مقدمة
جناح الشرطة التكتيكية (Tactical Provost Wing – TPW)، المعروف سابقًا باسم سرب الشرطة التكتيكية (Tactical Police Squadron – TPS)، هو وحدة متخصصة داخل الشرطة الجوية الملكية (Royal Air Force Police – RAFP) التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية. يضم الجناح حوالي 150 فردًا من النظاميين و 50 من الاحتياطيين (RAuxAF). يقع مقر الجناح في قاعدة هونينجتون (RAF Honington) في سوفولك، وهو مسؤول عن توفير مجموعة واسعة من القدرات المتخصصة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وحماية كبار الشخصيات، والاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN).
التاريخ والتطور
تأسس سرب الشرطة التكتيكية (TPS) في الأصل في عام 1975 استجابةً لتزايد التهديد الإرهابي في المملكة المتحدة وأوروبا. تم تشكيل السرب لتوفير قوة متخصصة قادرة على الاستجابة للحوادث الأمنية المعقدة، بما في ذلك عمليات احتجاز الرهائن والهجمات الإرهابية. على مر السنين، تطورت قدرات السرب لتشمل مجموعة واسعة من المهام الأخرى، مثل حماية كبار الشخصيات، والاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ودعم العمليات العسكرية في الخارج.
في عام 2020، خضع سرب الشرطة التكتيكية (TPS) لعملية إعادة تنظيم كبيرة وأعيد تسميته إلى جناح الشرطة التكتيكية (TPW). عكست هذه التغييرات الدور المتزايد الأهمية للوحدة داخل الشرطة الجوية الملكية، فضلاً عن نطاق المسؤوليات المتزايد الذي تتحمله.
المهام والمسؤوليات
يضطلع جناح الشرطة التكتيكية بمجموعة واسعة من المهام والمسؤوليات، بما في ذلك:
- مكافحة الإرهاب: يوفر الجناح قوة متخصصة قادرة على الاستجابة للحوادث الإرهابية في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك المطارات والقواعد الجوية والمواقع الأخرى ذات الأهمية الاستراتيجية.
- حماية كبار الشخصيات: يقوم الجناح بتوفير الحماية الشخصية لكبار الشخصيات، مثل كبار المسؤولين الحكوميين وكبار الضباط العسكريين، أثناء زياراتهم للمطارات والقواعد الجوية والمواقع الأخرى ذات الأهمية الاستراتيجية.
- الاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN): يمتلك الجناح فريقًا متخصصًا مدربًا على الاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. هذا الفريق مجهز بمعدات متخصصة وقادر على تحديد واحتواء وتقليل آثار هذه الحوادث.
- دعم العمليات العسكرية: يدعم الجناح العمليات العسكرية في الخارج من خلال توفير الأمن والاستخبارات وقدرات الشرطة الأخرى. وقد تم نشر أفراد الجناح في عدد من مناطق النزاع حول العالم، بما في ذلك أفغانستان والعراق.
- تدريب الشرطة الجوية الملكية: يقوم الجناح بتوفير التدريب المتخصص لأفراد الشرطة الجوية الملكية الآخرين في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية كبار الشخصيات والاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
- العمليات الخاصة: يشارك أفراد من الجناح في عمليات خاصة بالتنسيق مع وحدات أخرى.
التدريب والاختيار
يخضع جميع أفراد جناح الشرطة التكتيكية لعملية اختيار وتدريب صارمة. يجب أن يكون المرشحون من أفراد الشرطة الجوية الملكية ذوي الخبرة الذين أظهروا إمكانات عالية. يجب عليهم أيضًا اجتياز سلسلة من الاختبارات البدنية والنفسية لضمان أنهم لائقون جسديًا وعقليًا لمطالب الوظيفة.
يتضمن التدريب الأولي للجناح دورة مكثفة مدتها 12 أسبوعًا تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك:
- تكتيكات الأسلحة النارية المتقدمة
- مكافحة الإرهاب
- حماية كبار الشخصيات
- الاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية
- العمليات في المناطق الحضرية
- مهارات البقاء على قيد الحياة
بعد الانتهاء من التدريب الأولي، يخضع الأفراد لتدريب مستمر للحفاظ على مهاراتهم وتطويرها. يتضمن ذلك التدريب المنتظم على الأسلحة النارية، والتدريب التكتيكي، والتدريب المتخصص في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
المعدات
يستخدم جناح الشرطة التكتيكية مجموعة واسعة من المعدات المتخصصة، بما في ذلك:
- الأسلحة النارية: يستخدم الجناح مجموعة متنوعة من الأسلحة النارية، بما في ذلك المسدسات والبنادق والبنادق الآلية.
- معدات الحماية: يستخدم أفراد الجناح مجموعة متنوعة من معدات الحماية، بما في ذلك الدروع الواقية للبدن والخوذات والنظارات الواقية.
- معدات الاتصالات: يستخدم الجناح معدات اتصالات متطورة، بما في ذلك أجهزة الراديو والهواتف المحمولة الآمنة.
- مركبات متخصصة: يستخدم الجناح مجموعة متنوعة من المركبات المتخصصة، بما في ذلك المركبات المدرعة ومركبات الاستطلاع.
- معدات الكشف عن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية: يستخدم فريق الاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية التابع للجناح معدات متخصصة للكشف عن المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية وتحديدها.
العمليات البارزة
شارك جناح الشرطة التكتيكية في عدد من العمليات البارزة على مر السنين، بما في ذلك:
- عملية لندن بريدج: شارك الجناح في تأمين المطارات والقواعد الجوية خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
- الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012: قام الجناح بتوفير الأمن للمواقع الأولمبية خلال الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012 في لندن.
- دعم العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق: تم نشر أفراد الجناح في أفغانستان والعراق لدعم العمليات العسكرية من خلال توفير الأمن والاستخبارات وقدرات الشرطة الأخرى.
- الاستجابة لحوادث إرهابية: استجاب الجناح لعدد من الحوادث الإرهابية في المملكة المتحدة، بما في ذلك تفجيرات لندن عام 2005.
- توفير الحماية الشخصية: قام الجناح بتوفير الحماية الشخصية للعديد من كبار الشخصيات، بما في ذلك رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين.
الشراكات والتعاون
يتعاون جناح الشرطة التكتيكية بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى في المملكة المتحدة وحول العالم. يتضمن ذلك وكالات مثل:
- قوة شرطة العاصمة (Metropolitan Police Service)
- قوة شرطة مكافحة الإرهاب (Counter Terrorism Policing)
- مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)
- وكالات إنفاذ القانون الأخرى في الدول الحليفة
يسمح هذا التعاون للجناح بمشاركة المعلومات وتبادل أفضل الممارسات وتنسيق الاستجابات للحوادث الأمنية المعقدة.
المستقبل
من المتوقع أن يستمر جناح الشرطة التكتيكية في لعب دور حيوي في حماية القوات الجوية الملكية والمصالح الوطنية للمملكة المتحدة في المستقبل. مع استمرار تطور التهديد الإرهابي وتزايد تعقيد الحوادث الأمنية، سيكون الجناح في طليعة الاستجابة لهذه التحديات.
تستثمر الشرطة الجوية الملكية باستمرار في تدريب وتجهيز جناح الشرطة التكتيكية لضمان قدرته على مواجهة التحديات المستقبلية. ويشمل ذلك تطوير قدرات جديدة في مجالات مثل الحرب السيبرانية والطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي.
خاتمة
جناح الشرطة التكتيكية هو وحدة متخصصة داخل الشرطة الجوية الملكية مسؤولة عن توفير مجموعة واسعة من القدرات المتخصصة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وحماية كبار الشخصيات والاستجابة للحوادث الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. يخضع أفراد الجناح لعملية اختيار وتدريب صارمة ويستخدمون مجموعة واسعة من المعدات المتخصصة. شارك الجناح في عدد من العمليات البارزة على مر السنين ويتعاون بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى في المملكة المتحدة وحول العالم. من المتوقع أن يستمر الجناح في لعب دور حيوي في حماية القوات الجوية الملكية والمصالح الوطنية للمملكة المتحدة في المستقبل.