مقدمة
الشريان تحت الحجاج هو شريان صغير ولكنه مهم في الرأس والوجه. ينشأ هذا الشريان من الشريان الفكي العلوي، وهو أحد الفروع الرئيسية للشريان السباتي الظاهر. يلعب الشريان تحت الحجاج دورًا حيويًا في تروية العديد من الهياكل الحيوية في الوجه، بما في ذلك الجفن السفلي، والشفة العليا، والأنف، والجلد في منطقة الخد.
المنشأ والمسار
ينشأ الشريان تحت الحجاج من الجزء الثالث، أو الجزء الجناحي الحنكي، من الشريان الفكي العلوي. يمر الشريان بعد ذلك عبر الثقبة تحت الحجاج، وهي فتحة في عظم الفك العلوي تقع أسفل الحجاج (تجويف العين). أثناء مروره عبر هذه الثقبة، يسير الشريان في القناة تحت الحجاج، وهي ممر عظمي ضيق. بعد الخروج من الثقبة تحت الحجاج، ينقسم الشريان إلى عدة فروع صغيرة تتوزع على أجزاء مختلفة من الوجه.
الفروع
يُعطي الشريان تحت الحجاج عدة فروع صغيرة أثناء مساره، وتشمل هذه الفروع:
- الفروع المدارية: تتفرع هذه الفروع الصغيرة لتزويد العضلات والأنسجة الأخرى داخل الحجاج بالدم.
- الفروع الأنفية: تتجه هذه الفروع نحو الأنف لتزويد الجزء الجانبي من الأنف بالدم.
- الفروع الشفوية العلوية: تساهم هذه الفروع في تروية الشفة العليا، وتتفاغر مع فروع من الشريان الشفوي العلوي.
- الفروع الوجهية: تزود هذه الفروع الجلد والأنسجة الرخوة في منطقة الخد بالدم.
الوظيفة
الوظيفة الرئيسية للشريان تحت الحجاج هي تزويد الدم المؤكسج إلى الهياكل التالية:
- الجفن السفلي: يضمن تروية الجفن السفلي الحفاظ على صحة الأنسجة ووظائفها الطبيعية.
- الشفة العليا: يوفر الدم اللازم لحركة الشفاه، والإحساس بها، ووظائفها الأخرى.
- الأنف: يساهم في تروية الجزء الجانبي من الأنف، مما يدعم وظائفه مثل التنفس والشم.
- الجلد في منطقة الخد: يحافظ على صحة الجلد ويساعد في ترميم الأنسجة.
- العضلات والأنسجة المدارية: يوفر الغذاء والأكسجين اللازمين لوظائف العين الطبيعية.
الأهمية السريرية
على الرغم من صغر حجمه، إلا أن الشريان تحت الحجاج له أهمية سريرية كبيرة. يمكن أن يتأثر هذا الشريان في عدة حالات طبية، بما في ذلك:
إصابات الوجه: يمكن أن تتسبب الصدمات التي تصيب الوجه في تلف الشريان تحت الحجاج، مما يؤدي إلى النزيف، أو الورم الدموي، أو حتى نقص التروية في المناطق التي يغذيها الشريان. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإصلاح الشريان التالف.
الأورام: يمكن أن تضغط الأورام التي تنمو في منطقة الوجه على الشريان تحت الحجاج، مما يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى نقص التروية. قد يكون من الضروري استئصال الورم جراحيًا أو علاجه بالإشعاع لرفع الضغط عن الشريان.
التهاب الشرايين: في حالات نادرة، يمكن أن يصاب الشريان تحت الحجاج بالتهاب، مما يؤدي إلى تضيقه أو انسداده. يمكن أن يتسبب ذلك في ألم في الوجه، أو تغيرات في الرؤية، أو أعراض أخرى. قد يشمل العلاج الأدوية المضادة للالتهابات أو الجراحة.
جراحة الوجه التجميلية: يجب على الجراحين الذين يقومون بإجراءات تجميلية في الوجه، مثل رأب الأنف أو شد الوجه، أن يكونوا على دراية بموقع الشريان تحت الحجاج لتجنب إتلافه أثناء الجراحة. يمكن أن يؤدي تلف الشريان إلى مضاعفات مثل النزيف، أو الورم الدموي، أو نخر الجلد.
حقن الفيلر والبوتوكس: أثناء حقن الفيلر أو البوتوكس في منطقة الوجه، يجب على الأطباء توخي الحذر لتجنب حقن هذه المواد في الشريان تحت الحجاج. يمكن أن يؤدي الحقن العرضي في الشريان إلى انسداده، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نخر الجلد أو حتى العمى.
التشريح السريري
فهم تشريح الشريان تحت الحجاج أمر بالغ الأهمية للإجراءات الجراحية والتشخيصية المختلفة في منطقة الوجه. على سبيل المثال، أثناء تخدير العصب تحت الحجاج (وهو فرع من العصب ثلاثي التوائم يسير جنبًا إلى جنب مع الشريان)، يجب على الأطباء معرفة موقع الشريان لتجنب حقن المخدر الموضعي في الشريان. يمكن أن يؤدي الحقن في الشريان إلى مضاعفات مثل النزيف أو الورم الدموي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تصوير الأوعية الدموية، مثل تصوير الأوعية المقطعي المحوسب (CTA) أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA)، لتقييم الشريان تحت الحجاج في حالات مثل إصابات الوجه أو الأورام أو التهاب الشرايين. يمكن أن تساعد هذه الفحوصات التصويرية الأطباء على تحديد موقع أي انسدادات أو تشوهات في الشريان، وتحديد أفضل مسار للعلاج.
الاختلافات التشريحية
قد يكون هناك بعض الاختلافات التشريحية في مسار وفروع الشريان تحت الحجاج بين الأفراد. على سبيل المثال، في بعض الحالات، قد ينشأ الشريان من فرع مختلف من الشريان الفكي العلوي أو قد يكون له مسار مختلف عبر القناة تحت الحجاج. من المهم أن يكون الجراحون على دراية بهذه الاختلافات التشريحية المحتملة لتقليل خطر حدوث مضاعفات أثناء الجراحة.
أبحاث مستقبلية
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم وظيفة الشريان تحت الحجاج بشكل كامل ودوره في مختلف الحالات الطبية. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الدراسات المستقبلية في تحديد عوامل الخطر للإصابة بأمراض الشريان تحت الحجاج، وتطوير طرق جديدة لتشخيص وعلاج هذه الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد الأبحاث في تحسين تقنيات الجراحة التجميلية في الوجه لتقليل خطر تلف الشريان تحت الحجاج.
خاتمة
الشريان تحت الحجاج هو شريان صغير ولكنه حيوي في الرأس والوجه. ينشأ من الشريان الفكي العلوي ويزود الدم إلى الجفن السفلي، والشفة العليا، والأنف، والجلد في منطقة الخد. فهم تشريح ووظيفة هذا الشريان أمر بالغ الأهمية للإجراءات الجراحية والتشخيصية المختلفة في منطقة الوجه. يمكن أن تتأثر الشريان تحت الحجاج في حالات مثل إصابات الوجه، والأورام، والتهاب الشرايين، وجراحة الوجه التجميلية، وحقن الفيلر والبوتوكس. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم وظيفة هذا الشريان بشكل كامل ودوره في مختلف الحالات الطبية.