<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ليونارد بلومفيلد في 25 مايو 1800 في كينغستون أبول هول، وهو الابن الثالث لـ جورج بلومفيلد (توفي عام 1818)، وهو قاضي المدينة، وزوجته ماري، ابنة القس ليونارد جينينز من سوفرون والدن. تلقى تعليمه في مدرسة جرامر في هول تحت إشراف القس ج. مكولوتش. في عام 1813، ذهب إلى مدرسة سانت جونز، كامبريدج. تخرج بدرجة البكالوريوس عام 1823.
أثناء وجوده في كامبريدج، أصبح مهتمًا بالتاريخ الطبيعي، وحصل على إشادة خاصة لاهتمامه بعلم الحشرات. كان صديقًا مقربًا لجون ستيفنز هينسلو، أستاذ علم النبات في كامبريدج، والذي أثر عليه بشكل كبير. كان جينينز أيضًا على معرفة بتشارلز داروين، وكثيرًا ما رافقه في رحلات جمع الحشرات.
حياته المهنية
بعد تخرجه، رُسم جينينز شماسًا في عام 1823 وكاهنًا في عام 1824. شغل عدة مناصب كنسية، بما في ذلك كونه قسيسًا في سوفرون والدن من عام 1827 إلى عام 1871. في عام 1871، تقاعد من منصبه الكنسي وانتقل إلى باث، حيث توفي في عام 1893.
اشتهر جينينز بعمله في التاريخ الطبيعي، ونشر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك علم النبات وعلم الحشرات وعلم الأسماك وعلم الطيور. كان أيضًا مساهمًا منتظمًا في المجلات العلمية، وكان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية.
إسهاماته في علم الحيوان
على الرغم من أن ليونارد جينينز لم يكن لديه نفس الشهرة التي حظي بها تشارلز داروين، إلا أنه قدم مساهمات كبيرة في مجال علم الحيوان. كان لديه اهتمام خاص بعلم الأسماك، وألف كتابًا شاملاً عن أسماك الجزر البريطانية، بعنوان “تاريخ بريطانيا للأسماك” (A History of British Fishes). وصف في هذا الكتاب العديد من الأنواع الجديدة من الأسماك، وقدم معلومات مفصلة عن بيئتها وسلوكها.
بالإضافة إلى ذلك، درس جينينز الطيور والحشرات والنباتات، وكتب عنها أيضًا. كان مراقبًا دقيقًا للطبيعة، ودائمًا ما كان يسعى إلى فهم العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها.
علاقته بتشارلز داروين
كانت علاقة جينينز بتشارلز داروين وثيقة ومثيرة للاهتمام. كان جينينز أكبر من داروين بخمس سنوات، وكان له تأثير كبير على تطور داروين المبكر كعالم طبيعة. كما ذكرنا سابقًا، غالبًا ما رافق جينينز داروين في رحلات جمع الحشرات عندما كان الاثنان في كامبريدج.
عندما أتيحت الفرصة لداروين للانضمام إلى رحلة بيغل كعالم طبيعة، عرض داروين في البداية المنصب على جينينز. ومع ذلك، رفض جينينز العرض بسبب التزامات عائلية. وهكذا، ذهب المنصب إلى داروين، الذي شرع في القيام برحلة غيّرت مجرى التاريخ العلمي.
على الرغم من أن جينينز لم يرافق بيغل، إلا أنه ظل على اتصال بداروين طوال الرحلة. أرسل داروين بانتظام عينات وملاحظات إلى جينينز، الذي ساعد في تصنيف ودراسة المواد التي جمعها داروين. بعد عودة داروين إلى إنجلترا، ساهم جينينز في “علم الحيوان في رحلة بيغل”، وهي سلسلة من الكتب التي تصف الحيوانات التي جمعها داروين خلال رحلته.
“علم الحيوان في رحلة البيغل”
بعد عودة تشارلز داروين من رحلة البيغل الشهيرة، كُلف بتأليف سلسلة من الكتب تصف النتائج العلمية للرحلة. كان “علم الحيوان في رحلة البيغل” أحد هذه الكتب، وتم تقسيمه إلى عدة أجزاء، كل منها يغطي مجموعة معينة من الحيوانات. ساهم ليونارد جينينز في قسم الأسماك من هذا الكتاب، حيث قام بوصف وتصنيف العديد من الأنواع التي جمعها داروين.
كان عمل جينينز في “علم الحيوان في رحلة البيغل” ذا قيمة كبيرة، حيث قدم معلومات مفصلة عن الأسماك التي تمت مواجهتها خلال الرحلة. ساعدت أوصافه وتصنيفاته في فهم التنوع البيولوجي البحري في المناطق التي زارها داروين، وساهمت في تطوير علم الحيوان بشكل عام.
إرثه وتأثيره
على الرغم من أن اسم ليونارد جينينز قد لا يكون معروفًا على نطاق واسع مثل اسم تشارلز داروين، إلا أنه كان عالم طبيعة موهوبًا قدم مساهمات كبيرة في مجال علم الحيوان. كان لديه اهتمام خاص بالأسماك، وقدم معلومات قيمة عن أسماك الجزر البريطانية والأسماك التي جمعها داروين خلال رحلة البيغل.
بالإضافة إلى عمله العلمي، كان جينينز أيضًا رجل دين مخلصًا، وقضى سنوات عديدة في خدمة رعيته. كان شخصية محترمة في مجتمعه، وتذكره الناس لاهتمامه بالطبيعة والتزامه بخدمة الآخرين.
- أهم إنجازاته:
- تأليف كتاب “تاريخ بريطانيا للأسماك” (A History of British Fishes).
- المساهمة في “علم الحيوان في رحلة البيغل”.
- وصف وتصنيف العديد من الأنواع الجديدة من الأسماك والحيوانات الأخرى.
- صفاته الشخصية:
- مراقب دقيق للطبيعة.
- عالم طبيعة موهوب.
- رجل دين مخلص.
- شخصية محترمة في مجتمعه.
الخلاف حول التسمية
بعد وفاة ليونارد جينينز، نشأ خلاف حول التسمية بين أحفاده. ولد ليونارد بلومفيلد وتزوج في عام 1823 وأصبح فيما بعد ليونارد جينينز، بموجب ترخيص ملكي، وذلك بعد وفاة عمه الأكبر عام 1845. في عام 1904، غيرت حفيدة جينينز، السيدة غودمان، اسمها إلى بلومفيلد، وبعد وفاتها في عام 1908، ادعى ورثتها أنها تمثل عائلة بلومفيلد الأصلية، وطالبوا بحقوق شعار النبالة. ومع ذلك، قضت محكمة النبالة بأن عائلة جينينز هي الوريث الشرعي لشعار النبالة.
خاتمة
كان ليونارد جينينز عالم طبيعة ورجل دين إنجليزيًا بارزًا. على الرغم من أنه ربما يكون معروفًا بشكل أفضل بدوره في رحلة بيغل لتشارلز داروين، إلا أنه قدم مساهمات كبيرة في علم الحيوان، وخاصة في مجال علم الأسماك. كان عمله في وصف وتصنيف الأنواع الجديدة ذا قيمة كبيرة، ولا يزال يحظى بالتقدير من قبل العلماء حتى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، كان جينينز شخصية محترمة في مجتمعه، وتذكره الناس لاهتمامه بالطبيعة والتزامه بخدمة الآخرين.