حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت ناتالي مور في دايتون، أوهايو، ونشأت في يلو سبرينغز، أوهايو. كان والدها يعمل مديرًا للأعمال، وكانت والدتها فنانة هاوية. شجعت والدتها اهتمام ناتالي بالفن، مما أثر بشكل كبير على حياتها المهنية المستقبلية. غالبًا ما كانت ناتالي ترسم وتكتب القصص منذ صغرها، مما يدل على موهبة فذة في سرد القصص والتعبير البصري.
تلقت ناتالي تعليمها في كلية سميث، حيث درست الفن. خلال فترة وجودها في الكلية، التقت بزوجها المستقبلي، صموئيل فيشر بابيت، الذي كان يدرس في كلية أمهرست. تزوجا في عام 1954، وبعد ذلك انتقلت ناتالي إلى نيويورك مع زوجها لبدء حياتهما معًا.
بداية مسيرتها المهنية
بدأت ناتالي بابيت مسيرتها المهنية كرسامة. عملت في البداية على تصميم أغلفة الكتب ورسوم توضيحية لمشاريع مختلفة. في عام 1966، كتبت ورسمت أول كتاب لها للأطفال، “ال49 الضعفاء” (The Forty-ninth Magician). كان هذا الكتاب بداية مسيرتها المهنية الناجحة في مجال أدب الأطفال.
في السنوات الأولى من مسيرتها المهنية، تعاونت ناتالي مع زوجها في عدة كتب. كان صموئيل يكتب النص، بينما تتولى ناتالي الرسوم التوضيحية. أنتج الزوجان العديد من الكتب الناجحة، بما في ذلك “ديكتاتور الكسل” (Dick Foote and the Shark) و “الرجل الأخير” (The Something).
الأبدية تاك (Tuck Everlasting)
نُشرت “الأبدية تاك” في عام 1975، وسرعان ما أصبحت علامة فارقة في أدب الأطفال. تحكي القصة عن فتاة صغيرة تدعى ويني فوستر تلتقي بعائلة تاك، التي اكتشفت ينبوعًا سحريًا يمنح الخلود. يتعين على ويني أن تقرر ما إذا كانت ستشرب من الينبوع وتنضم إلى عائلة تاك في حياة أبدية، أم أنها ستختار أن تعيش وتموت بشكل طبيعي.
استكشفت الرواية موضوعات معقدة مثل الحياة والموت والخلود وأهمية عيش الحياة على أكمل وجه. حظيت “الأبدية تاك” بإشادة واسعة النطاق، وفازت بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة كريستوفر وجائزة جان آدمز للأدب الخيالي للأطفال.
تم تكييف “الأبدية تاك” إلى فيلمين، أحدهما صدر في عام 1981 والآخر في عام 2002. كما تم تحويلها إلى مسرحية موسيقية عُرضت على مسرح برودواي في عام 2016.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى “الأبدية تاك”، كتبت ناتالي بابيت العديد من الكتب الأخرى للأطفال، بما في ذلك:
- “عين الشر” (The Eyes of the Amaryllis)
- “كنيسة الغراب” (Kneeknock Rise)
- “صياد الأحلام” (The Search for Delicious)
- “معرض فيرسير” (Herbert Rowbarge)
- “الشيء الغريب” (The Devil’s Storybook)
غالبًا ما استكشفت كتب بابيت موضوعات فلسفية ومعنوية معقدة، مثل الخير والشر والحقيقة والخيال. كانت معروفة بقدرتها على الكتابة بأسلوب بسيط ولكنه مؤثر يتردد صداه لدى القراء من جميع الأعمار.
أسلوبها ومواضيعها
تميز أسلوب كتابة ناتالي بابيت بالوضوح والبساطة والجمال. كانت تستخدم لغة دقيقة ومدروسة لخلق عوالم حية وشخصيات لا تُنسى. غالبًا ما كانت تستكشف موضوعات معقدة مثل الحياة والموت والخلود والهوية في كتبها.
كانت بابيت تؤمن بأن أدب الأطفال يجب أن يكون ممتعًا ومثيرًا للتفكير. كانت تعتقد أن الأطفال قادرون على فهم الأفكار المعقدة، وأن الكتب يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل قيمهم ومعتقداتهم.
تميزت أعمالها بالتوازن بين الخيال والواقع، وكانت قادرة على دمج العناصر الخيالية في سياقات واقعية بطريقة تجعل القصة أكثر جاذبية وتأثيرًا. غالبًا ما كانت شخصياتها تواجه تحديات أخلاقية وقرارات صعبة، مما يجبر القراء على التفكير في قيمهم ومعتقداتهم الخاصة.
جوائز وتكريمات
حصلت ناتالي بابيت على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها، بما في ذلك:
- جائزة كريستوفر عن “الأبدية تاك”
- جائزة جان آدمز للأدب الخيالي للأطفال عن “الأبدية تاك”
- ميدالية نيوبري الفضية عن “كنيسة الغراب”
- جائزة أوديسي عن “الأبدية تاك” (كتاب صوتي)
تم الإشادة بأعمالها على نطاق واسع لقيمتها الأدبية وأهميتها الثقافية. تعتبر ناتالي بابيت واحدة من أهم كتاب أدب الأطفال في القرن العشرين.
إرثها
تركت ناتالي بابيت إرثًا دائمًا ككاتبة ورسامة موهوبة ومؤثرة. ألهمت كتبها أجيالًا من القراء الشباب، ولا تزال تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع حتى اليوم. ستظل “الأبدية تاك” إلى الأبد كلاسيكية في أدب الأطفال، وسيستمر استكشافها لموضوعات الخلود والحياة والموت في جذب القراء وإثارة تفكيرهم.
بالإضافة إلى كتبها، كانت ناتالي بابيت أيضًا متحدثة محبوبة ومعلمة مخلصة. سافرت على نطاق واسع للتحدث إلى الأطفال والكبار عن أهمية القراءة والكتابة، وشجعتهم على متابعة أحلامهم والإيمان بأنفسهم.
ستظل ناتالي بابيت في الذاكرة ككاتبة استثنائية ساهمت بشكل كبير في عالم أدب الأطفال. ستستمر كلماتها ورسومها التوضيحية في إلهام القراء وإمتاعهم لأجيال قادمة.
حياتها الشخصية
تزوجت ناتالي بابيت من صموئيل فيشر بابيت عام 1954، وأنجبا ثلاثة أطفال: كريستوفر، وتوم، ولوسي. عاشت ناتالي وزوجها في العديد من الأماكن المختلفة على مر السنين، بما في ذلك نيويورك ونيو إنجلاند. توفي زوجها صموئيل في عام 2004.
استمتعت ناتالي بابيت بالقراءة والكتابة والرسم وقضاء الوقت مع عائلتها. كانت أيضًا من محبي الطبيعة، وغالبًا ما كانت تجد الإلهام في المناظر الطبيعية المحيطة بها.
توفيت ناتالي بابيت في 31 أكتوبر 2016، عن عمر يناهز 84 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا من الكتب والرسوم التوضيحية التي ستستمر في إلهام القراء وإمتاعهم لأجيال قادمة.
خاتمة
كانت ناتالي بابيت كاتبة ورسامة أمريكية موهوبة ومؤثرة. اشتهرت بروايتها “الأبدية تاك”، التي استكشفت موضوعات الخلود والحياة والموت. كتبت بابيت العديد من الكتب الأخرى للأطفال، والتي غالبًا ما استكشفت موضوعات فلسفية ومعنوية معقدة. تركت ناتالي بابيت إرثًا دائمًا ككاتبة أثرت في أجيال من القراء الشباب.