الشريان الوتدي الحنكي (Sphenopalatine Artery)
الشريان الوتدي الحنكي هو أحد الفروع النهائية للشريان الفكي العلوي، وهو بدوره فرع من الشريان السباتي الظاهري. يعتبر هذا الشريان من الأوعية الدموية الهامة التي تغذي الأنف والجيوب الأنفية والحنك. يشتهر الشريان الوتدي الحنكي بدوره في حالات الرعاف الشديد (نزيف الأنف)، حيث يُعرف غالبًا باسم “شريان الرعاف”.
مسار الشريان:
- ينشأ الشريان الوتدي الحنكي من الشريان الفكي العلوي في الحفرة الوتدية الحنكية.
- يدخل الأنف عبر الثقبة الوتدية الحنكية، وهي فتحة تقع في الجدار الجانبي للأنف.
- يتفرع الشريان داخل الأنف إلى عدة فروع أصغر تغذي الغشاء المخاطي المبطن للأنف، بالإضافة إلى الجيوب الأنفية والحنك.
أهمية الشريان:
- تغذية الأنف والجيوب الأنفية: يوفر الشريان الوتدي الحنكي الدم والأكسجين اللازمين لخلايا الأنف والجيوب الأنفية، مما يساعد في الحفاظ على وظائفها الطبيعية، مثل ترطيب الهواء وتصفيته.
- الرعاف (نزيف الأنف): نظرًا لموقع الشريان الوتدي الحنكي وقربه من سطح الغشاء المخاطي للأنف، فإنه يعتبر من المواقع الشائعة لنزيف الأنف. يمكن أن يحدث النزيف نتيجة لجفاف الأنف أو إصابة مباشرة أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات النزيف.
- التدخلات الجراحية: يلعب الشريان الوتدي الحنكي دورًا مهمًا في العمليات الجراحية التي تُجرى في الأنف والجيوب الأنفية. قد يحتاج الجراحون إلى تحديد موقع الشريان وإغلاقه (ربطه أو كيّه) للسيطرة على النزيف أثناء الجراحة أو لعلاج حالات الرعاف المزمن.
الحفرة الوتدية الحنكية (Sphenopalatine Fossa)
الحفرة الوتدية الحنكية هي فراغ صغير يقع في عمق الوجه، خلف الجيب الفكي العلوي وأسفل العين. تعتبر هذه الحفرة نقطة عبور هامة للأعصاب والأوعية الدموية التي تغذي الوجه والأنف والحنك. يمر عبر الحفرة الوتدية الحنكية الشريان الوتدي الحنكي، بالإضافة إلى العصب الفكي العلوي (أحد فروع العصب ثلاثي التوائم) والعديد من الأعصاب الصغيرة الأخرى.
أهمية الحفرة الوتدية الحنكية:
- نقطة عبور للأعصاب والأوعية الدموية: تعمل الحفرة الوتدية الحنكية كمحطة توزيع رئيسية للأعصاب والأوعية الدموية التي تغذي منطقة الوجه.
- الوصول الجراحي: يمكن الوصول إلى الحفرة الوتدية الحنكية جراحيًا لعلاج بعض الحالات المرضية، مثل أورام الأنف والجيوب الأنفية وأورام الأعصاب.
العظم الوتدي (Sphenoid Bone)
العظم الوتدي هو عظم معقد الشكل يقع في قاعدة الجمجمة، ويشكل جزءًا من أرضية الحجاج (تجويف العين) وجدران الأنف الجانبية. يحتوي العظم الوتدي على العديد من الفتحات والثقوب التي تسمح بمرور الأعصاب والأوعية الدموية، بما في ذلك الثقبة الوتدية الحنكية التي يمر عبرها الشريان الوتدي الحنكي.
أهمية العظم الوتدي:
- دعم الجمجمة: يوفر العظم الوتدي الدعم الهيكلي للجمجمة ويحمي الدماغ.
- حماية الأعصاب والأوعية الدموية: تحيط أجزاء من العظم الوتدي بالأعصاب والأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي الرأس والوجه، مما يوفر لها الحماية.
- تشكيل تجويف الأنف: يشكل العظم الوتدي جزءًا من جدران الأنف الجانبية، وبالتالي فهو يساهم في شكل ووظيفة الأنف.
الأعصاب الوتدية الحنكية (Sphenopalatine Nerves)
تشير الأعصاب الوتدية الحنكية إلى مجموعة من الفروع العصبية الصغيرة التي تنشأ من العقدة الوتدية الحنكية، وهي عبارة عن تجمع من الخلايا العصبية يقع في الحفرة الوتدية الحنكية. تحمل هذه الأعصاب معلومات حسية وحركية إلى مناطق مختلفة من الأنف والحنك والبلعوم.
وظائف الأعصاب الوتدية الحنكية:
- الحس: تحمل الأعصاب الوتدية الحنكية معلومات حسية من الغشاء المخاطي المبطن للأنف والحنك والبلعوم، مثل الإحساس باللمس والألم والحرارة.
- الإفراز: تنقل الأعصاب الوتدية الحنكية إشارات عصبية إلى الغدد اللعابية الموجودة في الحنك، مما يحفز إفراز اللعاب.
- الحركة: قد تلعب الأعصاب الوتدية الحنكية دورًا في التحكم في بعض عضلات البلعوم.
علاج الرعاف (Epistaxis) الناتج عن الشريان الوتدي الحنكي
عندما يكون الرعاف ناتجًا عن الشريان الوتدي الحنكي، قد تتطلب الحالة تدخلًا طبيًا للسيطرة على النزيف. تشمل الخيارات العلاجية المحتملة:
- الضغط المباشر: يمكن محاولة إيقاف النزيف عن طريق الضغط المباشر على الأنف لمدة 10-15 دقيقة.
- حشو الأنف: يتم إدخال مادة ماصة أو بالون صغير إلى الأنف للضغط على الأوعية الدموية ووقف النزيف.
- كيّ الشريان: يتم استخدام الحرارة أو التيار الكهربائي لإغلاق الشريان الوتدي الحنكي ووقف النزيف.
- ربط الشريان: في بعض الحالات، قد يلجأ الجراحون إلى ربط الشريان الوتدي الحنكي جراحيًا لمنع النزيف.
- حقن الشريان: في بعض الحالات يتم حقن الشريان بمواد تعمل على اغلاقه من الداخل.
الأهمية السريرية
فهم التشريح التفصيلي للشريان الوتدي الحنكي والحفرة الوتدية الحنكية له أهمية كبيرة في الممارسة السريرية، خاصةً في مجال جراحة الأنف والأذن والحنجرة. يساعد هذا الفهم الأطباء على:
- تشخيص وعلاج الرعاف: تحديد مصدر النزيف وتطبيق العلاج المناسب.
- تخطيط العمليات الجراحية: تجنب إصابة الأعصاب والأوعية الدموية الهامة أثناء الجراحة.
- علاج أورام الأنف والجيوب الأنفية: استئصال الأورام مع الحفاظ على وظائف الأنف والجيوب الأنفية.
خاتمة
باختصار، “وتدي حنكي” مصطلح يشير إلى مجموعة من المفاهيم التشريحية الهامة في منطقة الرأس والوجه، بما في ذلك الشريان الوتدي الحنكي الذي يشتهر بدوره في حالات الرعاف، والحفرة الوتدية الحنكية التي تعتبر نقطة عبور للأعصاب والأوعية الدموية، والعظم الوتدي الذي يشكل جزءًا من قاعدة الجمجمة. فهم هذه المفاهيم ضروري لتشخيص وعلاج العديد من الحالات المرضية التي تصيب الأنف والجيوب الأنفية.