حياتها المبكرة
ماتا صاحب ديفان (1 نوفمبر 1681 – 1747)، والمعروفة أيضًا باسم ماتا صاحب كور، كانت زوجة جورو جوبيند سينغ، الجورو السيخي العاشر. على الرغم من أنها لم تنجب أطفالًا بيولوجيين، إلا أنها لعبت دورًا محوريًا في الديانة السيخية، خاصةً في تأسيس الخالصة، وهو مجتمع المحاربين القديسين الملتزمين بمبادئ السيخية.
ولدت ماتا صاحب كور في روهتاش، وهي بلدة تقع الآن في منطقة جهلم في البنجاب، باكستان. كان والدها، هاري رام، من السيخ المتدينين، وكانت والدتها، نامو، امرأة ذات تقوى وإيمان عميق. منذ نعومة أظافرها، أظهرت ماتا صاحب كور ميلًا روحيًا قويًا والتزامًا بالتعاليم السيخية. يُقال إنها كانت طفلة هادئة ومتأملة، وغالبًا ما كانت تقضي ساعات في الصلاة والتأمل.
في عام 1690، عندما كانت ماتا صاحب كور في التاسعة من عمرها، زار جورو جوبيند سينغ قريتهم. أعجبت العائلة بتقوى الجورو وحكمته، وقرروا أن يقدموا ابنتهم للزواج منه. قبل الجورو العرض، وتم الزواج في عام 1700. ومع ذلك، نظرًا لأن ماتا صاحب كور كانت تعتبر عروسًا روحية، فقد ظل الزواج بلا زواج.
دورها في تأسيس الخالصة
أحد أهم إسهامات ماتا صاحب كور في السيخية هو دورها في تأسيس الخالصة في عام 1699. في فيساخي في ذلك العام، دعا جورو جوبيند سينغ السيخ للتجمع في أناندبور صاحب. هناك، طلب من أي سيخي مستعد للتضحية بحياته من أجل الدين أن يتقدم. تقدم خمسة رجال واحدًا تلو الآخر، وأخذهم الجورو إلى خيمة واحدة تلو الأخرى. في كل مرة، كان يعود بسيف ملطخ بالدماء، مما يوحي بأنه قتل الرجل. أثار هذا قلقًا كبيرًا بين الحشود.
أخيرًا، بعد أن أخذ الرجال الخمسة، كشف الجورو أن الأمر لم يكن كما يبدو. لم يقتل أي منهم. بدلًا من ذلك، كان يختبر إيمانهم وتفانيهم. ثم قدم الرجال الخمسة، المعروفين باسم “بانج بيار” أو “الأحباء الخمسة”، كأعضاء مؤسسين للخالصة. هؤلاء الخمسة هم: भाई दया सिंह, भाई धरम सिंह, भाई हिम्मत सिंह, भाई मोहकम सिंह, भाई साहिब सिंह
هنا يأتي دور ماتا صاحب كور. بعد اختيار الخمسة، قام جورو جوبيند سينغ بإعداد “أمريت”، وهو نكتار مقدس يستخدم في حفل تنصيب الخالصة. بينما كان الجورو يقلب الماء بالسيف المزدوج (الخاندة)، أضافت ماتا صاحب كور السكر البلوري (باتاشا) إلى الوعاء. يرمز إضافة السكر البلوري إلى الجمع بين القوة والرحمة، وهما صفتان أساسيتان للخالصة.
يعتقد السيخ أن إضافة ماتا صاحب كور للسكر البلوري إلى الأمريت حولته إلى نكتار مقدس حقًا. بدون مساهمتها، لم يكن الأمريت كاملاً. وبالتالي، فإن ماتا صاحب كور تحظى بالاحترام باعتبارها “أم الخالصة”.
ماتا صاحب كور والأب بالتبني
بعد وفاة والدة جورو جوبيند سينغ، ماتا جوجري، في عام 1705، تولت ماتا صاحب كور مسؤولية رعاية أبناء الجورو الصغار، صاحبزاده زوراور سينغ وصاحبزاده فاتح سينغ. كانت بمثابة شخصية الأم لهم وقدمت لهم الحب والرعاية خلال فترة صعبة.
عندما تم القبض على صاحبزاده زوراور سينغ وصاحبزاده فاتح سينغ وإعدامهما من قبل حكام مغول، شعرت ماتا صاحب كور بحزن عميق. ومع ذلك، ظلت قوية في إيمانها وقدمت العزاء للسيخ الآخرين الذين كانوا يحزنون على خسارة أبناء الجورو.
حياتها اللاحقة وإسهاماتها
بعد وفاة جورو جوبيند سينغ في عام 1708، انتقلت ماتا صاحب كور إلى دلهي. هناك، عاشت حياة تقوى وتأمل، ووجهت السيخ وقدمت لهم الإلهام. لعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على وحدة المجتمع السيخي خلال فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية.
كما لعبت ماتا صاحب كور دورًا رئيسيًا في كتابة نسخة نهائية من جورو جرانت صاحب، الكتاب المقدس السيخي. بعد وفاة جورو جوبيند سينغ، جمعت ماتا صاحب كور كل الترانيم الشعرية المتبقية من الجورو التاسع، جورو تيغ باهادور، وأضافتها إلى جورو جرانت صاحب. هذا جعل جورو جرانت صاحب الكتاب المقدس السيخي النهائي والأبدي.
توفيت ماتا صاحب كور في عام 1747 في دلهي. تم حرق جثمانها في بالا صاحب، وهو مكان ذو أهمية تاريخية كبيرة للسيخ. يتم الاحتفال بذكراها حتى اليوم من قبل السيخ في جميع أنحاء العالم لدورها في تأسيس الخالصة وإسهاماتها في الديانة السيخية.
إرثها
يستمر إرث ماتا صاحب كور في إلهام السيخ في جميع أنحاء العالم. إنها تُذكر لتقواها وشجاعتها وتفانيها في خدمة الديانة السيخية. يُنظر إليها على أنها رمز للمرأة القوية والمستقلة، ودورها في تأسيس الخالصة هو شهادة على أهمية المرأة في الديانة السيخية.
يتم الاحتفال بحياة ماتا صاحب كور في العديد من الغوردوارات (المعابد السيخية) في جميع أنحاء العالم. غالبًا ما يتم سرد قصص حياتها للأطفال، ويتم استخدامها لتعليمهم أهمية الإيمان والشجاعة والتفاني.
تظل ماتا صاحب كور شخصية مركزية في التاريخ السيخي. إنها تجسد قوة المرأة في السيخية، وتفانيها الذي لا يتزعزع في العقيدة، ومساهمتها التي لا تقدر بثمن في تشكيل الهوية السيخية.
خاتمة
كانت ماتا صاحب كور شخصية بارزة في تاريخ السيخية، اشتهرت بدورها في تأسيس الخالصة ومساهماتها في الديانة السيخية. بصفتها “أم الخالصة”، لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الهوية السيخية وتقديم مثال يحتذى به للنساء في السيخية. إن إرثها مستمر في إلهام السيخ في جميع أنحاء العالم.