مقدمة
الشريان السنخي الخلفي العلوي (بالإنجليزية: Posterior superior alveolar artery)، والمعروف أيضًا بالشريان السني الخلفي، هو أحد فروع الشريان الفكي العلوي. يعتبر هذا الشريان من الشرايين الهامة التي تغذي الجزء الخلفي من الفك العلوي، بما في ذلك الأسنان واللثة والجيوب الأنفية. يتفرع الشريان السنخي الخلفي العلوي عادةً إلى فرعين أو ثلاثة فروع أصغر، ويقوم بتوزيع الدم على مناطق مختلفة من الفك العلوي.
تشريح الشريان السنخي الخلفي العلوي
ينشأ الشريان السنخي الخلفي العلوي من الجزء الثالث (الفكي) من الشريان الفكي العلوي، وهو أحد الشرايين الرئيسية التي تغذي الرأس والرقبة. يتفرع الشريان الفكي العلوي من الشريان السباتي الظاهر، ويمر عبر العديد من الهياكل التشريحية قبل أن يعطي الشريان السنخي الخلفي العلوي.
بعد نشأته، يمر الشريان السنخي الخلفي العلوي إلى الأسفل والخلف على السطح الحدبي للفك العلوي، ثم يدخل الثقوب السنخية الخلفية العلوية، حيث يتفرع إلى فروع أصغر لتغذية الأسنان واللثة المجاورة. يمر الشريان عادةً مع العصب السنخي الخلفي العلوي، الذي يوفر الإحساس لهذه المنطقة.
مسار الشريان:
- ينشأ من الشريان الفكي العلوي.
- يمر إلى الأسفل والخلف على السطح الحدبي للفك العلوي.
- يدخل الثقوب السنخية الخلفية العلوية.
- يتفرع لتغذية الأسنان واللثة والجيوب الأنفية.
فروع الشريان السنخي الخلفي العلوي
يتفرع الشريان السنخي الخلفي العلوي إلى عدة فروع صغيرة لتغذية مناطق مختلفة من الفك العلوي. تشمل هذه الفروع:
- فروع سنية: تغذي الأضراس والضواحك العلوية. تدخل هذه الفروع إلى الجذور السنية من خلال الثقوب الصغيرة الموجودة في العظام السنخية.
- فروع لثوية: تغذي اللثة المحيطة بالأسنان العلوية الخلفية. تساهم هذه الفروع في الحفاظ على صحة اللثة وتغذيتها.
- فروع للعظم السنخي: تغذي العظم السنخي الذي يدعم الأسنان. تلعب هذه الفروع دورًا هامًا في تجديد العظام والحفاظ على كثافتها.
- فروع للجيوب الأنفية: تغذي الغشاء المخاطي المبطن للجيوب الأنفية الفكية. تساعد هذه الفروع في الحفاظ على وظيفة الجيوب الأنفية ومنع الالتهابات.
وظائف الشريان السنخي الخلفي العلوي
يؤدي الشريان السنخي الخلفي العلوي وظائف حيوية في تغذية الفك العلوي والمحافظة على صحته. تشمل هذه الوظائف:
- تغذية الأسنان: يوفر الدم والأكسجين والمغذيات اللازمة للأسنان العلوية الخلفية، مما يساعد في الحفاظ على سلامتها ووظيفتها.
- تغذية اللثة: يساهم في صحة اللثة ومنع التهابها، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
- تغذية العظم السنخي: يحافظ على كثافة العظام السنخية ويساعد في تجديدها، مما يدعم الأسنان ويمنع فقدانها.
- تغذية الجيوب الأنفية: يدعم وظيفة الجيوب الأنفية ويمنع التهابها، مما يساهم في صحة الجهاز التنفسي العلوي.
الأهمية السريرية
تكمن الأهمية السريرية للشريان السنخي الخلفي العلوي في عدة جوانب، منها:
- الجراحة الفموية: يجب على جراحي الفم والوجه والفكين أن يكونوا على دراية بمسار الشريان السنخي الخلفي العلوي لتجنب إتلافه أثناء العمليات الجراحية، مثل خلع الأضراس أو زراعة الأسنان. قد يؤدي تلف الشريان إلى نزيف حاد ومضاعفات أخرى.
- التخدير الموضعي: يستخدم أطباء الأسنان التخدير الموضعي لتخدير الأعصاب السنخية الخلفية العلوية لتخدير الأسنان واللثة قبل إجراء العلاجات السنية. يجب أن يكون طبيب الأسنان على دراية بمسار الشريان لتجنب حقن المخدر في الشريان نفسه، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
- الأورام: قد تتأثر الأوعية الدموية، بما في ذلك الشريان السنخي الخلفي العلوي، بالأورام التي تنمو في الفك العلوي أو الجيوب الأنفية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى نزيف أو مشاكل أخرى في الدورة الدموية.
- الالتهابات: يمكن أن تؤثر الالتهابات الشديدة في الفك العلوي أو الجيوب الأنفية على الأوعية الدموية، بما في ذلك الشريان السنخي الخلفي العلوي، مما قد يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية أو تجلطها.
تنوع الشريان السنخي الخلفي العلوي
يُظهر الشريان السنخي الخلفي العلوي بعض التنوعات التشريحية التي يجب أن يكون الأطباء على دراية بها. هذه التنوعات تشمل:
- عدد الفروع: قد يختلف عدد الفروع التي تنشأ من الشريان السنخي الخلفي العلوي من شخص لآخر. في بعض الحالات، قد يكون هناك فرعان فقط، بينما في حالات أخرى قد يكون هناك ثلاثة أو أكثر.
- المسار: قد يختلف مسار الشريان السنخي الخلفي العلوي قليلاً بين الأفراد. قد يمر الشريان بالقرب من سطح العظام في بعض الحالات، بينما قد يمر في عمق أكبر في حالات أخرى.
- الحجم: قد يختلف حجم الشريان السنخي الخلفي العلوي بين الأفراد. في بعض الحالات، قد يكون الشريان صغيرًا جدًا، بينما في حالات أخرى قد يكون كبيرًا نسبيًا.
إن فهم هذه التنوعات التشريحية يمكن أن يساعد الأطباء على تجنب المضاعفات أثناء العمليات الجراحية والإجراءات الأخرى.
التصوير الطبي للشريان السنخي الخلفي العلوي
يمكن تصوير الشريان السنخي الخلفي العلوي باستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات التصوير الطبي. هذه التقنيات تشمل:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب لإنشاء صور تفصيلية للفك العلوي والجيوب الأنفية، بما في ذلك الشريان السنخي الخلفي العلوي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لإنشاء صور للأنسجة الرخوة في الفك العلوي والجيوب الأنفية، بما في ذلك الشريان السنخي الخلفي العلوي.
- تصوير الأوعية الدموية: يمكن استخدام تصوير الأوعية الدموية لتصوير الأوعية الدموية في الفك العلوي والجيوب الأنفية، بما في ذلك الشريان السنخي الخلفي العلوي. يتضمن هذا الإجراء حقن صبغة في الأوعية الدموية ثم التقاط صور بالأشعة السينية.
يمكن استخدام هذه التقنيات لتشخيص مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على الشريان السنخي الخلفي العلوي، مثل الأورام والالتهابات والتشوهات الخلقية.
خاتمة
الشريان السنخي الخلفي العلوي هو شريان حيوي يغذي الجزء الخلفي من الفك العلوي، بما في ذلك الأسنان واللثة والجيوب الأنفية. فهم تشريحه ووظائفه وأهميته السريرية أمر بالغ الأهمية لأطباء الأسنان وجراحي الفم والوجه والفكين وغيرهم من المهنيين الصحيين. يمكن أن يساعد الوعي بالتنوعات التشريحية المحتملة واستخدام تقنيات التصوير المناسبة في تجنب المضاعفات وضمان أفضل النتائج للمرضى.
المراجع
- Anatomical study of the posterior superior alveolar artery: implications for sinus augmentation.
- IMAIOS e-Anatomy – Posterior superior alveolar artery
- Posterior superior alveolar artery: Course, caliber, and anastomoses in relation to maxillary sinus lateral wall anatomy
- Radiopaedia – Posterior superior alveolar artery