نشأة الألبوم وتسجيله
بدأ مشروع “أطفال الشمس” عندما كان مايك أولدفيلد، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 16 عامًا، وشقيقته سالي، التي كانت تبلغ من العمر 15 عامًا، يعزفان معًا في الحانات والنوادي الشعبية المحلية في منطقة ريدينغ بإنجلترا. لفت أسلوبهما الموسيقي الفريد، الذي يجمع بين العناصر الشعبية والباروكية والروحية، انتباه نيل دينهي، وهو منتج تسجيلات كان يبحث عن مواهب جديدة. أعجب دينهي بصوت سالي الرقيق وعزف مايك المتقن على الجيتار، وعرض عليهما فرصة تسجيل ألبوم.
تم تسجيل الألبوم في استوديوهات ديمو في لندن على مدار عدة أسابيع في عام 1969. شارك في التسجيل عدد من الموسيقيين الضيوف، بما في ذلك تيري كوكس على الطبول، وري كوبر على الإيقاع، وديفيد بيدفورد على التوزيعات الأوركسترالية. تميزت عملية التسجيل بأجواء مريحة وإبداعية، حيث سمح دينهي لمايك وسالي بالتجربة واستكشاف أفكار موسيقية جديدة.
الأسلوب الموسيقي
يتميز ألبوم “أطفال الشمس” بأسلوبه الموسيقي الفريد الذي يجمع بين العناصر الشعبية والباروكية والروحية. يتميز الألبوم بصوت سالي الرقيق وعزف مايك المتقن على الجيتار. تتضمن الأغاني مواضيع مثل الطبيعة والحب والروحانية. يستخدم الألبوم مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية، بما في ذلك الجيتار الصوتي والجيتار الكهربائي والكمان والتشيلو والفلوت والهاربسيكورد.
- العناصر الشعبية: يتجلى تأثير الموسيقى الشعبية في استخدام الآلات الموسيقية التقليدية مثل الجيتار الصوتي والكمان، وفي بساطة الألحان والتناغمات. تعكس كلمات الأغاني أيضًا مواضيع شعبية مثل الطبيعة والحياة الريفية.
- العناصر الباروكية: تظهر العناصر الباروكية في استخدام الآلات الموسيقية الكلاسيكية مثل التشيلو والهاربسيكورد، وفي التوزيعات الأوركسترالية المعقدة. تعكس الألحان والتناغمات أيضًا أسلوب الموسيقى الباروكية.
- العناصر الروحية: تتجلى العناصر الروحية في كلمات الأغاني التي تتناول مواضيع مثل الحب الإلهي والبحث عن الحقيقة الروحية. يعكس استخدام التناغمات الصوتية المعقدة أيضًا جوًا روحيًا.
الأغاني
يتضمن ألبوم “أطفال الشمس” مجموعة متنوعة من الأغاني التي تعكس الأسلوب الموسيقي الفريد للثنائي “ذا ساليانجي”. من بين أبرز هذه الأغاني:
- “Lady Mary”: أغنية شعبية جميلة تتميز بصوت سالي الرقيق وعزف مايك المتقن على الجيتار. تتحدث الأغنية عن امرأة نبيلة تعيش في عزلة في قلعتها.
- “The Banks of Green Willow”: أغنية شعبية تقليدية أعاد “ذا ساليانجي” تقديمها بأسلوبهم الخاص. تتحدث الأغنية عن قصة حب مأساوية بين شاب وفتاة.
- “Children of the Sun”: الأغنية التي تحمل عنوان الألبوم، وهي أغنية باروكية معقدة تتميز بتوزيعات أوركسترالية رائعة. تتحدث الأغنية عن قوة الشمس وأثرها على الحياة.
- “Love in Ice Crystals”: أغنية روحية جميلة تتميز بتناغمات صوتية معقدة. تتحدث الأغنية عن الحب الإلهي وقدرته على تحويل القلوب.
- “Colours of the World”: أغنية شعبية بسيطة تتحدث عن جمال الطبيعة وتنوعها.
الاستقبال النقدي
حظي ألبوم “أطفال الشمس” باستقبال نقدي إيجابي عند صدوره. أشاد النقاد بالأسلوب الموسيقي الفريد للثنائي “ذا ساليانجي”، وبصوت سالي الرقيق وعزف مايك المتقن على الجيتار. تم الإشادة أيضًا بالإنتاج الممتاز للألبوم والتوزيعات الأوركسترالية الرائعة.
على الرغم من الاستقبال النقدي الإيجابي، لم يحقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، اكتسب الألبوم شعبية كبيرة على مر السنين، وأصبح يعتبر الآن تحفة فنية في مجال الموسيقى الشعبية البريطانية.
تأثير الألبوم
أثر ألبوم “أطفال الشمس” على العديد من الموسيقيين والفنانين على مر السنين. ألهم الألبوم العديد من فناني الموسيقى الشعبية والفولك روك، وساهم في تطوير هذا النوع الموسيقي. كما ألهم الألبوم العديد من الفنانين الآخرين في مجالات الفنون المختلفة، مثل الأدب والرسم والنحت.
يعتبر ألبوم “أطفال الشمس” الآن علامة بارزة في تاريخ الموسيقى البريطانية، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من الموسيقيين والفنانين.
إرث الألبوم
على الرغم من أن “ذا ساليانجي” لم يستمرا كثنائي لفترة طويلة بعد إصدار “أطفال الشمس”، إلا أن الألبوم بقي له تأثير دائم. واصل مايك أولدفيلد مسيرة مهنية ناجحة للغاية كموسيقي منفرد، وحقق شهرة عالمية بفضل ألبومه “تيوبيلز” (Tubular Bells). استمرت سالي أولدفيلد أيضًا في مسيرتها الموسيقية، وأصدرت عددًا من الألبومات الخاصة بها.
لا يزال ألبوم “أطفال الشمس” يُستمع إليه ويُحتفل به حتى اليوم، ويُنظر إليه على أنه عمل كلاسيكي في نوعه. إنه شهادة على الموهبة والإبداع الفريدين لمايك وسالي أولدفيلد، ويذكرنا بقوة الموسيقى على تجاوز الزمن وإلهام الأجيال.
خاتمة
ألبوم “أطفال الشمس” هو عمل فني فريد من نوعه يجمع بين العناصر الشعبية والباروكية والروحية. يتميز الألبوم بصوت سالي الرقيق وعزف مايك المتقن على الجيتار، ويتضمن مواضيع مثل الطبيعة والحب والروحانية. على الرغم من عدم تحقيقه نجاحًا تجاريًا كبيرًا في ذلك الوقت، إلا أن الألبوم اكتسب شعبية كبيرة على مر السنين، وأصبح يعتبر الآن تحفة فنية في مجال الموسيقى الشعبية البريطانية. أثر الألبوم على العديد من الموسيقيين والفنانين على مر السنين، ولا يزال يُستمع إليه ويُحتفل به حتى اليوم.