1547، في بداية عهد الملك إدوارد السادس، أصبح عضوًا في البرلمان عن هورشام. كان نوليس مؤيدًا قويًا للإصلاح البروتستانتي، وكان له دور فعال في تنفيذ الإصلاحات الدينية في عهد إدوارد السادس. ومع ذلك، فإن صعود ماري الأولى، الكاثوليكية، إلى العرش عام 1553، وضع نوليس في موقف صعب. بسبب معتقداته الدينية، اضطر إلى الفرار من إنجلترا واللجوء إلى فرانكفورت.
خلال منفاه في فرانكفورت، انخرط نوليس في الجالية البروتستانتية الإنجليزية المنفية. عمل عن كثب مع البروتستانت الآخرين، مثل جون نوكس وويليام ويتينغهام، لإنشاء كنيسة إنجليزية إصلاحية في فرانكفورت. كانت تجربة نوليس في المنفى بمثابة تعزيز لقناعاته البروتستانتية وزيادة تصميمه على رؤية الإصلاح يعود إلى إنجلترا.
العودة إلى إنجلترا والخدمة في عهد إليزابيث الأولى
بعد وفاة ماري الأولى عام 1558، وصعود إليزابيث الأولى إلى العرش، عاد فرانسيس نوليس إلى إنجلترا. سرعان ما استعاد مكانته في البلاط وأصبح شخصية بارزة في حكومة إليزابيث. عينته الملكة في مجلس الملكة الخاص، ومنحته مناصب مختلفة ذات مسؤولية كبيرة. كان نوليس مؤتمنًا عليه من قبل الملكة إليزابيث، واعتمدت عليه في تقديم المشورة بشأن مجموعة واسعة من الأمور، بما في ذلك الشؤون الدينية والسياسية.
لعب نوليس دورًا مهمًا في التسوية الدينية التي اتبعتها إليزابيث الأولى. كان مؤيدًا قويًا للكنيسة الأنجليكانية وعمل بجد لترسيخها ككنيسة رسمية في إنجلترا. كما شارك في اضطهاد الكاثوليك، الذين اعتبرهم تهديدًا لأمن المملكة. بالإضافة إلى دوره في الشؤون الدينية، لعب نوليس أيضًا دورًا في الشؤون الخارجية. شارك في المفاوضات مع القوى الأجنبية، وعمل كمبعوث للملكة إليزابيث في مختلف البعثات الدبلوماسية.
حارس ماري ملكة اسكتلندا
من أبرز جوانب حياة فرانسيس نوليس دوره كحارس لماري ملكة اسكتلندا. بعد إجبار ماري على التنازل عن العرش في اسكتلندا والفرار إلى إنجلترا عام 1568، وضعت تحت حراسة إليزابيث الأولى. تم تكليف نوليس بمسؤولية الإشراف على ماري والتأكد من أنها لم تشكل تهديدًا لأمن إنجلترا.
خلال فترة وجود ماري تحت حراسته، طور نوليس علاقة معقدة معها. على الرغم من أنه كان مكلفًا بمراقبتها عن كثب، إلا أنه أعجب أيضًا بذكائها وسحرها. كتب العديد من الرسائل إلى الملكة إليزابيث يعبر فيها عن آرائه حول ماري وحاجتها إلى معاملة عادلة. ومع ذلك، ظل نوليس مخلصًا أيضًا لإليزابيث الأولى ولم يسمح أبدًا لمشاعره تجاه ماري بأن تعرض أمن إنجلترا للخطر.
عائلته
تزوج فرانسيس نوليس من كاثرين كاري، ابنة ويليام كاري وماري بولين، أخت آن بولين، في عام 1540. كان لديهم ذرية كبيرة تضمنت:
- ماري نوليس (حوالي 1541 – 1568/9) تزوجت إدوارد ستافورد من جرافون.
- السير هنري نوليس (حوالي 1542 – 1582) تزوج مارغريت كافنديش، وأنجب ذرية.
- ليتيس نوليس، كونتيسة ليستر (حوالي 1543 – 1634) تزوجت (1) والتر ديفيرو، إيرل إسكس الأول، (2) روبرت دادلي، إيرل ليستر، (3) السير كريستوفر بونت.
- آن نوليس (حوالي 1555 – 1608) تزوجت توماس ويست، البارون دي لا وار الثاني.
- كاثرين نوليس (ت 1568) تزوجت أولاً السير جيرارد فليتوود ثم السير فرانسيس نيذرمايل.
- السير روبرت نوليس (1547-1626) تزوج كاثرين فونجير.
كانت عائلة نوليس ذات نفوذ كبير في البلاط الإليزابيثي، وشغل العديد من أفرادها مناصب مهمة. كانت ابنته ليتيس كونتيسة ليستر، شخصية بارزة في البلاط، وابنه السير هنري نوليس كان دبلوماسيًا وجنديًا. من خلال زيجات أطفاله، أسس نوليس نفسه كشخصية رئيسية في المجتمع الإنجليزي.
سنواته الأخيرة ووفاته
استمر فرانسيس نوليس في خدمة إليزابيث الأولى حتى سنواته الأخيرة. ظل عضوًا نشطًا في مجلس الملكة الخاص وشارك في العديد من الشؤون الحكومية. توفي في 19 يوليو 1596، في روثرفيلد جرايز، أوكسفوردشاير، ودُفن هناك. لقد ترك وراءه ميراثًا لرجل دولة مخلص ومؤثر لعب دورًا مهمًا في تشكيل مسار التاريخ الإنجليزي.
إرثه
يُذكر فرانسيس نوليس بأنه شخصية بارزة في البلاط الإليزابيثي ورجل دولة مخلص خدم إنجلترا بإخلاص. لعب دورًا مهمًا في التسوية الدينية التي اتبعتها إليزابيث الأولى وكان له دور فعال في ترسيخ الكنيسة الأنجليكانية. كما شارك في الشؤون الخارجية وكان له دور فعال في حماية أمن إنجلترا. كان نوليس أيضًا رجلًا يتمتع بتدين عميق وكان ملتزمًا بتعزيز الإصلاح البروتستانتي. لقد كان شخصية بارزة في الجالية البروتستانتية الإنجليزية وكان له دور فعال في إنشاء كنيسة إنجليزية إصلاحية في فرانكفورت.
بشكل عام، كان فرانسيس نوليس شخصية معقدة ومتعددة الأوجه لعبت دورًا مهمًا في التاريخ الإنجليزي. لقد كان رجل دولة مخلصًا ومؤثرًا، ورجلًا يتمتع بتدين عميق، وشخصية بارزة في البلاط الإليزابيثي. سيتم تذكره لمساهماته في إنجلترا ولإرثه الدائم.
خاتمة
كان السير فرانسيس نوليس شخصية بارزة في إنجلترا في القرن السادس عشر، حيث خدم في البلاط الملكي في عهود هنري الثامن وإدوارد السادس وماري الأولى وإليزابيث الأولى. كان مؤيدًا قويًا للإصلاح البروتستانتي ولعب دورًا حاسمًا في التسوية الدينية في عهد إليزابيث الأولى. شغل منصب حارس ماري ملكة اسكتلندا لفترة من الوقت، وأثر على السياسة والدين في عصره. تظل حياته وإرثه موضوعًا للدراسة والاهتمام للمؤرخين.