تاريخ تروم ونشأته
تأسس تروم في الأصل كثنائي في أواخر التسعينيات من قبل الفنانين رياندر فورستر و مارتن فيسر. التقى فورستر وفيسر أثناء دراستهما في الكلية، وسرعان ما اكتشفا اهتمامًا مشتركًا بالموسيقى التجريبية والصوتية. بدأ الثنائي في تجربة آلات مختلفة وتقنيات تسجيل غير تقليدية، مما أدى في النهاية إلى تشكيل مشروع تروم. جاء اسم “تروم” من كلمة ألمانية قديمة تعني “حلم” أو “وهم”، مما يعكس طبيعة الصوت الحالمة والغريبة التي يسعى المشروع إلى التقاطها.
منذ بداياته المتواضعة، تطور تروم ليصبح كيانًا متغيرًا باستمرار، مع انضمام أعضاء جدد ومغادرة آخرين بمرور الوقت. ومع ذلك، ظل جوهر المشروع ثابتًا، مع التركيز على استكشاف المناظر الصوتية المعقدة والعواطف الكثيفة من خلال استخدام الآلات الإلكترونية والتقنيات التجريبية.
الأسلوب الموسيقي لتروم
يتميز الأسلوب الموسيقي لتروم بتنوعه وشموله، حيث يدمج عناصر من أنواع مختلفة لإنشاء صوت فريد ومميز. تشمل بعض التأثيرات الرئيسية على موسيقى تروم:
- موسيقى الدرون: يعتمد تروم بشكل كبير على الدرون، وهي عبارة عن نغمات أو أصوات مستمرة يتم الحفاظ عليها لفترات طويلة. تخلق هذه الدرون جوًا غامرًا وتنويميًا، وتدعو المستمع إلى الانغماس في المشهد الصوتي.
- الموسيقى المحيطة: يدمج تروم عناصر من الموسيقى المحيطة، مع التركيز على إنشاء مناظر صوتية واسعة النطاق وغلافية. تستخدم هذه العناصر لخلق شعور بالمساحة والعمق في الموسيقى.
- موسيقى الضوضاء: لا يخشى تروم دمج عناصر من موسيقى الضوضاء في أعماله. يتم استخدام الضوضاء لخلق التوتر والانزعاج، وكذلك لإضافة طبقة من الملمس والتعقيد إلى المشهد الصوتي.
- الموسيقى التجريبية: يشتهر تروم بنهجه التجريبي في الموسيقى. غالبًا ما يستخدم المشروع آلات غير تقليدية وتقنيات تسجيل لإنشاء أصوات فريدة وغير متوقعة.
بالإضافة إلى هذه التأثيرات الرئيسية، يدمج تروم أيضًا عناصر من الموسيقى الصناعية، والموسيقى الملموسة، والأنواع التجريبية الأخرى. ينتج عن هذا مزيج فريد من الأساليب التي تجعل موسيقى تروم صعبة التصنيف ولكنها آسرة.
الألبومات البارزة
أصدر تروم عددًا كبيرًا من الألبومات على مر السنين، كل منها يستكشف جوانب مختلفة من أسلوبه الموسيقي. فيما يلي بعض الألبومات البارزة:
- Sen (2000): يعتبر هذا الألبوم غالبًا نقطة انطلاق تروم. يقدم Sen مزيجًا من موسيقى الدرون والموسيقى المحيطة، مع مناظر صوتية واسعة النطاق وأجواء غلافية.
- Ryna (2004): في هذا الألبوم، يتعمق تروم في موسيقى الضوضاء والموسيقى التجريبية. Ryna هو ألبوم مكثف وصعب، ولكنه أيضًا مجزٍ للغاية.
- Tjukurrpa, Pt. 1 & 2 (2007): هذا الألبوم المزدوج عبارة عن استكشاف واسع النطاق للموسيقى الدرون والموسيقى المحيطة. Tjukurrpa هو ألبوم غامر وتنويمي، يدعو المستمع إلى الانغماس في المشهد الصوتي.
- Ealdagspell (2010): يمثل هذا الألبوم تحولًا نحو صوت أكثر لحنية، مع عناصر من الموسيقى الشعبية والموسيقى الكلاسيكية. Ealdagspell هو ألبوم جميل ومؤثر، ولكنه لا يزال يحتفظ بحافة تروم التجريبية.
- Something to Lose (2016): يستكشف هذا الألبوم موضوعات الخسارة والفقدان، مع مناظر صوتية كئيبة ومؤرقة. Something to Lose هو ألبوم قوي ومؤثر، ولكنه أيضًا ألبوم صعب الاستماع إليه.
بالإضافة إلى هذه الألبومات البارزة، أصدر تروم أيضًا عددًا كبيرًا من الألبومات القصيرة والتعاونات والمجموعات. تظهر هذه الإصدارات تنوع المشروع ورغبته في استكشاف مناطق صوتية جديدة.
تأثير تروم وإرثه
كان لتروم تأثير كبير على مشهد الموسيقى الصناعية والتجريبية. لقد ألهم المشروع عددًا لا يحصى من الفنانين، وقد تمت الإشادة به لنهجه المبتكر في الصوت. غالبًا ما يُستشهد بتروم كواحد من أهم الأسماء في موسيقى الدرون والموسيقى المحيطة، وقد ساهم عملهم في تشكيل المناظر الصوتية للموسيقى التجريبية الحديثة.
يستمر تروم في إصدار الموسيقى والأداء الحي، ولا يزال قوة دافعة في عالم الموسيقى التجريبية. إن تفانيهم في استكشاف حدود الصوت والتزامهم بإنشاء تجارب غامرة جعلهم من الرواد الحقيقيين في مجالهم.
العروض الحية
تشتهر عروض تروم الحية بكثافتها وغلافها الجوي. يستخدم المشروع مجموعة متنوعة من الآلات الإلكترونية وتقنيات التسجيل لإنشاء تجربة صوتية فريدة من نوعها لكل عرض. غالبًا ما تتضمن عروض تروم عناصر بصرية، مثل الإضاءة والبروجيكتورات، لتعزيز التأثير العام.
غالبًا ما تُقام عروض تروم في أماكن غير تقليدية، مثل المصانع المهجورة والمباني التاريخية. تضيف هذه الأماكن إلى الجو العام للعروض، مما يجعلها تجربة لا تُنسى حقًا.
تعاونات تروم
تعاون تروم مع عدد من الفنانين الآخرين على مر السنين، بما في ذلك:
- Nyarum
- Martijn de Kleer
- Con-Dom
- Daniel Menche
تعرض هذه التعاونات تنوع تروم ورغبته في استكشاف مناطق صوتية جديدة.
الآلات المستخدمة
يستخدم تروم مجموعة متنوعة من الآلات الالكترونية و التقنيات التجريبية في موسيقاهم، بما في ذلك:
- المزامنات (Synthesizers)
- معالجة الإشارات الرقمية (Digital signal processing)
- الحقل المغناطيسي (Field recordings)
- الآلات المصممة خصيصا (Custom-built instruments)
خاتمة
تروم هو مشروع موسيقي ألماني رائد يستكشف حدود الموسيقى التجريبية. بفضل مزيجه الفريد من موسيقى الدرون والموسيقى المحيطة وموسيقى الضوضاء، ابتكر تروم صوتًا مميزًا ومؤثرًا. سواء من خلال ألبوماتهم المسجلة أو عروضهم الحية المكثفة، يواصل تروم تحدي وإلهام المستمعين في جميع أنحاء العالم.