آلية العمل
تعتمد الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة على مزيج من آليتين رئيسيتين لإحداث الضرر:
- الانفجار: تحتوي الذخيرة على مادة متفجرة شديدة، مثل مادة “Composition B” أو “Octol”، والتي تنفجر عند الاصطدام أو عند تفعيل الصاعق. ينتج عن هذا الانفجار موجة صدمية قوية وضغط عالي، مما يتسبب في أضرار هيكلية للأهداف القريبة.
- الاحتراق: بالإضافة إلى المادة المتفجرة، تحتوي الذخيرة على مادة حارقة، مثل الثيرميت أو الفسفور الأبيض. عند الانفجار، تتشتت هذه المادة الحارقة وتنشر الحرارة الشديدة والنيران على نطاق واسع، مما يؤدي إلى إشعال الحرائق وإلحاق أضرار إضافية بالأهداف.
عادةً ما تكون المادة الحارقة محاطة بغلاف من الشظايا، مما يزيد من تأثير الذخيرة عن طريق نشر الشظايا المتطايرة بسرعة عالية في جميع الاتجاهات.
المكونات الرئيسية
تتكون الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة من عدة مكونات رئيسية تعمل معًا لتحقيق التأثير المطلوب:
- المادة المتفجرة: وهي المكون الأساسي الذي يوفر قوة الانفجار الأولية. تشمل المواد المتفجرة الشائعة المستخدمة في هذا النوع من الذخيرة مادة “Composition B” و “Octol” و “HMX”.
- المادة الحارقة: وهي المادة التي تشتعل وتحرق الأهداف. تشمل المواد الحارقة الشائعة الثيرميت والفوسفور الأبيض والنيتروسيليلوز.
- الصاعق: وهو الجهاز الذي يبدأ عملية الانفجار. يمكن أن يكون الصاعق حساسًا للصدمات أو الضغط أو الحرارة.
- الغلاف: وهو الهيكل الخارجي للذخيرة الذي يحمي المكونات الداخلية ويوفر شكلًا محددًا للذخيرة. غالبًا ما يكون الغلاف مصنوعًا من المعدن، مثل الفولاذ، وقد يحتوي على شظايا مدمجة لزيادة تأثير التجزئة.
- الشظايا (اختياري): في بعض الذخائر شديدة الانفجار الحارقة، يتم تضمين شظايا معدنية مسبقة التشكيل في الغلاف أو حول المادة المتفجرة. تهدف هذه الشظايا إلى زيادة تأثير التجزئة وإلحاق الضرر بالأفراد والمعدات على مسافة أبعد.
الاستخدامات
تستخدم الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة في مجموعة واسعة من التطبيقات العسكرية، بما في ذلك:
- تدمير المركبات والمعدات: يمكن استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة لتدمير المركبات المدرعة وغير المدرعة والمعدات العسكرية الأخرى. قوة الانفجار والحرارة الشديدة يمكن أن تعطل أو تدمر الأنظمة الحيوية وتجعل المركبات غير قابلة للاستخدام.
- إشعال الحرائق: يمكن استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة لإشعال الحرائق في المباني والمخازن ومواقع أخرى. يمكن أن تنتشر الحرائق بسرعة وتسبب أضرارًا واسعة النطاق، مما يجبر العدو على إخلاء المواقع أو تدميرها.
- مكافحة الأفراد: يمكن استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة ضد الأفراد، خاصة في المناطق المحصنة أو في الخنادق. يمكن أن تتسبب قوة الانفجار والشظايا المتطايرة في إصابات خطيرة أو الوفاة.
- قمع الدفاعات الجوية: يمكن استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة لتدمير أو تعطيل مواقع الدفاع الجوي للعدو. يمكن أن تتسبب قوة الانفجار والحرارة الشديدة في إتلاف الرادارات وأنظمة التحكم في النيران والمعدات الأخرى.
أنواع الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة
تتوفر الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام، بما في ذلك:
- القذائف المدفعية: تستخدم في المدافع ذات العيار الكبير لتدمير الأهداف الثابتة أو المتحركة.
- قذائف الهاون: تستخدم في مدافع الهاون لضرب الأهداف في نطاقات قريبة أو متوسطة.
- الصواريخ: تستخدم في الطائرات والمركبات البرية لضرب الأهداف على مسافات بعيدة.
- القنابل: تسقط من الطائرات لضرب الأهداف الأرضية أو البحرية.
- الرصاص: يستخدم في البنادق والمدافع الرشاشة الصغيرة لاستهداف الأفراد أو المركبات الخفيفة.
الاعتبارات الأخلاقية والقانونية
يثير استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة بعض الاعتبارات الأخلاقية والقانونية، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام ضد المدنيين أو في المناطق المأهولة بالسكان.
- البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية: يقيد هذا البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف المدنية. تحظر الاتفاقية استخدام الأسلحة الحارقة المصممة أساسًا لإشعال الحرائق وإلحاق الضرر بالمدنيين. ومع ذلك، يسمح البروتوكول باستخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية، طالما اتخذت الاحتياطات اللازمة لتقليل خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
- مبدأ التمييز: يتطلب القانون الدولي الإنساني من المقاتلين التمييز بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية. يحظر مهاجمة الأهداف المدنية عمدًا. يجب على المقاتلين اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل خطر إلحاق الضرر بالمدنيين عند مهاجمة الأهداف العسكرية.
- مبدأ التناسب: يحظر القانون الدولي الإنساني استخدام القوة المفرطة. يجب أن يكون الضرر العرضي المتوقع من الهجوم متناسبًا مع الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة.
يجب على القادة العسكريين أن يدرسوا بعناية المخاطر والفوائد المحتملة لاستخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة في كل حالة على حدة، وأن يتخذوا جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
تطورات مستقبلية
تستمر الأبحاث والتطوير في مجال الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة في التركيز على تحسين الأداء وتقليل المخاطر. تشمل بعض التطورات المحتملة:
- مواد حارقة أكثر فعالية: يتم تطوير مواد حارقة جديدة توفر حرارة أعلى ووقت احتراق أطول، مما يزيد من فعاليتها في إشعال الحرائق وتدمير الأهداف.
- صواعق أكثر دقة: يتم تطوير صواعق جديدة تسمح بتفجير الذخيرة في الوقت والمكان المناسبين، مما يزيد من دقتها ويقلل من خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
- شظايا محسنة: يتم تطوير شظايا جديدة توفر توزيعًا أكثر اتساقًا وتأثيرًا أكبر، مما يزيد من فعاليتها ضد الأفراد والمعدات.
- تقنيات التوجيه الذكي: يتم تطوير تقنيات التوجيه الذكي التي تسمح للذخيرة بتحديد الأهداف وتتبعها بدقة، مما يقلل من خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
خاتمة
الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة هي سلاح قوي ومتعدد الاستخدامات يستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات العسكرية. تجمع هذه الذخيرة بين تأثير الانفجار الشديد للذخائر المتفجرة التقليدية وقدرة المواد الحارقة على إشعال الحرائق، مما يجعلها فعالة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف. ومع ذلك، يثير استخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة بعض الاعتبارات الأخلاقية والقانونية، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام ضد المدنيين أو في المناطق المأهولة بالسكان. يجب على القادة العسكريين أن يدرسوا بعناية المخاطر والفوائد المحتملة لاستخدام الذخيرة شديدة الانفجار الحارقة في كل حالة على حدة، وأن يتخذوا جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل خطر إلحاق الضرر بالمدنيين.