<![CDATA[
حياته
لا يُعرف الكثير عن حياة مايكل كريتوبولوس المبكرة. يُعتقد أنه ولد في جزيرة إيمبروس (الآن غوكشيدا، تركيا) حوالي عام 1410. كان كريتوبولوس شخصية بارزة في إيمبروس، وشارك في الشؤون السياسية للجزيرة. بعد سقوط القسطنطينية عام 1453، دخل في خدمة السلطان محمد الفاتح، الذي كان معجبًا به وبمعرفته.
يُفترض أن كريتوبولوس كان من عائلة ثرية ومؤثرة في إيمبروس. يشير عمله التاريخي إلى أنه تلقى تعليمًا جيدًا، وربما درس في القسطنطينية قبل سقوطها. معرفته باللغة اليونانية الكلاسيكية والتاريخ اليوناني والروماني واضحة في كتاباته.
بعد سقوط القسطنطينية، سعى كريتوبولوس إلى التعاون مع العثمانيين، معتقدًا أن هذا هو المسار الوحيد للحفاظ على بعض الاستقلالية والازدهار للمجتمع اليوناني. خدم كمستشار ومبعوث لمحمد الفاتح، ولعب دورًا في المفاوضات بين العثمانيين واليونانيين.
عمله التاريخي
إن العمل الرئيسي لكريتوبولوس هو تاريخ الفتوحات العثمانية، والذي يُعرف أيضًا باسم “تاريخ محمد الفاتح”. يغطي هذا العمل الفترة من بداية عهد محمد الفاتح في عام 1451 حتى عام 1467. وهو مصدر قيم لفهم التوسع العثماني في القرن الخامس عشر، وخاصة سقوط القسطنطينية والحرب العثمانية – البندقية الأولى.
يكتب كريتوبولوس بأسلوب كلاسيكي يوناني، مستخدمًا لغة معقدة ومتقنة. إنه يقلد المؤرخين اليونانيين القدماء مثل ثوسيديدس وهيرودوت. غالبًا ما يصور محمد الفاتح كحاكم عادل وحكيم، مع التركيز على قدرته العسكرية ومهاراته الإدارية. ومع ذلك، فإنه لا يخفي أيضًا عنف ووحشية الفتوحات العثمانية.
ينقسم تاريخ كريتوبولوس إلى خمسة كتب:
- الكتاب الأول: يغطي الفترة من 1451 إلى 1453، ويركز على الاستعدادات العثمانية لغزو القسطنطينية.
- الكتاب الثاني: يصف حصار القسطنطينية وسقوطها في عام 1453.
- الكتاب الثالث: يغطي الفترة من 1453 إلى 1456، ويركز على توطيد الحكم العثماني في القسطنطينية وحملاتهم في البلقان.
- الكتاب الرابع: يصف الحرب العثمانية – البندقية الأولى (1463-1479).
- الكتاب الخامس: يغطي الفترة من 1467 فصاعدًا، ويصف الحملات العثمانية في آسيا الصغرى واليونان.
على الرغم من أن كريتوبولوس كان مواليًا لمحمد الفاتح، إلا أنه كان أيضًا وطنيًا يونانيًا. كان يأمل في أن يتمكن اليونانيون من الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم تحت الحكم العثماني. كان يعتقد أن التعاون مع العثمانيين هو أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.
يعد تاريخ كريتوبولوس مصدرًا مهمًا لفهم الفترة الانتقالية بعد سقوط القسطنطينية. إنه يوفر نظرة ثاقبة للعلاقات بين العثمانيين واليونانيين، وكذلك للسياسة والثقافة في القرن الخامس عشر.
أهمية عمله
تكمن أهمية عمل كريتوبولوس في عدة جوانب:
- مصدر معاصر: يعتبر عمله مصدرًا معاصرًا للأحداث التي يصفها، مما يجعله ذا قيمة خاصة.
- وجهة نظر فريدة: يقدم وجهة نظر فريدة من نوعها حول الفتوحات العثمانية من وجهة نظر يوناني بيزنطي خدم في البلاط العثماني.
- تفاصيل تاريخية: يحتوي على تفاصيل تاريخية مهمة حول الأحداث العسكرية والسياسية والثقافية في الفترة التي يغطيها.
- أسلوب كلاسيكي: يُظهر أسلوبه الكلاسيكي في الكتابة تأثير المؤرخين اليونانيين القدماء، مما يجعله عملاً أدبيًا مهمًا.
على الرغم من أن عمل كريتوبولوس يعتبر بشكل عام موثوقًا به، إلا أنه من المهم أن نتذكر أنه كان يكتب من وجهة نظر محددة. كان مواليًا لمحمد الفاتح، وكان يأمل في أن يتمكن اليونانيون من العيش بسلام تحت الحكم العثماني. لذلك، قد يكون عمله متحيزًا بعض الشيء لصالح العثمانيين.
ومع ذلك، يظل تاريخ كريتوبولوس مصدرًا لا غنى عنه لفهم التاريخ العثماني والبيزنطي في القرن الخامس عشر. إنه يوفر نظرة ثاقبة للعلاقات المعقدة بين العثمانيين واليونانيين، وكذلك للتغيرات السياسية والثقافية التي حدثت في أعقاب سقوط القسطنطينية.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى تاريخ الفتوحات العثمانية، يُنسب إلى كريتوبولوس بعض الأعمال الأخرى، على الرغم من أن نسبتها إليه ليست مؤكدة تمامًا. تتضمن هذه الأعمال:
- خطابات: يُعتقد أنه كتب عددًا من الخطابات إلى شخصيات بارزة في عصره، بما في ذلك محمد الفاتح والبابا بيوس الثاني.
- مقالات: يُنسب إليه بعض المقالات القصيرة حول مواضيع مختلفة، مثل السياسة والأخلاق والفلسفة.
ومع ذلك، فإن تاريخ الفتوحات العثمانية هو العمل الوحيد لكريتوبولوس الذي نجا كاملاً. إن أعماله الأخرى معروفة فقط من خلال مقتطفات أو إشارات في مصادر أخرى.
تأثيره
كان لكريتوبولوس تأثير كبير على المؤرخين اللاحقين الذين كتبوا عن الفتوحات العثمانية. استُخدم عمله كمصدر رئيسي من قبل العديد من المؤرخين، بما في ذلك لاونيكوس شالكوكونديليس ودوكاس. كما تُرجم عمله إلى عدة لغات، مما جعله متاحًا لجمهور أوسع.
يُعتبر كريتوبولوس اليوم أحد أهم المؤرخين البيزنطيين في القرن الخامس عشر. عمله هو شهادة قيمة على الفترة الانتقالية بعد سقوط القسطنطينية، ويوفر نظرة ثاقبة للعلاقات المعقدة بين العثمانيين واليونانيين.
خاتمة
كان مايكل كريتوبولوس مؤرخًا وسياسيًا وعالمًا يونانيًا بيزنطيًا عاش في القرن الخامس عشر. يُعرف بشكل أساسي بعمله التاريخي “تاريخ محمد الفاتح”، الذي يغطي الفترة من 1451 إلى 1467 ويركز على الفتوحات العثمانية. يعتبر عمله مصدرًا قيمًا لفهم التوسع العثماني في القرن الخامس عشر، وخاصة سقوط القسطنطينية والحرب العثمانية – البندقية الأولى. على الرغم من أنه كان مواليًا لمحمد الفاتح، إلا أنه كان أيضًا وطنيًا يونانيًا، وكان يأمل في أن يتمكن اليونانيون من الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم تحت الحكم العثماني. يظل عمل كريتوبولوس مصدرًا لا غنى عنه لفهم التاريخ العثماني والبيزنطي في القرن الخامس عشر.