الخلفية والتصميم
تم وضع عارضة يو إس إس إنجلاند في 6 أكتوبر 1943 في حوض بناء السفن البحرية في جزيرة مير، كاليفورنيا. تم إطلاقها في 9 يناير 1944، برعاية السيدة إدوينا إنجلاند، والدة الملازم إنجلاند. تم تكليف السفينة في 10 فبراير 1944، تحت قيادة الملازم القائد والت ر. ريد.
كانت السفينة إنجلاند جزءاً من فئة “باكلي” من سفن المرافقة المدمرة. صُممت هذه السفن لتوفير مرافقة وحماية للقوافل والسفن التجارية، بالإضافة إلى القيام بدوريات مضادة للغواصات. كانت سفن فئة باكلي أصغر وأبطأ من المدمرات التقليدية، ولكنها كانت أرخص وأسرع في الإنتاج، مما جعلها مثالية لتلبية الحاجة الملحة لسفن المرافقة خلال الحرب.
تضمنت تجهيزات السفينة إنجلاند مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك:
- ثلاثة مدافع عيار 3 بوصات/50: تستخدم للدفاع ضد السفن والطائرات.
- مدفع رباعي عيار 1.1 بوصة ومدفعية مضادة للطائرات عيار 20 ملم: للدفاع الجوي القريب.
- قاذفات طوربيدات: لمهاجمة الغواصات والسفن السطحية.
- قاذفات قنابل عمق وقاذفات هاون: للهجوم على الغواصات الغاطسة.
بالإضافة إلى أسلحتها، كانت السفينة إنجلاند مجهزة برادار وسونار متطورين، مما سمح لها باكتشاف وتتبع الغواصات بفعالية.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من التدريب، تم إرسال السفينة إنجلاند إلى المحيط الهادئ في مارس 1944. سرعان ما انضمت إلى فرقة العمل 77.4، وهي مجموعة من حاملات المرافقة والمدمرات وسفن المرافقة المدمرة المكلفة بدعم العمليات البرمائية في المحيط الهادئ.
في مايو 1944، شاركت السفينة إنجلاند في سلسلة من العمليات المضادة للغواصات الناجحة بشكل استثنائي. في غضون 12 يوماً فقط، تمكنت من تدمير ست غواصات يابانية:
- الغواصة I-16: تم تدميرها في 13 مايو 1944.
- الغواصة Ro-106: تم تدميرها في 14 مايو 1944.
- الغواصة Ro-116: تم تدميرها في 19 مايو 1944.
- الغواصة Ro-108: تم تدميرها في 21 مايو 1944.
- الغواصة Ro-105: تم تدميرها في 22 مايو 1944.
- الغواصة Ro-104: تم تدميرها في 24 مايو 1944.
تم تحقيق هذه الإنجازات من خلال مزيج من العمل الجماعي الممتاز، واستخدام فعال للسونار والرادار، والمثابرة في مطاردة وتدمير الغواصات المعادية. أصبحت السفينة إنجلاند رمزاً للفعالية في الحرب المضادة للغواصات.
الأضرار والإصلاح
في 26 مايو 1944، بعد يومين فقط من تدمير الغواصة السادسة، تعرضت السفينة إنجلاند لأضرار بالغة نتيجة لهجوم انتحاري بطائرة كاميكازي. اصطدمت الطائرة بالسفينة بالقرب من خط الماء، مما أدى إلى انفجار كبير وإشعال حريق. لحسن الحظ، تمكن طاقم السفينة من السيطرة على الحريق وإصلاح الأضرار بشكل كافٍ للسماح لها بالعودة إلى ميناء بيرل هاربر لإجراء إصلاحات واسعة النطاق.
استمرت الإصلاحات عدة أشهر، وعادت السفينة إنجلاند إلى الخدمة في المحيط الهادئ في أواخر عام 1944. شاركت في عدة عمليات أخرى حتى نهاية الحرب، بما في ذلك معركة أوكيناوا.
نهاية الخدمة
بعد نهاية الحرب، تم إيقاف تشغيل السفينة إنجلاند في 15 أكتوبر 1945، وتم وضعها في الاحتياط. تم شطبها من سجل البحرية في 28 نوفمبر 1945، وبيعت للخردة في 26 نوفمبر 1946.
على الرغم من خدمتها القصيرة، تركت السفينة إنجلاند إرثاً دائماً في تاريخ البحرية الأمريكية. إن سجلها في تدمير الغواصات لا يزال رقماً قياسياً حتى اليوم، وهي شهادة على كفاءة وتفاني طاقمها.
الجوائز والتكريمات
حصلت السفينة إنجلاند على وسام الوحدة الرئاسي و 9 نجوم للخدمة عن خدمتها في الحرب العالمية الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسمية العديد من المواقع والمعالم تكريماً للسفينة إنجلاند وطاقمها، بما في ذلك:
- جسر يو إس إس إنجلاند ميموريال: جسر في إيفريت، واشنطن.
- بارك يو إس إس إنجلاند ميموريال: حديقة في إيفريت، واشنطن.
الأهمية التاريخية
تمثل السفينة إنجلاند رمزاً للبراعة والتفاني اللذين أظهرهما أفراد البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية. إن سجلها الاستثنائي في تدمير الغواصات يؤكد أهمية الحرب المضادة للغواصات في ضمان سلامة القوافل البحرية وحماية المصالح الأمريكية في المحيط الهادئ. كما أنها تجسد التضحيات التي قدمها البحارة الأمريكيون في الدفاع عن الحرية والديمقراطية خلال هذه الفترة الحاسمة من التاريخ.
الدروس المستفادة
توفر قصة السفينة إنجلاند العديد من الدروس القيمة حول أهمية التدريب الفعال، والعمل الجماعي، والتكنولوجيا المتقدمة في الحرب البحرية. كما تؤكد على أهمية المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات غير المتوقعة، كما يتضح من قدرة طاقم السفينة على السيطرة على الأضرار الناجمة عن هجوم الكاميكازي والاستمرار في القتال. يمكن تطبيق هذه الدروس على مجموعة واسعة من السياقات، من العمليات العسكرية إلى المساعي المدنية.
خاتمة
كانت يو إس إس إنجلاند (دي إي-635) سفينة مرافقة مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية، تميزت بخدمتها البطولية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصةً في تدمير ست غواصات يابانية في غضون 12 يوماً فقط. على الرغم من الأضرار التي لحقت بها جراء هجوم الكاميكازي، إلا أنها استمرت في الخدمة حتى نهاية الحرب. تُعد قصة السفينة إنجلاند شهادة على شجاعة وتفاني أفراد البحرية الأمريكية، وتُذكرنا بأهمية الحرب المضادة للغواصات في حماية المصالح الوطنية.