نشأته وتعليمه
ولد سيد جلال الدين عمري في عام 1935 في ولاية أندرا براديش في الهند. تلقى تعليمه المبكر في مدارس تقليدية، حيث درس اللغة العربية والعلوم الإسلامية. ثم التحق بالجامعة العثمانية في حيدر أباد، حيث حصل على درجة الماجستير في الأدب العربي. وقد ظهر عليه شغفه بالتعلم والبحث العلمي منذ صغره.
كان لعمري اهتمام كبير بدراسة الفكر الإسلامي، وتعلم من العلماء البارزين في عصره. وقد تأثر بشكل خاص بأفكار الإمام أبو الأعلى المودودي، مؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية. وقد ساهمت هذه الخلفية التعليمية والفكرية في تشكيل شخصيته كعالم ومفكر إسلامي.
مسيرته المهنية
بدأ سيد جلال الدين عمري مسيرته المهنية كأستاذ للغة العربية في جامعة علي كرك، ثم انتقل للعمل في الجماعة الإسلامية في الهند. انخرط في الأنشطة الدعوية والتوعوية للجماعة، وتدرج في المناصب القيادية حتى أصبح أمير الجماعة في عام 2007. وقد لعب دورًا محوريًا في توجيه الجماعة وتعزيز دورها في المجتمع الهندي.
خلال فترة قيادته للجماعة، سعى عمري إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، والتركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم المسلمين في الهند. كما عمل على تطوير المؤسسات التعليمية والثقافية التابعة للجماعة، ونشر الوعي الإسلامي الصحيح. وقد اشتهر بأسلوبه الهادئ والمتزن في التعامل مع القضايا الخلافية.
مؤلفاته وإسهاماته
ترك سيد جلال الدين عمري إرثًا غنيًا من المؤلفات والأعمال الفكرية. كتب العديد من الكتب والمقالات في مجالات متنوعة، بما في ذلك الفكر الإسلامي، والقضايا الاجتماعية، والتاريخ الإسلامي. تميزت كتاباته بالعمق والتحليل الموضوعي، والقدرة على تبسيط الأفكار المعقدة للقراء العاديين. وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى لغات أخرى.
من بين أبرز مؤلفاته:
- “الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة”
- “الدعوة الإسلامية في الهند”
- “المرأة في الإسلام”
- “الإسلام والديمقراطية”
بالإضافة إلى كتاباته، ساهم عمري في تأسيس العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية في الهند. كما شارك في المؤتمرات والندوات الدولية، وساهم في نشر الوعي بالإسلام الصحيح. وقد حظي بتقدير كبير من العلماء والمفكرين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
أدواره القيادية
شغل سيد جلال الدين عمري مناصب قيادية متعددة، ليس فقط في الجماعة الإسلامية في الهند، بل أيضًا في منظمات أخرى. كان له دور فعال في تعزيز التعاون بين المسلمين والمنظمات الأخرى في الهند. وساهم في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.
كان عمري يعتبر صوتًا معتدلاً ومنفتحًا في الساحة الإسلامية الهندية. عمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، ورفض التطرف والعنف. وقد ساهمت قيادته الحكيمة في الحفاظ على وحدة المسلمين في الهند، وتعزيز دورهم في المجتمع.
وفاته
توفي سيد جلال الدين عمري في 26 أغسطس 2022، عن عمر يناهز 87 عامًا. وقد أثار رحيله حزنًا عميقًا في أوساط المسلمين في الهند والعالم. فقد فقدوا عالمًا ومفكرًا متميزًا، ترك إرثًا غنيًا من العلم والفكر والعمل الصالح.
تم تشييع جنازته في حيدر أباد، وشارك فيها الآلاف من الناس من جميع أنحاء الهند. وقد أشاد الكثيرون بإسهاماته في خدمة الإسلام والمجتمع، وأعماله الخيرية والإنسانية.
إرثه
يعد سيد جلال الدين عمري من الشخصيات البارزة في تاريخ الفكر الإسلامي المعاصر في الهند. ترك وراءه إرثًا غنيًا من المؤلفات والأعمال التي ستستمر في التأثير على الأجيال القادمة. يعتبر نموذجًا للعالم المسلم الذي جمع بين العلم والعمل، والاعتدال والانفتاح.
لقد ترك بصمة واضحة في مجال الدعوة الإسلامية، وتعزيز الحوار بين الأديان، والعمل على القضايا الاجتماعية. وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة المسلمين في الهند والعالم كشخصية قيادية متميزة، وعالمًا مخلصًا للإسلام.
خاتمة
كان سيد جلال الدين عمري عالمًا ومفكرًا إسلاميًا بارزًا، ترك إرثًا كبيرًا من المؤلفات والأعمال. شغل منصب أمير الجماعة الإسلامية في الهند، وعمل على تعزيز الحوار بين الأديان، والتركيز على القضايا الاجتماعية. توفي في عام 2022، ولكن إرثه سيظل حيًا في ذاكرة المسلمين في جميع أنحاء العالم.