نشأته وتعليمه
ولد آگه نيلز بور في كوبنهاغن بالدنمارك في 19 يونيو 1922. كان الابن الرابع لعالم الفيزياء نيلز بور وزوجته مارغريت نورلوند. نشأ في معهد الفيزياء النظرية بجامعة كوبنهاغن، حيث كان والده مديرًا. كان للمعهد بيئة دولية نابضة بالحياة، حيث كان يلتقي كبار الفيزيائيين بانتظام لمناقشة أحدث التطورات في الفيزياء.
خلال الاحتلال الألماني للدنمارك في الحرب العالمية الثانية، فرت عائلة بور إلى السويد في عام 1943. وبعد ذلك، سافر آگه مع والده إلى الولايات المتحدة، حيث عمل نيلز بور مستشارًا لمشروع مانهاتن. عاد آگه إلى الدنمارك في عام 1945 واستأنف دراسته في جامعة كوبنهاغن، حيث حصل على درجة الماجستير في عام 1946.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الماجستير، عمل آگه بور في معهد الفيزياء النظرية في كوبنهاغن. في عام 1948، قضى عامًا في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون بالولايات المتحدة، حيث عمل مع كبار الفيزيائيين مثل روبرت أوبنهايمر. عاد إلى كوبنهاغن في عام 1949 وأصبح أستاذًا في جامعة كوبنهاغن في عام 1956. خلف والده في منصب مدير معهد الفيزياء النظرية في عام 1962، وشغل هذا المنصب حتى عام 1970.
ركزت أبحاث بور على الفيزياء النووية، وخاصة بنية النواة الذرية وحركة الجسيمات فيها. في الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ بور بالتعاون مع بن روي موتيلسون لتطوير نموذج جديد للنواة الذرية. استند هذا النموذج إلى فكرة أن النواة ليست كرة صلبة، ولكنها تتكون من طبقات من النيوكليونات التي يمكن أن تتحرك وتتفاعل مع بعضها البعض. اقترح بور وموتيلسون أن النواة يمكن أن تتشوه، مما يؤدي إلى حالات إثارة دورانية واهتزازية.
أظهر بور وموتيلسون أن هذا النموذج يمكن أن يفسر العديد من الخصائص التجريبية للنواة الذرية، مثل عزمها الرباعي وطيفها الطاقي. كما أظهروا أن النموذج يمكن أن يستخدم للتنبؤ بخصائص النوى الجديدة.
في عام 1975، تقاسم بور وموتيلسون وجيمس رينوتر جائزة نوبل في الفيزياء لعملهم على بنية النواة الذرية. اعترف خطاب نوبل الخاص بآگه بور بالدور الحاسم الذي لعبه والده، نيلز بور، في تشكيل حياته المهنية وتطوره كعالم فيزياء.
بالإضافة إلى عمله في الفيزياء النووية، كان بور مهتمًا أيضًا بقضايا الحد من التسلح والسلام. كان عضوًا نشطًا في حركة العلماء من أجل السلام، وعمل على تعزيز الحوار الدولي والتعاون في مجال الحد من التسلح.
إسهاماته العلمية
تشمل إسهامات آگه بور العلمية الرئيسية ما يلي:
- تطوير النموذج الجماعي للنواة الذرية: بالتعاون مع بن روي موتيلسون وجيمس رينوتر، طور بور النموذج الجماعي للنواة الذرية، والذي يصف النواة بأنها نظام ديناميكي يمكن أن يخضع لتشوهات وحركات جماعية.
- تفسير الخصائص النووية: ساهم بور بشكل كبير في تفسير الخصائص النووية مثل العزوم الكهربائية والمغناطيسية، والأطياف الطاقية، والانتقالات النووية.
- التحقيق في حالات الإثارة النووية: درس بور حالات الإثارة النووية، مثل حالات الدوران والاهتزاز، وقدم رؤى حول بنية النواة الذرية.
- تطوير تقنيات تجريبية: ساهم بور في تطوير التقنيات التجريبية المستخدمة في الفيزياء النووية، مثل مطياف بيتا وأجهزة الكشف عن الجسيمات المشحونة.
- تعزيز التعاون الدولي: لعب بور دورًا رائدًا في تعزيز التعاون الدولي في مجال الفيزياء النووية، مما ساهم في تقدم هذا المجال.
الجوائز والتكريمات
حصل آگه بور على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته العلمية، بما في ذلك:
- جائزة نوبل في الفيزياء (1975)
- ميدالية ماكس بلانك (1970)
- جائزة الذرة من أجل السلام (1969)
- الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات
حياته الشخصية
تزوج آگه بور من مارييت سولي في عام 1950. أنجبا ثلاثة أطفال. كان آگه بور شغوفًا بالموسيقى الكلاسيكية، وكان يعزف على البيانو. كان أيضًا مهتمًا بالتاريخ والفلسفة.
توفي آگه بور في كوبنهاغن في 8 سبتمبر 2009 عن عمر يناهز 87 عامًا. ترك وراءه إرثًا علميًا كبيرًا، وسيظل يُذكر كواحد من أبرز علماء الفيزياء النووية في القرن العشرين.
خاتمة
كان آگه نيلز بور عالم فيزياء نووية دنماركيًا بارزًا، اشتهر بعمله الرائد في تطوير النموذج الجماعي للنواة الذرية. تقاسم جائزة نوبل في الفيزياء عام 1975 لتقديم مساهمات كبيرة في فهم بنية النواة الذرية وحركة الجسيمات فيها. لعب آگه بور أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الدولي في مجال الفيزياء النووية، وسيظل يُذكر كواحد من أبرز العلماء في هذا المجال.