تاريخ التطوير
بدأ تطوير إم جي إم-52 لانس في أوائل الستينيات استجابةً لحاجة الجيش الأمريكي إلى نظام صاروخي تكتيكي أكثر دقة وقدرة على الحركة. كان الهدف هو استبدال صواريخ سيرجنت، التي كانت تعتبر قديمة نسبيًا وبطيئة الانتشار. ركز تصميم لانس على البساطة والموثوقية وقابلية النقل، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في مجموعة متنوعة من البيئات التشغيلية.
تمت الموافقة على التطوير الكامل للصاروخ في عام 1962، وبدأ الاختبار في عام 1965. واجه البرنامج في البداية بعض التحديات التقنية، ولكن تم التغلب عليها في النهاية، ودخل نظام لانس الخدمة في عام 1972. وقد أثبت بسرعة أنه نظام فعال وموثوق، وأصبح عنصرًا أساسيًا في المدفعية الميدانية التكتيكية للجيش الأمريكي.
المواصفات الفنية
تميز صاروخ إم جي إم-52 لانس بالعديد من الميزات التقنية الهامة:
- المدى: كان لانس قادرًا على ضرب أهداف على مدى يتراوح بين 75 كيلومترًا و 120 كيلومترًا، اعتمادًا على نوع الرأس الحربي المستخدم.
- الدقة: استخدم نظام توجيه بالقصور الذاتي، مما يوفر دقة جيدة نسبيًا مقارنة بالأنظمة السابقة.
- الرأس الحربي: يمكن تزويد لانس بمجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الرؤوس الحربية التقليدية شديدة الانفجار والرؤوس الحربية النووية التكتيكية (W70).
- القدرة على الحركة: تم تصميم لانس ليكون نظامًا متحركًا، حيث تم تركيبه على مركبة ذات عجلات يمكنها التنقل بسرعة عبر التضاريس المختلفة.
- وقت الانتشار: كان لانس يتمتع بوقت انتشار سريع نسبيًا، مما يسمح له بالاستجابة بسرعة للأهداف الناشئة.
نظام الإطلاق
تم إطلاق إم جي إم-52 لانس من منصة إطلاق متحركة مثبتة على شاحنة. تتكون منصة الإطلاق من قاذفة ومنظومة تحكم وإلكترونيات ضرورية لتوجيه وإطلاق الصاروخ. يمكن لمنصة الإطلاق أن تتحرك بسرعة وتنتشر في مواقع مختلفة، مما يجعل من الصعب على العدو تحديد موقعها وتدميرها.
كانت عملية الإطلاق بسيطة نسبيًا. بمجرد تحديد الهدف، يتم إدخال بيانات الهدف في نظام التحكم في الإطلاق. ثم يتم رفع الصاروخ إلى وضع الإطلاق، ويتم إشعال المحرك الصاروخي. يوجه نظام التوجيه الصاروخ نحو الهدف، ويتم تفجير الرأس الحربي عند الوصول إلى الهدف أو بالقرب منه.
الرؤوس الحربية
كانت إحدى الميزات الرئيسية لإم جي إم-52 لانس هي قدرته على حمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية. وشملت هذه الرؤوس الحربية التقليدية شديدة الانفجار والرؤوس الحربية النووية التكتيكية.
- الرؤوس الحربية التقليدية: تم استخدام الرؤوس الحربية التقليدية شديدة الانفجار لضرب مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الأفراد والمركبات والمباني.
- الرؤوس الحربية النووية التكتيكية (W70): كانت الرؤوس الحربية النووية التكتيكية W70 مثيرة للجدل بشكل خاص، حيث كانت مصممة للاستخدام في ساحة المعركة. كانت لديها قوة متغيرة، تتراوح من 1 كيلوطن إلى 100 كيلوطن، اعتمادًا على النسخة.
أثار نشر الرؤوس الحربية النووية التكتيكية W70 مع نظام لانس مخاوف بشأن احتمال التصعيد النووي في حالة نشوب صراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، جادل المؤيدون بأن هذه الأسلحة ضرورية لردع العدوان السوفيتي وحماية مصالح حلف شمال الأطلسي.
الخدمة التشغيلية
خدم نظام إم جي إم-52 لانس في جيش الولايات المتحدة والعديد من الجيوش الأخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لسنوات عديدة. وقد تم نشره في مجموعة متنوعة من المواقع حول العالم، بما في ذلك أوروبا وكوريا الجنوبية.
تم استخدام لانس في التدريبات والتمارين العسكرية المتعددة، لكنه لم يشهد أي قتال فعلي. ومع ذلك، فقد لعب دورًا مهمًا في ردع العدوان السوفيتي خلال الحرب الباردة. كانت القدرة على ضرب أهداف بعيدة المدى بدقة عالية بمثابة رادع قوي للعدو المحتمل.
خلال فترة خدمته، خضع نظام لانس لعدد من التحديثات والتحسينات. وشملت هذه التحديثات تحسينات في نظام التوجيه وزيادة المدى وتحسين الموثوقية. ومع ذلك، بحلول التسعينيات، كان لانس يعتبر قديمًا نسبيًا، وبدأ استبداله بأنظمة صواريخ أكثر حداثة.
الدول المشغلة
الدول التي استخدمت نظام إم جي إم-52 لانس تشمل:
- الولايات المتحدة
- بلجيكا
- إسرائيل
- إيطاليا
- هولندا
- المملكة المتحدة
- ألمانيا الغربية
الخروج من الخدمة
تم سحب إم جي إم-52 لانس من الخدمة في أوائل التسعينيات، بعد توقيع معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. حظرت هذه المعاهدة إنتاج ونشر الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الأرضية التي يتراوح مداها بين 500 كيلومتر و 5500 كيلومتر.
بسبب مداها، تم اعتبار إم جي إم-52 لانس صاروخًا متوسط المدى بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، وبالتالي كان مطلوبًا إزالته من الخدمة. تم تدمير العديد من صواريخ لانس بموجب شروط المعاهدة، في حين تم الاحتفاظ ببعضها الآخر للعرض في المتاحف.
بدائل محتملة
مع خروج لانس من الخدمة، ظهرت الحاجة إلى نظام صاروخي تكتيكي جديد. تم تطوير العديد من الأنظمة ليحل محل لانس، بما في ذلك نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS) ونظام الصواريخ متعدد الإطلاق الموجه (GMLRS).
- نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS): هو صاروخ باليستي تكتيكي بعيد المدى يمكن إطلاقه من منصة الإطلاق المتعددة (MLRS).
- نظام الصواريخ متعدد الإطلاق الموجه (GMLRS): هو صاروخ موجه بدقة يمكن إطلاقه من منصة الإطلاق المتعددة (MLRS).
أثبتت هذه الأنظمة أنها أكثر دقة وقدرة من لانس، ولعبت دورًا مهمًا في العمليات العسكرية الحديثة.
خاتمة
كان إم جي إم-52 لانس نظامًا صاروخيًا تكتيكيًا مهمًا خدم في جيش الولايات المتحدة والعديد من الجيوش الأخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لسنوات عديدة. لعب دورًا مهمًا في ردع العدوان السوفيتي خلال الحرب الباردة، ومهد الطريق لتطوير أنظمة صواريخ أكثر حداثة. على الرغم من إزالته من الخدمة، إلا أن إم جي إم-52 لانس لا يزال يُذكر باعتباره قطعة مهمة من التاريخ العسكري.