<![CDATA[
مقدمة
ويلي أومير فرانسوا جان بارون كوبينز د هوثولست، الحائز على وسام الخدمة المتميزة والصليب العسكري (6 يوليو 1892 – 21 ديسمبر 1986)، كان أبرز طيار مقاتل بلجيكي خلال الحرب العالمية الأولى. اشتهر كوبينز بمهارته الاستثنائية في إسقاط الطائرات الألمانية، وخاصة طائرات المراقبة، مما أكسبه لقب “ملك البالونات”.
نشأته وبداياته
ولد ويلي كوبينز في مدينة واترمايل-بويتسفورت بالقرب من بروكسل في بلجيكا. كان والده رسامًا، وتلقى ويلي تعليمه في مدرسة داخلية في بريطانيا. أظهر شغفًا مبكرًا بالطيران، وسرعان ما انضم إلى الجيش البلجيكي عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914.
الخدمة العسكرية المبكرة
في البداية، خدم كوبينز في سلاح الفرسان، لكنه سرعان ما نقل إلى وحدة الطيران الوليدة في الجيش البلجيكي. تدرب كطيار وحصل على رخصته في عام 1915. كانت السنوات الأولى من خدمته في الطيران صعبة، حيث كانت الطائرات بدائية وغير موثوقة، وكانت الخسائر في الأرواح مرتفعة.
التحول إلى طيار مقاتل
في عام 1917، تم نقل كوبينز إلى سرب الطيران الرابع عشر، وهي وحدة متخصصة في الطائرات المقاتلة. هنا بدأت مهاراته في الطيران تظهر بوضوح. كان كوبينز طيارًا جريئًا وماهرًا، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة في الاشتباكات الجوية.
ملك البالونات
اشتهر كوبينز بشكل خاص بإسقاط البالونات الألمانية. كانت هذه البالونات تستخدم للمراقبة وتوجيه نيران المدفعية، وكانت ذات أهمية كبيرة للجيش الألماني. كانت مهاجمة هذه البالونات مهمة خطيرة، حيث كانت محمية بشدة بنيران مضادة للطائرات. ومع ذلك، أظهر كوبينز شجاعة استثنائية ومهارة عالية في التغلب على هذه الدفاعات وإسقاط البالونات.
تكتيكات كوبينز المفضلة كانت الطيران على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية لمفاجأة المدافعين عن البالونات. كان يستخدم الرصاص الحارق لإشعال البالونات المملوءة بالهيدروجين، مما يؤدي إلى انفجارات مذهلة. خلال الفترة من مايو إلى أكتوبر 1918، أسقط كوبينز 34 بالونًا، وهو رقم قياسي لم يتم تجاوزه من قبل أي طيار آخر في الجيش البلجيكي.
إنجازاته الأخرى
بالإضافة إلى إسقاط البالونات، أسقط كوبينز أيضًا العديد من الطائرات الألمانية. بحلول نهاية الحرب، كان لديه 37 انتصارًا مؤكدًا، مما جعله أبرز طيار مقاتل بلجيكي في الحرب العالمية الأولى.
- إسقاط الطائرات: بالإضافة إلى البالونات، أسقط كوبينز عدداً من الطائرات الألمانية المقاتلة والاستطلاعية.
- المهام الاستطلاعية: شارك في العديد من المهام الاستطلاعية وجمع المعلومات الاستخباراتية الهامة.
- قيادة السرب: تولى قيادة السرب الرابع عشر في المراحل الأخيرة من الحرب.
الطائرات التي قادها
قاد كوبينز مجموعة متنوعة من الطائرات خلال الحرب، بما في ذلك:
- نيوبورت 17: طائرة مقاتلة فرنسية خفيفة ورشيقة.
- سباد XIII: طائرة مقاتلة فرنسية قوية وسريعة.
- هانوفر سي إل. III: طائرة استطلاعية ألمانية أسقطها كوبينز.
الإصابة والتقاعد
في أكتوبر 1918، أصيب كوبينز بجروح خطيرة في ساقه أثناء مهاجمة بالون ألماني. على الرغم من إصابته، تمكن من الهبوط بطائرته بأمان. أنهت هذه الإصابة مسيرته القتالية، لكنه ظل في الجيش البلجيكي بعد الحرب.
الحياة بعد الحرب
بعد الحرب، واصل كوبينز خدمته في الجيش البلجيكي، وتقلد مناصب مختلفة في سلاح الجو. تقاعد من الجيش في عام 1940، بعد الغزو الألماني لبلجيكا في بداية الحرب العالمية الثانية.
خلال الحرب العالمية الثانية، انضم كوبينز إلى حركة المقاومة البلجيكية، وساعد في تهريب الطيارين المتحالفين الذين أسقطوا فوق الأراضي التي تحتلها ألمانيا. بعد الحرب، عاد إلى الخدمة في سلاح الجو البلجيكي لفترة وجيزة قبل أن يتقاعد نهائيًا.
تكريمه
حصل كوبينز على العديد من الأوسمة والتكريمات لخدمته المتميزة خلال الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك:
- وسام الخدمة المتميزة (DSO)
- الصليب العسكري (MC)
- وسام ليوبولد (بلجيكا)
- صليب الحرب (بلجيكا)
- وسام جوقة الشرف (فرنسا)
كما تم تسمية العديد من الشوارع والمواقع في بلجيكا تكريما له.
إرثه
يُذكر ويلي كوبينز كواحد من أعظم الطيارين المقاتلين في الحرب العالمية الأولى. كانت شجاعته ومهاراته وتفانيه في خدمة بلاده مصدر إلهام للعديد من الأجيال. لا يزال يُحتفل به في بلجيكا كبطل قومي.
حياته الشخصية
تزوج كوبينز مرتين، المرة الأولى من سوزان ليلينغتون في عام 1922، والمرة الثانية من سوزان كويلون في عام 1964. لم يكن لديه أطفال.
وفاته
توفي ويلي كوبينز في 21 ديسمبر 1986 عن عمر يناهز 94 عامًا. دُفن في مقبرة واترمايل-بويتسفورت في بروكسل.
خاتمة
كان ويلي كوبينز رمزًا للشجاعة والمهارة في سماء الحرب العالمية الأولى. بصفته “ملك البالونات”، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الطيران البلجيكي والعالمي. تظل قصته مصدر إلهام للأجيال القادمة من الطيارين والمقاتلين.