نظام المهام المتعددة المحمول جواً الخفيف (LAMPS)

تاريخ وتطور LAMPS

بدأ برنامج LAMPS في الستينيات استجابةً للحاجة المتزايدة إلى قدرة محسّنة على الحرب المضادة للغواصات. في ذلك الوقت، كانت الغواصات السوفيتية تزداد تطوراً وهدوءًا، مما جعل اكتشافها وتعقبها أكثر صعوبة. أدركت البحرية الأمريكية أن المروحيات يمكن أن توفر منصة محمولة جواً مرنة وقادرة على حمل أجهزة استشعار متقدمة وأسلحة لمواجهة هذا التهديد.

مر البرنامج بثلاث مراحل رئيسية:

LAMPS Mark I: كان هذا هو الإصدار الأولي، والذي استخدم مروحية Kaman SH-2 Seasprite. كانت SH-2 قادرة على حمل سونارات غاطسة وأجهزة كشف الشذوذ المغناطيسي (MAD) وطوربيدات، مما يمنح السفن الحربية قدرة كبيرة على الحرب المضادة للغواصات.
LAMPS Mark II: لم يتم تطوير هذه المرحلة مطلقًا، ولكنها كانت تهدف إلى توفير تحسينات على Mark I.
LAMPS Mark III: كانت هذه المرحلة الأكثر طموحًا وتطورت إلى Sikorsky SH-60 Seahawk، وهي مروحية أكثر قدرة وتنوعًا من SH-2. أدخلت SH-60 أنظمة استشعار وأسلحة محسّنة، فضلاً عن القدرة على العمل من مجموعة واسعة من السفن الحربية.

أصبحت SH-60 Seahawk، وخاصةً طرازات SH-60B و SH-60F و MH-60R، العمود الفقري لبرنامج LAMPS Mark III، ولا تزال في الخدمة اليوم. خضعت المروحية للعديد من الترقيات على مر السنين، مما يضمن بقاءها في طليعة التكنولوجيا البحرية.

ميزات وقدرات LAMPS

توفر مروحيات LAMPS مجموعة واسعة من الميزات والقدرات التي تجعلها لا تقدر بثمن بالنسبة للبحرية الأمريكية. بعض القدرات الرئيسية تشمل:

الحرب المضادة للغواصات (ASW): يمكن للمروحيات حمل سونارات غاطسة وأجهزة كشف الشذوذ المغناطيسي (MAD) لتحديد موقع الغواصات وتعقبها. يمكنهم أيضًا حمل طوربيدات للاشتباك مع الغواصات.
الحرب المضادة للسفن (ASUW): يمكن للمروحيات حمل صواريخ مضادة للسفن ومدافع رشاشة للاشتباك مع السفن السطحية. يمكنهم أيضًا توفير معلومات استهداف لأسلحة السفن الحربية.
الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR): يمكن للمروحيات حمل أجهزة استشعار متقدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوفير المراقبة والاستطلاع.
البحث والإنقاذ (SAR): يمكن للمروحيات البحث عن الأفراد الذين تقطعت بهم السبل وإنقاذهم.
الدعم اللوجستي: يمكن للمروحيات نقل الأفراد والإمدادات بين السفن الحربية والشاطئ.
الاتصالات: يمكن للمروحيات توفير وصلة اتصالات بين السفن الحربية والشاطئ.

بالإضافة إلى هذه القدرات، يمكن لمروحيات LAMPS أيضًا العمل في مجموعة واسعة من الظروف الجوية والبحرية. وهي مصممة للعمل من مجموعة واسعة من السفن الحربية، بما في ذلك المدمرات والفرقاطات والطرادات.

أنظمة الاستشعار والأسلحة

تعتمد مروحيات LAMPS على مجموعة متنوعة من أنظمة الاستشعار والأسلحة لأداء مهامها. بعض الأنظمة الرئيسية تشمل:

السونار الغاطس: يستخدم السونار الغاطس موجات صوتية لتحديد موقع الغواصات وتعقبها.
جهاز كشف الشذوذ المغناطيسي (MAD): يكتشف جهاز كشف الشذوذ المغناطيسي (MAD) التشوهات في المجال المغناطيسي للأرض التي تسببها الغواصات.
رادار البحث: يستخدم رادار البحث موجات الراديو لتحديد موقع السفن السطحية والطائرات.
نظام الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء (FLIR): يستخدم نظام الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء (FLIR) الأشعة تحت الحمراء لتكوين صورة للبيئة.
الإجراءات المضادة الإلكترونية (ECM): الإجراءات المضادة الإلكترونية (ECM) تعطل الرادار وأنظمة الاتصالات الخاصة بالعدو.
الطوربيدات: تستخدم الطوربيدات لتدمير الغواصات.
الصواريخ المضادة للسفن: تستخدم الصواريخ المضادة للسفن لتدمير السفن السطحية.
المدافع الرشاشة: تستخدم المدافع الرشاشة للاشتباك مع الأهداف الصغيرة.

تكامل هذه الأنظمة يتيح للمروحيات جمع وتحليل المعلومات بسرعة وفعالية، مما يوفر صورة واضحة لساحة المعركة للقادة البحريين.

أهمية LAMPS في العمليات البحرية

أصبح نظام LAMPS جزءًا لا يتجزأ من العمليات البحرية الأمريكية. توفر مروحيات LAMPS قدرة فريدة على توسيع نطاق أجهزة الاستشعار والأسلحة الخاصة بالسفن الحربية، مما يمكنها من العمل بفعالية أكبر في مجموعة واسعة من البيئات. كما أنها توفر منصة مرنة ومتعددة الاستخدامات يمكن استخدامها لمجموعة متنوعة من المهام، مما يجعلها رصيدًا قيمًا لأي قوة بحرية.

أدت قدرة LAMPS على العمل في بيئات معادية، وتقديم الدعم في الحرب المضادة للغواصات والحرب المضادة للسفن، وتوفير البحث والإنقاذ والدعم اللوجستي، إلى تعزيز القدرات التشغيلية للبحرية الأمريكية بشكل كبير. إن وجود هذه المروحيات على متن السفن الحربية يوفر طبقة إضافية من الحماية والاستخبارات والقدرة على الاستجابة بسرعة للتهديدات المتطورة.

التحديات والاتجاهات المستقبلية

على الرغم من نجاح برنامج LAMPS، إلا أنه يواجه عددًا من التحديات في المستقبل. أحد أكبر التحديات هو الحاجة إلى تحديث مروحيات LAMPS باستمرار لمواكبة التهديدات المتطورة. يشمل ذلك تطوير أنظمة استشعار وأسلحة جديدة، فضلاً عن تحسين موثوقية وقابلية صيانة المروحيات.

تشمل التحديات الأخرى الحاجة إلى خفض تكلفة تشغيل وصيانة مروحيات LAMPS، والحاجة إلى تحسين قدرة المروحيات على العمل في بيئات حضرية.

تشمل بعض الاتجاهات المستقبلية لبرنامج LAMPS تطوير مروحيات بدون طيار، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء المروحيات، وتكامل المروحيات مع أنظمة الأسلحة الأخرى.

مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المرجح أن يظل برنامج LAMPS مكونًا حيويًا في القوات البحرية الأمريكية لعقود قادمة.

دور LAMPS في الحروب والعمليات

شاركت مروحيات LAMPS في عدد لا يحصى من الحروب والعمليات حول العالم. بدءًا من الحرب الباردة، حيث لعبت دورًا حاسمًا في تعقب الغواصات السوفيتية، وصولًا إلى العمليات الحديثة في الشرق الأوسط، أثبتت LAMPS أنها قوة موثوقة ومتعددة الاستخدامات.

في حرب الخليج، تم استخدام مروحيات LAMPS لتقديم المراقبة والاستطلاع والدعم الناري للقوات البرية. في حرب العراق، تم استخدامها لنفس الأغراض، بالإضافة إلى البحث عن الأجهزة المتفجرة المرتجلة (IEDs) وتدميرها.

بالإضافة إلى الحروب والعمليات، تم استخدام مروحيات LAMPS أيضًا في مجموعة متنوعة من المهام الإنسانية، مثل تقديم الإغاثة في حالات الكوارث والبحث عن الأفراد المفقودين وإنقاذهم.

إن سجلها المثبت في القتال وفي العمليات الإنسانية يجعل من LAMPS رصيدًا لا يقدر بثمن بالنسبة للبحرية الأمريكية.

أمثلة على عمليات ناجحة لـ LAMPS

تعتبر العمليات التالية أمثلة على النجاحات التي حققها نظام LAMPS:

عملية الحارس الأمين (Earnest Will): خلال حرب الخليج الأولى، قامت مروحيات SH-60B من LAMPS بتوفير الحماية للقوافل الكويتية من الهجمات الإيرانية.
عملية الصحراء العاصفة (Desert Storm): تم استخدام مروحيات SH-60B من LAMPS لتوفير المراقبة والاستطلاع والدعم الناري للقوات البرية.
عملية الحرية الدائمة (Enduring Freedom): تم استخدام مروحيات MH-60R من LAMPS لتوفير الدعم للقوات الخاصة في أفغانستان.
عملية العزم الصلب (Inherent Resolve): تم استخدام مروحيات MH-60R من LAMPS لتوفير الدعم للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

توضح هذه العمليات قدرة LAMPS على التكيف مع مجموعة واسعة من التهديدات والبيئات، مما يجعلها رصيدًا أساسيًا في العمليات البحرية الحديثة.

خاتمة

يظل نظام المهام المتعددة المحمول جواً الخفيف (LAMPS) برنامجًا حيويًا لبحرية الولايات المتحدة، حيث يوفر قدرات حيوية في الحرب المضادة للغواصات والحرب المضادة للسفن والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والبحث والإنقاذ والدعم اللوجستي. على الرغم من مواجهة التحديات المستمرة، فإن التطوير المستمر والترقيات التكنولوجية تضمن بقاء LAMPS في طليعة التكنولوجيا البحرية، مما يدعم العمليات البحرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم. من خلال دورها المحوري في العمليات التاريخية والمستقبلية، تظل LAMPS قوة أساسية في الحفاظ على الأمن البحري العالمي.